الشخصية الاقتصادية: مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه

خاص - شبكة الأمة برس الإخبارية
2010-10-29

 لعله من الضرورة القول إن مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه كانت وستبقى إلى ما شاء الله خطوة إقتصادية استباقية كبرى في تاريخ الإقتصادي اليمني والعربي ، لما مثلته من تجربة مثمرة وناجحة على كافة الأصعدة الإقتصادية والتجارية والتنمية البشرية ، استطاعت أن تكون قلعة إقتصادية يشار إليها بالبنان لما وصلت إليه من نجاح باهر ، صنعه رجل إقتصاد من الطراز الرفيع ، هو الحاج هائل سعيد أنعم رحمه الله ونخبة من الشركاء المتميزين وممن تبعهم من الأبناء والأحفاد ، حيث بدأ الحاج هائل مسيرته المهنية في أوائل عشرينات القرن المنصرم ، ولم يغادرها إلى رحمة الله إلا وقد كانت مجموعته هرما إقتصاديا شاهقا في تاريخ الإقتصاد اليمني الحديث واقتصاد المنطقة ، وشريك رئيسي وفاعل في أغلب المنظومات الاقتصادية العربية والإسلامية والعالمية.


13- الشخصية الإقتصادية :


مجموعة شركات هائل سيعد أنعم وشركاه : قلعة الاقتصاد والصناعة في اليمن الجديد


مجموعة شركات هائل سيعد أنعم وشركاه، كيان اقتصادي تأسس في اليمن عام 1938م  ، وتمارس نشاطها في كافة المجالات الاستثمارية المختلفة ( الصناعية ، التجارية ، الخدمية ) الذي يتوزع على العديد من الدول  أهمها ( المملكة العربية السعودية ، مصر ، ماليزيا ، أندونوسيا ، المملكة المتحدة ( …
وتعد مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه المجموعة الاقتصادية الأولى في اليمن من حيث حجم استثماراتها ومركزها التنافسي في السوق  أو من حيث هياكلها الداخلية ونظمها الإدارية والفنية والتكنولوجية وتحظى بثقة كبيرة وسمعة عالية على المستويين المحلي والخارجي  . 
 وتؤمن المجموعة وهي تمارس نشاطها بضرورة التطور والتحديث والتعلم المستمر ومواكبة المتغيرات المتجددة والإنفتاح على تجارب الآخرين  والإستفادة منها كشرط لازم للتطور والنمو والحفاظ على موقع الريادة والتميز على المستوى المحلي والخارجي . كما تؤمن المجموعة بأنه لا مكان في عملها للصدفة ولا لمبدأ التجربة والخطأ بل تنطلق من مبدأ التخطيط السليم والتحليل الدقيق ودراسة الفرص واستشراف المستقبل ، وأن الأداء الناجح وراءه رؤية واضحة وإدارة فاعلة وإنسان كفء .
والمجموعة تلتزم  في كافة أنشطتها بتنمية المجتمع والمساهمة الفاعلة في الدفع بعجلة التطور والنمو الاقتصادي كما تلتزم بالحفاظ على هويتها المرجعية واحترام حقوق الإنسان عموما وحقوق العامل والمستهلك خصوصا كما تلتزم بشروط ومعايير الجودة والمواصفات والمقاييس المحلية والإقليمة والعالمية وبالحفاظ على البيئة واحترام النظام والقانون والمجتمع الذي تعمل في ظله .

وتسعى المجموعة للحفاظ على موقع الريادة والتميز الذي حققته على كافة المستويات كما تسعى لتوسيع نشاطها واستثماراتها والرفع من قدراتها التنافسية وإمكاناتها البشرية والمادية لتصبح مجموعة عالمية ذات نشاط أوسع وجنسيات متعددة .
 كما تمتلك مجموعة شركات هائل سعيد انعم وشركاه علاقات واسعة ومتينة مع عدد كبير من الهيئات والاتحادات الاقتصادية الإقليمية والعالمية. وتعد أحد الرعاة الأساسيين والاستراتيجيين للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" وعضو في مجلس رجال الأعمال العرب.
سيرة المؤسس الحاج هائل سعيد انعم
ولد الاقتصادي اليمني الكبير الحاج هائل سعيد انعم سنة 1902 الموافق 1323 هجرية بقرية قرض الأعروق لواء الحجرية محافظة تعز، وكان الابن الثالث من أربعة إخوة.
تعلم القراءة والكتابة وختم القرآن الكريم وهو في سن مبكرة، عمل في أول حياته في حياكة الملابس وباع واشترى ما أنتج واكتسب بذلك أولى معارفه . ترك قريته (قرض) متجهاً نحو مدينة عدن وبعدها بدأ رحلة الاغتراب التي نقلته عبر محطات بحرية مختلفة بحثا عن لقمة العيش حيث هاجر إلى فرنسا وعمل بها ما يُقارب العشر سنوات ثم عاد إلى عدن مرة أخرى.
فتح دكان تجزئه صغير وسرعان ما تحوّل إلى مركز نشاط وربط صله في الداخل والخارج على الرغم من الصعاب التي مر بها خلال تلك المرحلة مواصلاً نشاطه عبر شركة تابعه لتاجر فرنسي.
تطور نشاطه التجاري بشكل كبير بعد ذلك، حيث قام بإنشاء النواة الأولى للمجموعة في عام 1938م على صيغة شركة متخصصة في مجال توزيع المواد الغذائية والتي تطور نشاطها إلى مجال الاستيراد والتصدير والتوكيلات العامة وسماها "هائل سعيد انعم وإخوانه".
التحق الابن الأول لهائل سعيد بالشركة التي توسعت نشاطاتها بشكل كبير لتشمل مخازن البضائع وطاحون دقيق ثم تأسيس شركة للتصدير إلى الصومال وتكون إدارتها في بربره بالصومال مسئولية الابن احمد.

هائل سعيد انعم وشركاءه
خلال المرحلة الممتدة من عام 1938-1952 كان النشاط التجاري يعرف باسم هائل سعيد أنعم وإخوانه ولكن التسمية للشركة تغيرت عام 1952 إلى شركة هائل سعيد أنعم وشركائه ، إثر وفاة المرحوم الحاج محمد سعيد الأخ الأكبر للحاج هائل .
الاتجاه نحو آفاق جديدة
كانت فترة الخمسينات قد شكلت تطوراً واسعاً في جوانب الحياة المختلفة في الجنوب اليمني وشماله .. سواء على المستوى الاقتصادي أوالتجاري بعد إنشاء المصافي .. في "البريقة" عام 1954، إذ تم إنشاء هذه المصافي كتعويض للمصالح الإنجليزية البترولية التي فقدتها في إيران بعد تأميمها اثر ثورة مصر عام 1952م وبدأت المؤسسة تتوسع في مجال العمل و على مستوى التصدير للسلع اليمنية الزراعية بعد انتقالها إلى الشمال عام 1969 ... وبعد تأميم بعض الممتلكات، إلا أن الأسرة كانت قد أسست نشاطها في الشمال .. في مواصلة مشوارها العلمي والتنموي المبدع . وقد جسدت حنكة التاجر الحاج هائل سعيد، أسمى معاني القيم الوطنية في ايجاد صيغة تربط شمال الوطن بجنوبه وتمكنت المؤسسة من تصدير العديد من المنتجات والجلود.. وشحنها بعد تجميعها من التجار إلى ميناء عدن ومن ثم إلى أوروبا والهند . ودول أخرى .

أسس عام 1970م الشركة اليمنية للصناعة والتجارة كأول شركة صناعية في مدينة تعز وبمصنع واحد للبسكويت والحلويات وبتكنولوجيا ألمانية.
كان حازما في العمل مع الحرص على إعداد القيادات المستقبلية من الأسرة من حيث التعليم والتدريب المستمر، كما استعان بالكفاءات والخبرات الأجنبية.
عرفه الجميع بأنه المرجع عند الحاجة والداعم لكل فقير، مسخراً إمكانياته وطاقته لإرشاد كل من تواصل معه كما لم يتوانى منذ بدء تأسيس مشاريعه عن مد يد المساعدة بصفة تلقائية وعند كل طلب.

أسس عام 1970 "الجمعية الخيرية لهائل سعيد انعم وشركاه" للمساهمة في تلبية حاجيات المجتمع من المدارس والمستشفيات والمساجد وحفر الآبار وشق الطرقات والمساعدة على محو الأمية والتحصيل العلمي والثقافي في عموم محافظات الجمهورية اليمنية.
اتصف أسلوب الحاج المرحوم هائل سعيد انعم بالصدق في التعبير والحرارة في الإحساس، الأمر الذي جعله يضع لنفسه أجنده يومية لتلمس أوضاع المحتاجين وتوزيع الزكوات وزيارة المستشفيات وتلقي دراسات المناطق المحرومة من التجهيزات الأساسية في كافة نواحي الحياة.
توفى الحاج المرحوم هائل سعيد انعم في يوم الاثنين 27 رمضان 1410هـ الموافق 23 أبريل 1990م.
 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي