
يتنقل الشاب، إياد عياد، في شوارع غزة بين السيارات لتقديم التمر والماء، في محاولة لمساعدة من يفوتهم تناول الإفطار مع ذويهم في بيوتهم بسبب توقف حركة السير.
وتزدحم شوارع غزة قبل الأذان، ومع اندفاع الصائمين للوصول إلى منازلهم، وتكاد حركة السيارات في الشوارع تتوقف من كثرة الازدحام.
ومنذ 5 سنوات بدأ عياد مبادرته قبل الأذان بنصف ساعة، ويرحب المسيحي الغزاوي بالصائمين المسلمين ويقدم التمر والماء لمن تقطعت بهم السبل في زحام المرور أو تأخروا فلم ييتمكنوا من الوصول إلى بيوتهم للإفطار مع أُسرهم.
ويقول عياد لوكالة "سبوتنيك": "قبل 5 سنوات بدأت في عمل هذه المبادرة، وكنت أقدم التمر والماء لسكان البناية التي أسكن فيها، ومن ثم انتقلت للحي وبعدها للشارع، وفي البداية كنت أضع 3 تمرات في كل كيس مع علبة ماء، لكن مع تراجع الحالة المادية لدي أصبحت أضع إضافة للماء تمرة واحدة، وكان المارة يستغربون كوني مسيحياً أوزع الماء، لكن مع مرور الوقت شعروا بالسعادة كما أشعر".
وتابع عياد: "عندما أعطي أخي المسلم الماء والتمر أشعر بالفرحة، فنحن الفلسطينيون مسيحيون مسلمون متعايشون في نفس الوطن، ونتشارك الفرح والحزن وحتى الحرب".
ويعتمد عياد في تمويل مبادرته على مدخراته الذاتية، وأحياناً يساعده أهل الخير لتوزيع ما تجود به أنفسهم في شهر رمضان، ويساعده جاره المسلم الذي يبلغ من العمر 13 عاماً في تحضير عبوات التمر والماء.
ويضيف الشاب عياد: "لم أوجه صعوبات، فهذه المبادرة كلها إيجابيات ولقيت الدعم من أسرتي ومن أصدقائي وحتى من المارة، ومع كل سنة ازداد إصراراً على الاستمرار، وأشعر بالفخر لقيامي بهذا العمل الخيري في رمضان".
ويقيم في قطاع غزة نحو ألف مسيحي فقط معظمهم من الأرثوذكس، وسط سكان يقدر عددهم بزهاء 2.3 مليون نسمة يقطنون القطاع.