يضرب الأخلاق والتربية : مسلسل «فلّوجة» يثير جدلا واسعاً في تونس بتناوله «الفساد الأخلاقي» في المدارس

تونس ـ  أثار مسلسل بعنوان “فلّوجة” جدلا واسعا في تونس، على اعتبار أنه يقدّم المدرسة التونسية كمصدر للعنف وتعاطي المخدرات والفساد الأخلاقي.
وهاجم وزير التربية التونسي، محمد علي البوغديري المسلسل الذي تبثه قناة “الحوار التونسي”، حيث اتهمه بالإساءة للأسرة التربوية وللمدارس والعائلات التونسية، معتبراً أنه “يتنافى مع الأخلاق والمبادئ والقيم، ولا يعكس ما تقوم به الأسرة التربوية من عمل جاد لفائدة أبناء تونس للارتقاء بوعيهم وتطوير نظام التدريس. ونأسف لعرض مثل هذه المسلسلات في شهر رمضان المبارك”.
وأكد أن الوزارة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع بث المسلسل، مشيراً إلى أنه تواصل مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن والرئيس قيس سعيّد حول هذا الأمر.
وكتب الوزير السابق خالد شوكات “ثمّة أقليّة يمثلها فلّوجة مختلفة تماما عن أغلبية التونسيين، ولكن ماذا عسانا نفعل مع هذه الأقلية التي تعتقد أنّها هي “الشعب التونسي” وهي صاحبة الحق في الدولة؟”.
وأضاف “عشت في الغرب عشرين عاماً، وأقول بكل صراحة إن جرأة هذه الأقلية على القيم وسعيها إلى الهدم تتفوّق على أكثر الجماعات الغربية تطرّفاً وعنصرية”.
وكتب المحامي حازم القصوري “مسلسل فلوجة صحيح أنه مستفز جداً، ولكن لا خيار لنا إلا في الانحياز إلى القيمة (الحرية والإبداع) وتفكيك كل القضايا التي يتخبط فيها مجتمعنا وإماطة اللثام عن المسكوت عنه. ولا يمكن أن نفتح الباب لمحاكمة العقل والمبدع، بل الأجدر صنع السياسات والمقاربات التربوية للخروج من الأزمة الاجتماعية التي تهدد الأسرة والمجتمع”.
وقال االأمين العام للجامعة العامة (النقابة) للتعليم الثانوي، لسعد اليعقوبي إن “وزارة التربية وقعت عقداً مع سامي الفهري صاحب قناة الحوار التونسي وسمحت بتصوير مسلسل فلوجة في معهد (مدرسة) رادس بعد أن حولوا اسمه الى معهد بورقيبة مقابل التبرع ببعض أثاث التصوير للمعهد المذكور، وحذرنا وزير التربية السابق فتحي السلاوتي – والذي اتضح أنه لم يكن على علم بهذا العقد وأن إدارته قامت بإمضاء الاتفاق دون إعلامه – ولكن الوزير عاد ليؤكد أن المسلسل سيخضع لرقابة الوزارة التي ستتوجه الى الهايكا (هيئة الاتصال) قبل شهر رمضان لطلب منع عرض المسلسل لمخالفته العقد، ولكن بدأ العرض دون رقابة ولا حساب، ويبدو أن الأمر أكبر من مجرد أثاث”.
وأصدرت نقابة التعليم الثانوي بيانا، دعت فيه هيئة الاتصال إلى “اتخاذ ما يجب من إجراءات تجاه الإخلالات التي قامت بها قناة الحوار التونسي بعرضها لهذا العمل التلفزيوني دون احترام ما تنص عليه القوانين الجاري بها العمل من توقيت البث وعدم التنصيص على الفئة العمرية الموجه إليها”.
كما دعت وزارة التربية إلى “فتح تحقيق جدي وعاجل في الظروف التي تم الترخيص فيها بتصوير هذا المسلسل التجاري من طرف قناة خاصة داخل إحدى المؤسسات التربوية العمومية، خارج كل الضوابط القانونية مع ما شاب هذا الترخيص من شبهات تدليس مست عنوان العمل المصرح به، ومتابعة المتورطين في إسناد هذا الترخيص والمنتفعين به إدارياً وقضائياً”
وتقدم المحاميان صابر بن عمار وحسن عز الدين الدياب بقضية مستعجلة لوقف عرض مسلسل “فلوجة”، والذي اتهماه بـ”ضرب الأخلاق والتربية من خلال تعمد نشر البذاءة والتفسخ الأخلاقي الممنهج لإفساد عقلية شباب جيل الغد، والقضاء على قيمنا التربوية والثقافية وأخلاقنا الحميدة”.