
واشنطن: وصل وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن الخميس إلى اسرائيل لإجراء محادثات بعد ساعات على مقتل ثلاثة ناشطين فلسطينيين وبالتزامن مع تظاهرات واسعة ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اليمينية المتشددة.
وأغلق آلاف الاسرائيليين الطرق المؤدية إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب في يوم " مقاومة الديكتاتورية" في إطار احتجاجتهم المتواصلة ضد مشروع الحكومة المثير للجدل بشأن إصلاح القضاء.
وقد أجبروا بذلك وزارة الدفاع على تغيير مكان محادثات لويد أوستن مما كشف مدى الانقسامات الداخلية الإسرائيلية.
وقبل ساعات من وصول اوستن قُتل ثلاثة مسلحين فلسطينيين يشتبه بتنفيذهم هجمات، خلال عملية عسكرية شارك فيها مستعربون من حرس الحدود والجيش وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) على الرغم من دعوة أطلقتها الامم المتحدة إلى وقف دوامة العنف.
ونقل مكان لقاء اوستن مع نظيره الاسرائيلي يوآف غلانت من وزارة الدفاع في تل أبيب الى مطار بن غوريون بعدما اغلقت مئات السيارات التي ترفع الأعلام الإسرائيلية الطرق المؤدية الى المطار.
وتزامن وصول أوستن مع رحلة لنتانياهو خلال النهار جوا إلى إيطاليا في زيارة رسمية. واضطر نتانياهو للسفر من مهبط مستشفى هداسا عين كارم في القدس بمروحية للشرطة نقلته إلى مطار بن غوريون لتفادي حشود المتظاهرين.
وكان طيارو شركة العال رفضوا قبل ايام نقل نتانياهو في رحلته المقررة الى روما ضمن حركة الاحتجاج. إلا أن الشركة أعلنت مساء الاحد أنها عثرت أخيراً على طاقم لنقل رئيس الحكومة وزوجته إلى إيطاليا، حسب الإذاعة الاسرائيلية.
قال أوري غال (18 عاما) أحد المتظاهرين إنه يحتج على "الديكتاتورية الخارجة من المجاري"، مشيرا إلى شبكات الصرف الصحي، وعلى "تهديد الديموقراطية الإسرائيلية".
وفي تل أبيب أغلق محتجون شارعا مركزيا بالقرب من مقر وزارة الدفاع، بحسب مصور من وكالة فرانس برس.
وطوال تسعة أسابيع متتالية نظمت الاحتجاجات في تل أبيب من قبل معارضي الإصلاحات القانونية التي أيدتها الحكومة الجديدة، والتي من شأنها أن تمنح السياسيين سلطة أكبر على المحاكم.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اليميني المتطرف إن "حق التعبير ليس بابًا مفتوحًا للفوضى ولا ينبغي أن يعطل حياة المواطنين"، محذرا من أنه "يمنع قطع المحاور الرئيسية للمرور".
وأضاف "لن ندمر حياة سبعين الف شخص"، في إشارة إلى عدد المسافرين الذين من المقرر أن يغادروا إسرائيل عبر المطار الخميس.
وشوهد عشرات الأشخاص يسيرون بأمتعتهم بين السيارات التي تغلق الطريق.
- دوامة عنف -
منذ تولّي نتانياهو السلطة في نهاية كانون الأول/ديسمبر، تتصاعد المواجهات خصوصاً في الضفّة الغربية حيث يكثّف الجيش الإسرائيلي عملياته منذ أكثر من عام.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان "استشهاد" ثلاثة شبان أطلقت عليهم القوات الإسرائيلية النار في جبع قرب مدينة جنين (شمال) هم أحمد محمد ذيب فشفاشة (22 عاما) ونايف أحمد يوسف ملايشة (25 عاما) وسفيان عدنان إسماعيل فاخوري (26 عاما).
أوضحت الشرطة الإسرائيلية أنّ إطلاق النار وقع خلال عملية عسكرية شارك فيها مستعربون من حرس الحدود والجيش وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) في جبع لتوقيف مطلوبين يشتبه بارتكابهم هجمات على القوات الإسرائيلية في هذا القطاع من الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت أنه "خلال العملية استهدفت نيران صادرة من سيارة الرجال المطلوبين عناصر حرس الحدود المستعربين" الذين "ردوا بإطلاق النار وقتلوا الرجال الثلاثة في السيارة"، مشيرة إلى أنه "عثر على عدد من الأسلحة والعبوات الناسفة في سيارتهم".
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية الخميس أنّ فتى يبلغ من العمر 14 عاماً توفي جراء تعرّضه لإطلاق نار خلال هذه العملية.
وارتفع عدد القتلى الفلسطينين الى 75 من بالغين وأطفال ومقاتلين ومدنيين منذ بداية العام.
وقُتل خلال الفترة نفسها 13 بالغاً وطفلاً إسرائيلياً، بينهم عدد من أفراد قوات الأمن والمدنيين، إضافة إلى امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية من الجانبين.
وقال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند في بيان "نحن في خضم دوّامة عنف يجب وقفها على الفور"، مشيراً إلى بيان مجلس الأمن الذي دان في 20 شباط/فبراير الماضي "جميع أعمال العنف ضد المدنيين".
ودعا "جميع الأطراف إلى (...) الامتناع عن التحريض على العنف".