نظريات المؤامرة تعاود الظهور في منشورات مضللة عن المناخ عبر الانترنت

أ ف ب-الامة برس
2023-02-07

   تلميذ يتابع عبر جهاز الكمبيوتر الخاص به دروسه من بعد في كاليفورنيا بتاريخ العاشر من أيلول/سبتمبر 2020 (ا ف ب) 

انتشرت معلومات مضللة عن التغير المناخي بصورة كبيرة عبر الإنترنت خلال عام 2022، على ما يفيد باحثون يشيرون تحديداً إلى التأثير الذي أحدثه استحواذ ايلون ماسك على تويتر، وما أعقب ذلك من إعادة تفعيل لحسابات كانت محظورة.

وقالت جيني كينغ من معهد "ستراتيجيك دايلوغ" الذي يضم مجموعة من الخبراء ويتخذ من لندن مقراً، إن "ما فاجأنا بالفعل هذا العام هو عودة ظهور لغة كانت منتشرة خلال فترة الثمانينات، كتعابير +خدعة المناخ+ و+فضيحة المناخ+، تنكر وجود ظاهرة التغير المناخي".

ومن بين الادعاءات المضللة الأكثر انتشاراً، تلك التي تلفت إلى أنّ ثاني أكسيد الكربون لا يلعب دوراً في التغير المناخي أو أنّ الاحترار المناخي ليس ناجماً عن الأنشطة البشرية، على ما ذكر تقرير لـ"كلايمت أكشن اغينست ديسنفورمايشن"، وهو اتحاد من الجمعيات.

وأحصى تحليل لتغريدات تويتر أجراه متخصصان في المعلوماتية من جامعة "سيتي يونيفرسيتي" في لندن لصالح وكالة فرانس برس، 1,1 مليون تغريدة أو إعادة نشر تغريدة تحوي مصطلحات تنطوي على شكوك في مسألة المناخ، كُتبت في المنصة عام 2022.

ويوازي عدد هذه التغريدات قرابة ضعف ما نُشر في السياق نفسه عام 2021، بحسب الباحثين.ولاحظ ماكس فلكنبرغ وأندريا بارونكيلي أنّ انتشار المعلومات المضللة عن التغير المناخي بلغ معدلات مرتفعة جداً في كانون الأول/ديسمبر، بعد شهر من قمة "كوب27" واستحواذ الملياردير إيلون ماسك على تويتر.

وعزت مجموعة "سنتر فور كاونترينغ ديدجيتال هايت" الأميركية هذا الانتشار الواسع للمعلومات المضللة إلى إيلون ماسك، لإعادته تفعيل حسابات كثيرة كانت محظورة في تويتر، وإطلاقه ميزة تتيح للمستخدم الحصول على علامة توثيق الحساب مقابل دفع مبلغ مالي.

- "إنكار المسائل المناخية" -

ورأى المسؤول عن الأبحاث في "سنتر فور كاونترينغ ديدجيتال هايت" كالوم هود، "أن قرار إيلون ماسك بترك منصته مفتوحة أمام الكراهية والمعلومات المضللة، قد تسبب بانتشار كبير لكل ما هو خاطئ عن موضوع المناخ".

مع أنّ الملياردير الأميركي أطلق تحذيراً في آب/أغسطس 2022 من مخاطر الاحترار المناخي الذي وصفه بـ"الخطر الكبير".

إلى ذلك، شهد وسم #كلايمت سكام (#ClimateScam أو "خدعة المناخ") انتشاراً كبيراً في تويتر اعتباراً من تموز/يوليو 2022، على ما أظهرت تحليلات لكل من "كلايمت أكشن اغنست ديسنفورمايشن" و"سنتر فور كاونترينغ ديدجيتال هايت".

وفي أسابيع قليلة، أصبح هذا الوسم بين أكثر النتائج المقترحة أمام المستخدمين عندما يكتبون كلمة "مناخ".

وكانت ربع التغريدات التي تنطوي على شكوك في ما يخص المناخ، منشورة من عشر حسابات فقط، بينها حساب زعيم الحزب الشعبوي الكندي اليميني ماكسيم بيرنييه ورئيس تحرير موقع "إنفو وورز" المتخصص بنظريات المؤامرة بول جوزف واتسون.

ولم تسلم المنصات الاجتماعية الأخرى من انتشار المعلومات المضللة عن المناخ.

عبر تيك توك، زادت معدلات مشاهدة مقاطع الفيديو المصحوبة بوسوم مرتبطة بإنكار التغير المناخي بمقدار 4,9 ملايين مشاهدة، بحسب جمعية "أدفنس ديموكراسي".

وغالباً ما أدّى البحث عن مقاطع الفيديو إلى إظهار إعلانات لمواد تشكك في المسائل المناخية.

وأوضحت الناطقة باسم يوتيوب إيلينا هيرنانديز لوكالة فرانس برس أنّ هذه الإعلانات حُذفت لاحقاً.

ولم ترغب تيك توك ولا تويتر في الرد على أسئلة وكالة فرانس برس.

- أخبار مزيّفة أخرى -

أما عبر فيسبوك، فلاحظت "أدفنس ديموكراسي" أنّ كمية المنشورات المضللة في شأن المناخ انخفضت مقارنة بما كان يُنشر عام 2021.

وأشارت "كلايمت أكشن اغنست ديسنفورمايشن" في تقريرها إلى أن المحتوى الذي يبدي شكوكاً حول المواضيع المناخية مرتبط بمعلومات مضللة أخرى، كتلك المتمحورة مثلاً على التزوير في الانتخابات واللقاحات وجائحة كوفيد-19 وعمليات الهجرة.

وقالت جيني كينغ "نشهد بالتأكيد انتشاراً كبيراً لنظريات المؤامرة"، مشيرة إلى أن "المناخ هو الموضوع الجديد الخلافي في مناقشة الأفكار".

وتُجمِع الغالبية العظمى من العلماء في العالم على أنّ البشرية تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض من خلال استخدامها الوقود الأحفوري.

وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي في تقريرها عام 2021 "من المؤكد أن الأنشطة البشرية أدت إلى رفع درجة حرارة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض"، داعيةً إلى إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قدر المُستطاع لتفادي تسجيل آثار أكثر سلبية للاحترار المناخي.

وقال كالوم هود "نشجّع المنصات على التفكير في آثار التغير المناخي السلبية"، مضيفاً ان "مَن ينشرون بصورة متكررة معلومات مضللة عن المناخ لا ينبغي أن يحظوا بالرواج الذي يتمتعوا به حالياً".

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي