الجزائر تتقدم 5 مراتب ومصر تفقد الصدارة في الشرق الأوسط.. ما ترتيب الجيوش العربية في 2023؟

متابعات - الأمة برس
2023-01-10

لقطة من فيديو موزّع نشر على صفحة الناطق باسم الجيش المصري في فيسبوك بتاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر 2020 لجنود مصريين خلال عمليات في الصحراء(ا ف ب)

حافظ الجيش المصري على صدارته عربياً لكنه تراجع 3 مراكز عالمياً، وقفز الجيش الجزائري 5 مراتب دفعة واحدة، بينما خرجت جيوش الكويت وليبيا والسودان من قائمة العشرة الأوائل، فكيف جاء ترتيب الجيوش مطلع عام 2023؟

وبحسب مؤشر Global Fire Power الأمريكي، حافظت جيوش القوى الكبرى على صدارة الترتيب عالمياً، فالجيش الأمريكي يتصدر، يليه الجيش الروسي، ثم يحل جيش التحرير الشعبي الصيني في المرتبة الثالثة.

لماذا تغير ترتيب بعض الجيوش في 2023؟

يعتمد المؤشر الأمريكي لترتيب جيوش العالم على عدد من المعايير تركز بشكل أساسي على عدد القوات وكم التسليح والقوة النيرانية الإجمالية المتاحة لكل جيش نظامي، لكن شهدت تلك المعايير إضافات أخرى في العام الجديد؛ مما تسبب في تغيير الترتيب لبعض الجيوش عالمياً وفي المنطقة العربية أيضاً.

إذ كان مؤشر غلوبال فاير باور يعتمد على نحو 50 معياراً في تقييمه لقوة الجيوش عالمياً وترتيبها، لكن هذا العام اعتمد على أكثر 60 معياراً، بحسب ما يذكره موقع المؤشر الأمريكي، وفي كل الأحوال لا يفصح الموقع عن تلك المعايير.

كما شمل تقييم مؤشر غلوبال فاير باور للجيوش وقوتها النيرانية في العام الجديد 145 جيشاً، بعد أن كانت القائمة تضم 140 جيشاً فقط خلال الأعوام الماضية. وهناك معايير رئيسية بطبيعة الحال يكون لها النصيب الأكبر في ترتيب الجيوش، من حجم الوحدات العسكرية إلى الوضع المالي للدولة إلى القدرات اللوجستية والموقع الجغرافي كذلك.

ومن المرجح أن يكون للحرب الروسية الأوكرانية، التي تصفها موسكو بأنها "عملية عسكرية خاصة"، بينما يصفها الغرب بأنها "غزو عدواني غير مبرر"، وما خلفته من أزمة طاقة عالمية، تأثير مباشر على ترتيب الجيوش هذا العام.

إذ يبدو أن تلك الحرب دفعت المؤشر الأمريكي إلى إضافة الغاز والفحم إلى النفط، ضمن الموارد الطبيعية، سواء من حيث الإنتاج والاحتياط أو الاستهلاك، بحسب تحليل لوكالة الأناضول.

كما يعتمد مؤشر غلوبال فاير باور على المعيار التكنولوجي في ترتيب الجيوش، بشكل يمكّن الجيوش الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية في البلدان الأصغر، من التنافس مع الجيوش الأكبر والأقل تطوراً في الدول الكبرى، من خلال منح مكافآت وعقوبات خاصة، دون أن يظهر ذلك في المعايير.

وكان المؤشر الأمريكي قد واجه في السابق انتقادات عديدة تخص كونه لا يأخذ في الحسبان نوعية السلاح وتطوره، ويركز أكثر على العدد وتنوع مصادر القوة سواء البشرية أو البرية والجوية والبحرية، وكذلك الموارد الطبيعية والجغرافيا والتمويل واللوجيستيات.

ما ترتيب مصر والسعودية والجزائر والمغرب الآن؟

وفي هذا السياق، شهد تصنيف الجيوش العربية لعام 2023 تغييرات هامة من حيث الترتيب العالمي، مقارنة بعام 2022؛ إذ حافظت الجيوش العربية الخمسة الأولى على ترتيبها عربياً، بينما دخلت دول جديدة وسقطت أخرى ضمن قائمة أكبر 10 جيوش عربية.

فقد حافظ الجيش المصري على صدارته كأكبر جيش عربي وإفريقي في 2023، لكن ترتيبه العالمي تراجع إلى المرتبة 14، بعدما كان يحتل المرتبة 12 في عام 2022، وكان تاسعاً على مستوى العالم في عام 2020.

وفقد الجيش المصري صدارته لجيوش الشرق الأوسط في عام 2023 لصالح الجيش التركي، الذي صعد من المرتبة 13 إلى المرتبة 11 عالمياً.

ويمكن إرجاع هذا التراجع إلى عوامل عدة ليس بينها العدد والتنوع، وإنما الجانب التكنولوجي، و"تأجيل" مصر إتمام صفقة شراء مقاتلات "سوخوي 35" المتطورة من روسيا بضغط أمريكي، بجانب مستوى التصنيع العسكري، بحسب الأناضول.

أما الجيش السعودي فقد حافظ هو الآخر على موقعة في المرتبة الثانية عربياً، لكنه تراجع مرتبتين على مستوى العالم من المرتبة 20 إلى 22، في مقابل صعود كل من جيوش أوكرانيا وفيتنام وبولندا، وسقوط الجيش الألماني من المرتبة 16 إلى 25 عالمياً.

وجاء الجيش الهندي في المرتبة الرابعة عالمياً تلاه جيش المملكة المتحدة، بينما احتل جيش كوريا الجنوبية المركز السادس عالمياً، وحل الجيش الباكستاني في المركز السابع والجيش الياباني الثامن ثم الجيش الفرنسي تاسعاً والإيطالي في المركز العاشر.

أما الجيش الجزائري المصنف ثالثاً عربياً، فقد صعد 5 مراتب في 2023؛ إذ احتل المرتبة 26 عالمياً في العام الجديد مقارنة بالمرتبة 31 في عام 2022. كما استرجع الجيش الجزائري سريعاً المرتبة الثانية على مستوى قارة إفريقيا من جيش جنوب إفريقيا، الذي كان قد حل ثانياً بعد الجيش المصري في 2022، وتراجع جيش جنوب إفريقيا هذا العام إلى المرتبة 33 عالمياً.

فقد لعب إدخال معياري الغاز الطبيعي والفحم لصالح صعود الجيش الجزائري، بالنظر إلى أن البلاد حققت رقماً قياسياً في صادراتها من الغاز بلغت 56 مليار متر مكعب، أما الفحم الذي تمتلك منه البلاد احتياطات لا بأس منها، فإن استهلاكها منه محدود للغاية، وهو ما حسبه المؤشر لصالحها.

جيوش عربية تراجعت وأخرى تقدمت

الجيش الجزائري كان الوحيد من بين الجيوش العربية التي صعدت عالمياً في الترتيب الجديد للمؤشر الأمريكي، فكل من الجيشين العراقي والإماراتي، اللذين حلا رابعاً وخامساً عربياً على التوالي، تراجعا في تصنيف "غلوبل فاير باور".

كان الجيش العراقي يحتل المرتبة 34 عالمياً في عام 2022، لكنه تراجع إلى المرتبة 45، بخسارة 11 مركزاً في عام 2023. إذ إن استقرار البلاد نسبياً، وتراجع الهاجس الأمني، ودخول 5 دول جديدة إلى التصنيف الجديد، وتقلص صفقات السلاح مع روسيا والولايات المتحدة أثر على تصنيف الجيش العراقي.

ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للجيش الإماراتي، الذي خسر 20 مرتبة، وتراجع من المرتبة 36 على مستوى العالم في 2022 إلى المرتبة 56 في 2023. فبعد تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن المسؤولية مطلع عام 2021، جاء قراره بتجميد صفقات سلاح مع الإمارات وبالأخص مقاتلات "إف35″، ليؤثر على تصنيف جيشها عالمياً.

كما حدث تغيير كبير على مستوى قائمة الجيوش العربية العشرة الأوائل، وبخاصة المراتب من 6 إلى 10؛ حيث صعدت جيوش وسقطت أخرى من القائمة. فالجيش المغربي ورغم تراجعه عالمياً من المرتبة 56 إلى المرتبة 61، إلا أنه تقدم عربياً من المرتبة السابعة إلى السادسة، بعد تجاوزه الجيش السوري بثلاث مراتب.

وتراجع الجيش السوري من المرتبة 47 عالمياً إلى المرتبة 64، خاصة في ظل انشغال حليفه الروسي بالحرب في أوكرانيا، وانحسار المعارك في الجبهة السورية، بالإضافة إلى تراجع المؤشرات الاقتصادية.

ودخلت قطر (65 عالمياً) وتونس (73 عالمياً) واليمن (74 عالمياً) قائمة أكبر 10 جيوش عربية، بعدما أزاحت كلاً من الكويت وليبيا والسودان من القائمة؛ إذ استفادت قطر من إدخال معيار الغاز الطبيعي (إنتاجاً واحتياطاً واستهلاكاً) ضمن المؤشر الأمريكي، وأيضا صفقات السلاح الأخيرة، ومداخيلها المعتبرة من الغاز والنفط، لتحقق قفزة جديدة.

فقد قفز الجيش القطري من المرتبة 82 عالمياً في 2021، إلى المرتبة 77 في 2022 ثم المرتبة 65 في 2023، أي أنه صعد 17 مرتبة في ظرف عامين فقط. ويعكس هذا الصعود، الأول عربياً، رغبة قطر في تطوير قواتها العسكرية، خاصة قبيل احتضانها كأس العالم 2022، والتهديدات الإقليمية التي واجهتها في السنوات السابقة.

بينما حافظت تونس على المرتبة 73 عالمياً، لكنها تقدمت إلى المرتبة التاسعة عربياً، بعدما كانت في المرتبة 11. أما اليمن، فحقق قفزة عربياً من المرتبة 15 في 2022 إلى المرتبة العاشرة في 2023.

أما عالمياً، فصعد كذلك الجيش اليمني من المرتبة الـ80 إلى المرتبة 74، أي أنه قفز 6 مراتب كاملة، رغم أنه يخوض حرباً أهلية بانخراط إقليمي منذ 2015.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي