
أهلّ علينا شهر رمضان المبارك في عامه التاسع والعشرين بعد الألف والأربعمائة للهجرة النبوية الشريفة حاملاً معه بشائر الخير والمحبة والألفة والتسامح من خيراته، والمغفرة والرحمة من معطياته، الصدقة والعبادة من أجلّ وأعظم أعماله ، شهر يجوع ويظمأ فيه العباد تقربا إلى المعبود سبحانه وتعالى شهر فيه السعادة مرتسمة على وجوه الصائمين، والفرحة تملأ قلوب الأطفال، وعلامة الفرحة والسرور ظاهرة في عيون الفقراء والمساكين والمعسرين.
الناس في محافظة الضالع استقبلوا هذا الشهر الكريم واستعدوا له بتجهيز ما يليق به كشهر للخير والمحبة وزيادة العبادة والاستغفار فيه تقرباً إلى الله وتمسكا بدينه الإسلامي الحنيف ذلك الاستعداد وتلك التجهيزات والتي من خلالها يمارسون حياتهم بشكل جديد يختلف كلياً عن بقية أشهر أيام السنة.
منهم من كانت تجهيزاته لهذا الشهر الكريم منذ وقت مبكر والبعض الآخر قام بتجهيز اللازم قبل حلوله بأيام قلائل. الزارعون قاموا بحرث مزارعهم وزراعتها باحتياجات الناس من الخضروات والبقوليات والحمضيات المختلفة بحيث تكون في شهر رمضان الكريم جاهزة ومنها (البقل أو الفجل أو الكراث والبصل والجرجير.. الخ) أما البعض الأخر فقد حرص على توفير المال وقام قبل حلول شهر رمضان الكريم بشراء المواد الغذائية والحلويات المختلفة المخصصة لشهر رمضان من المحلات التجارية التي تراها مكتظة ومزدحمة من كثرة الشراة من الناس. أما الاستقبال الآخر لهذا الشهر الكريم والذي يوحي بنوع فريد من البهجة والفرحة التي تملأ قلوب الناس فهو من خلال الأزقة والشوارع والأحياء ومآذن المساجد التي تزدان بإضاءات كهرباء وتعليق الزينة والمعروضات على أبواب المحال التجارية المفتوحة حتى الفجر خلال أيام شهر رمضان الكريم.
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن يتسم بالمشاعر الدينية العظيمة والجوانب الروحانية الربانية الكثيرة، يترجم المعاني الفاضلة لهذا الشهر الفضيل في جميع أعمال وأفعال الناس، فترى أن ممارسة هذه الشعائر الدينية والعبادات متواصلة ومكثفة والمساجد مزدحمة بالمصلين والمستغفرين، إقامة حلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم لا تنقطع أبداً، التجار وأصحاب الأموال يبدأون في حصر ممتلكاتهم لمعرفة مقدار الزكاة الواجب دفعها للدولة ولا ينسون تخصيص جزء من أموالهم لتوزيعها على الفقراء والمساكين – المغتربون يرسلون بعض المال في شهر رمضان الكريم لتفريقها على الفقراء والمحتاجين والمتعودين على استلامها منذ أعوام خلت.
العادات والتقاليد
إقامة الندوات الدينية ومناقشة الجوانب الاجتماعية من التقاليد الرمضانية الهامة وتتواصل هذه الندوات والمناقشات حتى وقت متأخر من ليالي شهر رمضان.
أما الأطفال فإن أيام رمضان بالنسبة لهم أيام للإبداع والإحساس برجولتهم في ظل الحرية التي ينالونها من آباءهم وخصوصا في الليل فتراهم يمرحون ويمارسون بعض ألعابهم دون خوف مثل لعبة الغميضة (المخبأ) في تلك الشوارع والأزقة المضاءة وأمام المحال التجارية المفتوحة ووسط الحركة المستمرة أضف إلى ذلك قيامهم تطبيق وتمثيل بعض المسلسلات الدينية التي تعرض خلال شهر رمضان المبارك وتقمص الشخصيات
أيضاً وصنع السيوف والرماح وفي النهار يتسابقون على إظهار شجاعتهم ورجولتهم والتحلي بالصبر على الجوع والضمأ وتمسكهم بصيامهم يكون كل منهم أفضل من الآخر، وهم يجددون في ذلك متعة مألوفة لهم يستمتعون بها في شهر رمضان المبارك فقط.
أما الجانب الرسمي فإن الإعداد والتنظيم لإقامة الأمسيات الرمضانية من أولويات مسؤولياتهم الرمضانية فتعقد أمسيات رمضانية لمسئولي المحافظة أو المديريات تدعى إليها الشخصيات الاجتماعية والوجاهات القبلية والمنظمات الحزبية والجماهيرية يتم من خلالها مناقشة بعض احتياجات المحافظة من المشاريع الخيرية والتنموية ومنها معالجة بعض المشاكل وبدور تلك الأمسيات فإن انعكاساتها إيجابية في تسيير جوانب التنمية.
تلك هي نبذة قصيرة عن رمضان الخير في محافظة الوحدة والسلام (الضالع) وإنشاء الله نتواصل مع أعزاءنا القراء لنقل المزيد من عادات وتقاليد الضالع.