موروث عريق : عُمان تحافظ على موروث ركض العرضة بالمهرجانات

وكالات - الأمة برس
2022-12-10

استطاعت سلطنة عمان في عام 2018 إدراج عرضة الخيل والإبل العمانية، في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي (تواصل اجتماعي)إبراء (سلطنة عمان) ـ نظّمت لجنة الخيل والإبل بولاية إبراء في محافظة شمال الشرقية في سلطنة عمان مهرجان الخيل والإبل التراثي الأهلي السادس لركضة العرضة، التي تعتبر فنا وتراثا وتاريخا ورياضة توارثها العمانيون عبر العصور وحافظ عليها الشباب.

وقد استطاعت سلطنة عمان في عام 2018 إدراج عرضة الخيل والإبل العمانية، في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.

وقد شهد المهرجان الذي أقيم في ميدان الرحاب، إقبالا كبيرا من محبّي رياضة الخيل والإبل من داخل سلطنة عُمان وخارجها، حيث تضمّن المهرجان إقامة ركضة العرضة بمشاركة أكثر من 500 من الخيل والإبل، إضافة إلى تقديم فنون الخيل والإبل وأبرزها الهمبل والمحورب، واستعراض مهارات الفرسان على صهوات جيادهم.

وتخلّل فقرات المهرجان تقديم الفنون العُمانية المغنّاة والقصائد الشعرية المعبّرة.

وتمارس سباقات الهجن بأنواعها المختلفة في عمان خلال الأعياد الدينية والوطنية والمناسبات الشعبية.

وتبدأ العرضة بدخول الخيل أو الجمال أو كليهما معا في شكل صفوف ترحيبية، وتكون بكامل زينتها وجمالها.

ويردد الفرسان أو راكبو الجمال فنونا شعبية وأبياتا شعرية تسمى بالهمبل الذي يؤدى بطريقة الإنشاد أو الشلة، وهم على ظهورها، بعدها تبدأ فقرة المحورب، وهي المشي بالخيول والإبل في الميدان ببطء بشكل طولي حيث يتقدم كبار السن ثم يليهم الشباب.

من شروط العرضة دخول الخيول في المقدمة تليها الهجن إذا كان الاستعراض مشتركا، تلي هذه المرحلة ركضة العرضة حيث تكون الخيول في خط مستقيم متساو، ويقوم الفرسان بلقطات متنوعة كالوقوف على ظهور الخيل والتشابك بالأيدي لإظهار براعتهم وقدراتهم.

أما الجمال، فتكون باركة على الأرض وتنطلق مباشرة عند ركوب المشارك على ظهرها، وتسمى هذه العملية بـ”الزجر”، وتنتهي العرضة بالتنويم، وهو نوع من المهارة لدى المشاركين تظهر العلاقة والانسجام مع الخيل والإبل، والقدرة على ترويضه.

ويتميز ركض العرضة عن السباق بانطلاق حصانين أو ناقتين فقط في كل شوط بمحاذاة بعضهما البعض دون أن تتجاوز المطية منافستها لمسافة كيلومتر واحد.

ويقوم الراكب الذي يمتطي الناقة بشد الخطام، وهو الحبل المربوط برأس الناقة، للخلف بشدة حتى تحافظ على بقائها جنب الناقة المتسابقة معها وبذلك تعتبر الناقة التي يشد راكبها خطامها للخلف هي الفائزة. ويسمى فوز العرضة بـ”الناموس”.

وفي بعض الأحيان يقوم الركبي خلال ركض العرضة بإظهار بعض المهارات التي تميزه عن الركبي الآخر، وفي بعض الأحيان يشابك بعض الركبان أياديهم، فضلاً عن الوقوف على ظهر الناقة أثناء الركض، وهو نوع من المهارة العالية التي تتطلب الخبرة الكافية، وإحكام التوازن لمنع السقوط.
ومن العادة، في ركض العرضة أن يقوم أصحاب الهجن بتزيين نوقهم للمشاركة في المسابقات بعتاد خاص (كالصدار والخرج والجاعد والخزامة الفضية والخطام والخزام الجديدين والزانة الحمراء المزركشة بالنسيج اليدوي).

وهناك نوع آخر من السباق، هو عبارة عن مسابقات، ينقسم إلى قسمين، هما “المزاينة” لتحديد جمال الإبل، و”المحالبة” لتحديد مدى درها للحليب.

وتتميز هجن المزاينة بكبر رأسها وتناسق الأذن مع الرأس وجمال قوامها فضلا عن تناسق حجم الرأس مع طول الرقبة وكافة أجزاء الجسم الأخرى. أما المحالبة فيكون معيار التنافس فيها تحديد قدرة الإبل على در الحليب، ويتمركز هذا النوع من السباق في محافظة ظفار جنوبي السلطنة.

ولممارسي هذا الفن أدوارهم ومهامهم الخاصة، فإضافة إلى الفرسان وراكبي الإبل الذين يقومون بتقديم العروض، نجد مربي الهجن والخيل، ومهمتهم إعداد الإبل والخيول للعرضة، وذلك بتدريبها والعناية بها، كما تناط بهم مسؤولية تدريب الشباب.

ويقوم أصحاب ميادين الاستعراض أو المنظمون بتجهيزها وتنظيم قدوم الجماهير والمشاركين، كما نجد مقدمي الفنون الشعبية، ومنها الهمبل ومحورب الخيل، وأيضا صناع الأدوات التقليدية المرتبطة بالعرضة فالأفراس أو الإبل تنزل الميدان بكامل زينتها التي يقوم بصناعتها حرفيون عمانيون.

وأثبتت العمانيات قدرتهن على القيام بدور الفروسية الحقيقية، فضلا عن تمتعهن بقدر كبير من المهارة في تقديم أفضل العروض على صهوات الخيول، كالقيام بحركات صعبة مثل الوقوف على ظهر الحصان وهو يجري بسرعة كبيرة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي