ليس لهم مكان يذهبون اليه : قرويون في باكستان يتحدّون الجوع والأفاعي السامة لحماية أراضيهم بعد الفيضانات

أ ف ب - الأمة برس
2022-09-01

صورة مؤرخة في 31 آب/أغسطس 2022 لمتطوعين من منظمة "الخدمة" الباكستانية يقدمون المساعدة لسكان غرقت قراهم بالفيضانات التي ضربت البلاد (أ ف ب)كريم بخش(باكستان) - أصبحت قرية كريم بخش في جنوب باكستان غارقة بشكل شبه كامل في المياه الموحلة بعد هطول الأمطار الموسمية الكارثية... لم يبق أي مبنى مستقر لاتخاذه مأوى فيما صوامع القمح فارغة والثعابين السامة منتشرة في كل مكان.
لكن بخلاف عشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من منازلهم وقراهم ومدنهم التي غمرتها مياه الفيضانات في كل أنحاء البلاد، رفضت العديد من العائلات هنا المغادرة.

وبدون صكوك الملكية الرسمية، يشعر العديد من السكان بالقلق من استيلاء انتهازيين على أراضيهم وممتلكاتهم حيث عاشت عائلاتهم لأجيال.

وقال انتظار أحمد وهو مزارع يبلغ 55 عاما لوكالة فرانس برس الأربعاء فيما يقف على قطعة أرض مرتفعة قرب منزله المغمور بالمياه في إقليم السند "حصلنا على أوراق ملكية من الحكومة الاستعمارية البريطانية".

وأضاف "لكننا فقدناها قبل سنوات عدة في فيضانات مماثلة... (بالإضافة إلى ذلك) ليس لدينا أي مكان نذهب إليه".

وقال آخرون إنهم قلقون بشأن مصير ماشيتهم، وهي مورد ثمين جدا بالنسبة إلى القرويين الفقراء ليتركوها وراءهم.

وأوضح شاه محمد البالغ 35 عاما "لدينا جواميس وأبقار ورؤوس ماعز... إذا تركنا الماشية خلفنا ستُسرق".

ويعاني محمد وآخرون من أجل العثور على طعام، ليس لأنفسهم فحسب بل أيضا لماشيتهم.

وأشار محمد إلى أن هناك ما يكفي من طعام للحيوانات في الوقت الحالي، لكن سرعان ما سيبدأ القمح بالنفاد.

- كوبرا وثعابين -

تمثّل المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية عن طريق القوارب شريان الحياة الوحيد لأولئك الذين لا يستطيعون كريم بخش أو لا يريدون مغادرتها.
والقرية غارقة بمياه الفيضانات الموحلة التي تمتد في بعض المواقع لأكثر من كيلومتر.

تجمع قرويون على البقع الجافة الوحيدة المتبقية في انتظار قارب تديره مؤسسة "الخدمة فاونديشن"، وهي منظمة إنسانية مقرها في باكستان، فيما كان يقترب ببطء في الشوارع التي تغمرها المياه.

صورة مؤرخة في 31 آب/أغسطس 2022 لسكان غرقت قراهم بمياه الفيضانات التي اجتاحت باكستان (أ ف ب)

وكانت هذه أول عملية توصيل إسعافات منذ أيام.

توقّف القارب مرات عدة في القرية حتى يتمكن عمال الإغاثة من تسليم الخيم والمواد الغذائية والإمدادات الأخرى للسكان.

وقال عامل إغاثة إن المؤسسة الخيرية قررت إجراء عمليات التسليم بعدما أدركت أن بعض العائلات لا تريد المغادرة.

وفي كل محطة، كان هناك دليل على الدمار الذي أحدثته السيول والفيضانات، وهو الأسوأ منذ عقود.

وقد دُمّر معظم المنازل والمباني، وكان القرويون في حاجة شديدة إلى أي مادة قد تساعد في بناء مأوى موقت من المطر والشمس الحارقة، عند ظهورها.

وروى غول بادشاه البالغ 70 عاما "انهارت منازلنا... قطعنا الأشجار واستخدمنا هذا الخشب لدعم ما تبقى جدراننا".

في غضون ذلك، قام مقبول أحمد، وهو من السكان المحليين أيضا، بكل الاستعدادات لمواجهة تهديد محلي مختلف شائع خصوصا أثناء الفيضانات: الثعابين السامة.

فقد شبك مصباحا صغيرا ببطارية سيارة ثم وضعه على كومة تراب.

وقال لوكالة فرانس برس "نضيئه في الليل لحماية أنفسنا من الثعابين".

وأضاف "في بعض الأحيان، تتسلل إلينا الكوبرا والأفاعي".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي