جماعات موالية لإسرائيل تُنفق ببذخ في الانتخابات النصفية بأمريكا.. هدفها الإطاحة بالمنتقدين لتل أبيب

2022-08-02

أدت إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بالولاية إلى منافسةٍ بين اثنين من شاغلي المنصب، أندي ليفين وهالي ستفينز (أ ف ب)

واشنطن: تحظى الانتخابات التمهيدية النصفية، التي ستجرى الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022، في ولاية ميشيغان الأمريكية، بمتابعة خاصة؛ حيث سيجري تحديد هوية المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين، قبيل الانتخابات العامة المقررة أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.

موقع Middle East Eye البريطاني أوضح في تقرير نشره، الإثنين 1 أغسطس/آب 2022، أن انتخابات الولايات أصبحت تحت المجهر في الأشهر الأخيرة نتيجة تدفق الأموال من الجماعات الموالية لإسرائيل ببذخ في جميع أنحاء البلاد، وذلك في محاولةٍ لقلب نتائج الانتخابات في صالح مرشحيهم المفضلين.

فقد أنفقت لجنة United Democracy Project، المرتبطة بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، عشرات الملايين من الدولارات في الانتخابات التمهيدية النصفية بولايات بنسلفانيا وكارولينا الشمالية وماريلاند. ونجحت لجنة العمل السياسي المذكورة في دعم المرشحين الفائزين بـ9 انتخابات حتى الآن.

لكن انتخابات ميشيغان شهدت أكبر مقدار من التمويل في الحملات الانتخابية الأمريكية، بما في ذلك التمويل المناهض لمشرعّة أمريكية من أصل فلسطيني وعضو كونغرس يهودي.

تدفق الأموال في الانتخابات التمهيدية النصفية

أدت إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بالولاية إلى منافسةٍ بين اثنين من شاغلي المنصب، أندي ليفين وهالي ستفينز، خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بالمنطقة الـ11 في ولاية ميشيغان.

يقول الموقع البريطاني، لا شك أنها ستكون منافسةً محتدمة في الانتخابات التمهيدية النصفية بين ليفين وهالي، ويرجع السبب جزئياً إلى كمية الأموال التي تُنفق دعماً لهالي. إذ أنفقت United Democracy Project أكثر من 4 ملايين دولار على الدعاية السلبية ضد ليفين خلال الأشهر القليلة الماضية.

ينحدر عضو الكونغرس ليفين (61 عاماً) من واحدةٍ من أبرز العائلات اليهودية في السياسة الأمريكية. حيث خدم والده ساندر ليفين في مجلس النواب، بينما كان عمه كارل ليفين سيناتوراً أمريكياً.

أثار ليفين حنق الجماعات المؤيدة لإسرائيل، مثل أيباك، بعد تقديمه لمشروع قانون حل الدولتين. وسعى مشروع القانون لحظر توسع المستوطنات الإسرائيلية وهدم المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، ومنع التمويل الأمريكي من مساعدة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

كما وصف ليفين تورط أيباك في السباق الانتخابي بأنه يمثل "سياسة هيمنة"، لأن الجماعة المؤيدة لإسرائيل تُنفق "مبالغ مهولة من المال من أجل السيطرة أو الحيلولة دون وجود مساحة مفتوحة للحوار العقلاني حول إسرائيل وفلسطين".

مع ذلك، يستمر ليفين الذي أعلن نفسه صهيونياً، في تلقي الدعم في الانتخابات التمهيدية النصفية من بعض الجماعات المؤيدة لإسرائيل مثل الجماعة الصهيونية الليبرالية J Street.

رشيدة طليب تواجه منافسين مدعومين

تُعد رشيدة طليب أول امرأة فلسطينية أمريكية منتخبة في الكونغرس الأمريكي، وهي مرشحة حالياً لمقعد المنطقة الـ12 التي أُعيد تقسيمها حديثاً، والتي تضم نحو 60% من دائرتها القديمة.

من المرجح أن تفوز رشيدة بالمقعد، لكنها تواجه التحديات من 3 منافسات: كاتبة مدينة ديترويت جانيس وينفري، وعضوة الكونغرس السابقة شانيل جاكسون، وعمدة إحدى بلدات ميشيغان الصغيرة سابقاً كيلي غاريت، وفق ما ذكره الموقع البريطاني.

فقد أنفقت لجنة Urban Empowerment PAC، التي تتألف من زعماء الجاليات اليهودية وذات البشرة السوداء في أتلانتا، مليون دولار لدعم جانيس في محاولةٍ للإطاحة برشيدة من مقعدها.

بينما يُروج باكاري سيلرز، المذيع التلفزيوني ذو الميول التقدمية الذي يدعم أيباك، لهذه اللجنة ويجمع التبرعات من أجلها. وقال سيلرز في وقتٍ سابق إن انتقادات رشيدة لإسرائيل "تأتي في مقدمة الأسباب" التي تدفعه للعمل من أجل دعم جانيس، رغم أن الأمر ليس في محور تركيزه الأساسي.

عادةً ما تثير انتقادات رشيدة لإسرائيل حفيظة الجماعات المؤيدة للاحتلال، وقالت جانيس إن هذه الانتقادات كانت أحد أسباب ترشحها ضد صاحبة المقعد الديمقراطية.

لكن رشيدة جمعت أموالاً أكثر من منافسيها بملايين الدولارات، ومن المرجح أن تفوز بسباق الانتخابات التمهيدية النصفية في المنطقة الـ12 التي أُعيد تقسيمها حديثاً، وتضم مدينة ديربورن التي يُشار إليها بعاصمة الجالية العربية الأمريكية.

أقامت رشيدة تجمعاً انتخابياً، في يوم الجمعة 29 يوليو/تموز، مع ليفين وبيرني ساندرز، الذي قال إن التصويت لصالح ليفين سيبعث برسالة إلى لجان العمل السياسي مثل United Democracy Project فحواها أنهم "لا يستطيعون شراء ديمقراطيتنا بالمال".

"فلسطينية" أخرى تترشح للكونغرس

تُعتبر هويدا عراف من أبرز النشطاء والمحامين الأمريكيين من أصل فلسطيني، وتنافس على مقعدٍ في الكونغرس في المنطقة الـ10 بولاية ميشيغانفي الانتخابات التمهيدية النصفية.

تعمل هويدا على الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، ما أثار انتقادات الجماعات المؤيدة لإسرائيل كما هو الحال مع رشيدة وغيرها من النشطاء الفلسطينيين البارزين.

قالت هويدا: "أفخر بكوني ابنة مهاجريْن فلسطينييْن وصلا إلى هذا البلد عندما كانت أمي تحملني في بطنها في الشهر التاسع". وستصبح هويدا، حال انتخابها، ثاني امرأة أمريكية من أصل فلسطيني تدخل الكونغرس.

لكنها تواجه قائمةً مزدحمة من 5 مرشحين يتنافسون على المقعد، ولم تجمع القدر نفسه من التبرعات مثل المرشح الجمهوري جون جيمس مثلاً، الذي جمع بمفرده أكثر من 4 ملايين دولار.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي