كيف تؤثر موجات الحر في أجسادنا؟

زهرة الخليج
2022-07-03

كيف تؤثر موجات الحر في أجسادنا؟ (زهرة الخليج)

لا يعتبر تحذير المسؤولين الصحيين في معظم الدول من أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر بشكل مباشر على صحة الناس أمراً جديداً. فمؤخراً، أصدرت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة حالة تأهب من المستوى الثالث لجنوبي إنجلترا، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل أعلى من معدلاتها السنوية، حيث يتوقع أن تصل اليوم إلى 34 درجة مئوية في لندن. على سبيل المثال مع التذكير أن دولة الكويت سجلت العام الماضي، أعلى درجة حرارة في العالم، وبلغت 70 درجة مئوية تحت الشمس، و55 في الظل.
ويطلب من الأهالي مراقبة أطفالهم بشكل كبير مع حلول الأجواء الحارة جداً، كذلك كبار السن، وهم الذين يعتبرون الفئات الأكثر ضعفاً، ويكونون أكثر عرضة لخطر الإنهاك الحراري.

أثر الحرارة الشديدة
يمكن أن يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في أعراض خفيفة، مثل: الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية، كذلك التعرق الشديد يؤدي لفقدان السوائل والأملاح، ما يتسبب بتغير في التوازن بينهما. 
وغالباً يتسبب هذا الأمر، إلى جانب انخفاض ضغط الدم، في الإنهاك الحراري، الذي تشمل أعراضه: الدوخة والغثيان والإغماء والارتباك والتشنجات العضلية والصداع والتعرق الشديد والإرهاق. 
لكن، إذا انخفض ضغط الدم بشكل كبير، فإن خطر الإصابة بالنوبات القلبية يصبح مرتفعاً بشكل كبير.

ما الذي يحدث؟
تحاول أجسامنا جاهدة الحفاظ على درجة الحرارة عند حوالي 37.5 درجة مئوية، سواء كنا في عاصفة ثلجية أو موجة حر، فهذه هي درجة الحرارة التي تطورت أجسامنا للعمل بها، والتي يعتبرها الجسم مثالية له لتأدية جميع وظائفه.
ومع ارتفاع درجة حرارة الطقس، فإن الجسم يبدأ بالعمل بجهد أكبر من الاعتيادي، ويحمل نفسه طاقة أكبر بهدف الحفاظ على درجة حرارته الأساسية منخفضة، فيفتح المزيد من الأوعية الدموية بالقرب من الجلد للتخلص من الحرارة ويبدأ التعرق، وعندما يتبخر العرق، فإنه يزيد بشكل كبير من الحرارة المفقودة من الجلد. 

ابقوا بأمان 
قدمت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة عدداً من النصائح التي تبقينا بأمان، خلال ارتفاع درجات الحرارة، وهي:
· ابحث عن الأشخاص الذين قد يعانون من أجل الحفاظ على برودة أجسادهم، مثل كبار السن، والذين يعانون من ظروف كامنة، والذين يعيشون بمفردهم. 
· حافظ على البرودة بالداخل عن طريق إغلاق الستائر في المنزل، بهدف مواجهة أشعة الشمس ومنعها من الدخول ورفع درجة حرارة البيت.
· اشرب الكثير من السوائل، بما فيها: الماء والعصائر الطبيعية.
· لا تترك أي شخص، خاصة الأطفال الصغار وحتى الحيوانات، في سيارة مغلقة. 
· ابتعد عن أشعة الشمس بين الساعة الحادية عشرة صباحاً، والثالثة مساء، فأشعة الشمس تكون في أقوى حالاتها بهذه الفترة.
· ابقي في الظل، واستخدمي واقياً من الشمس بدرجة عالية من عامل الحماية من الشمس والأشعة فوق البنفسجية، وارتدي قبعة يفضل أن تكون واسعة الحواف. 
· تجنب ممارسة الرياضة خلال أشد فترات اليوم حرارة. 
· اصطحب الكثير من الماء في حال سفرك.
· كن على دراية بالمخاطر الخفية في الأنهار والمياه المفتوحة، إذا أغرتك بالنزول فيها من أجل تخفيض درجة حرارة جسمك. 

كيف تتعامل مع شخص مصاب بالإنهاك الحراري؟
حاول تقليل درجة حرارته في مدة لا تتجاوز نصف الساعة، لأن الانهاك الحراري لا يكون خطراً خلال نصف الساعة الأولى، لكي تقوم بذلك عليك القيام بالخطوات التالية:
· قم بنقل الشخص المصاب إلى مكان بارد. 
· اجعله يستلقي، وارفع قدميه قليلاً. 
· اجعله يشرب الكثير من الماء أو المشروبات المخصصة لمعالجة الجفاف، ويمكن كذلك استخدام المشروبات الرياضية.
· قم برشه بالماء البارد، واحرص على تهوية بشرته بوضع كمادات باردة حول الإبطين أو الرقبة.
· إذا لم يتعافَ الشخص في غضون 30 دقيقة، فهذا يعني أنه قد تعرض لضربة شمس، وهي حالة طبية طارئة ويجب عليك الاتصال بالطوارئ. 

ربما يتوقف الأشخاص المصابون بضربة الشمس عن التعرق، على الرغم من ارتفاع درجة حرارة أجسادهم، والتي قد تزيد على 40 درجة مئوية، ويصبحون معرضين للإصابة بنوبات الصرع وفقدان الوعي.

هؤلاء هم الأكثر عرضة للخطر
يعتبر الأشخاص الكبار في السن، وكذلك المصابون بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب أقل قدرة على التعامل مع الإجهاد الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، كما أن مرض السكري يتسبب بفقدان الكثير من الماء بشكل أسرع، وقد يتسبب بمضاعفات تتسبب بتغير الأوعية الدموية.

كذلك يعتبر الأطفال والأشخاص الأقل قدرة على الحركة أكثر عرضة للخطر، ويمكن لأمراض الدماغ، مثل الخرف، أن تجعل الناس غير مدركين للحرارة أو غير قادرين على فعل أي شيء حيالها. 

ولا يجب أن نغفل الأشخاص الذين لا بيت أو مأوى لهم، وأيضاً أولئك الذين يعيشون في شقق بالطابق العلوي، يواجهون أيضاً درجات حرارة أعلى. 

وختاماً.. لا بد من الإشارة إلى وجود 2,000 حالة وفاة ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة في إنجلترا وحدها كل عام، وغالباً تفسر أسباب وفاة هؤلاء بإصابتهم بنوبة قلبية أو سكتة دماغية ناتجة عن إجهاد الجسم، خلال ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما قد ينطبق على جميع الأشخاص في كل دول العالم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي