الانفصاليون الموالون لموسكو يؤكدون محاصرة ليسيتشانسك والجيش الأوكراني ينفي

أ ف ب-الامة برس
2022-07-02

   فرق الإنقاذ تنتشل جثة من مبنى قصف في سيرغييفكا بأوديسا في جنوب أوكرانيا في الأول من تموز/يوليو 2022 (أ ف ب) 

كييف: يدور قتال عنيف السبت في ليسيتشانسك، وهي مدينة في شرق أوكرانيا تقع في قلب معركة السيطرة على دونباس، يقول الانفصاليون الموالون لروسيا إنهم حاصروها "تماما" وهو ما نفاه الجيش الأوكراني.

وجاء في تصريح للناطق باسم الحرس الوطني الأوكراني رسلان موزيتشوك أن "معارك عنيفة تدور في محيط ليسيتشانسك. لحسن الحظ أن المدينة ليست محاصرة وهي تحت سيطرة الجيش الأوكراني"، نافيا بذلك ما سبق أن أعلنه ممثل للقوات الانفصالية في لوغانسك.

وكان الانفصاليون الموالون لموسكو والمدعومون من القوات الروسية أعلنوا السبت أنهم يحاصرون "تماما" المدينة الصناعية الواقعة في دونباس.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن ممثل للقوات الانفصالية في لوغانسك أندري ماروتشكو "اليوم احتلت ميليشيا لوغانسك الشعبية (القوات الانفصالية) والقوات المسلحة الروسية آخر المرتفعات الإستراتيجية، ما يسمح لنا بالتأكيد أن ليسيتشانسك محاصرة تماما".

وليسيتشانسك آخر مدينة كبرى لم يحتلها الروس بعد في لوغانسك، إحدى مقاطعتي منطقة دونباس الصناعية التي يحتلها مولون لروسيا منذ العام 2014 واللتين تسعى موسكو للسيطرة عليهما بالكامل.

والمدينة التي كانت تعد قبل الحرب حوالى 100 ألف نسمة، هي توأم مدينة سيفيرودونيتسك التي احتلتها موسكو الأسبوع الماضي بعد انسحاب القوات الأوكرانية عقب معركة استمرت أسابيع.

وسيسمح الاستيلاء على ليسيتشانسك للجيش الروسي بالتقدم نحو سلوفيانسك (حوالى 60 كيلومترا إلى الغرب) وكراماتورسك، وهما مدينتان كبيرتان أخريان في دونباس تقعان في منطقة دونيتسك.

وصباح السبت، أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أنها صدت هجوما روسيّا على منطقة تبعد كيلومترات قليلة غرب ليسيتشانسك بهدف تطويق المدينة.

وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليل الجمعة بأن الوضع ما زال "صعبا جدا" على الأرض بالنسبة إلى الجنود الأوكرانيين.

- "خسائر فادحة" -

في سلوفيانسك التي تتعرض منذ أسبوع على الأقل لقصف صاروخي متواصل، قتل أربعة مدنيين أقله وأصيب 12 آخرون منذ صباح الجمعة، وفقا لحاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو.

وأدى قصف صاروخي على منازل مأهولة في المنطقة مساء الجمعة إلى مقتل امرأة كانت في حديقتها وإصابة زوجها، وفق ما علم صحافي من فرانس برس من شخص مقيم في الحي صباح السبت.

واتهم رئيس بلدية المدينة فاديم لياخ القوات الروسية باستخدام أسلحة عنقودية محظورة بموجب الاتفاقات الدولية التي لم توقعها موسكو.

وإلى الشمال في خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا، أعلن الحاكم المحلي أوليغ سينيغوبوف أن فترة قبل الظهر كانت مضطربة، مشيرا إلى سقوط صواريخ على أحد أحياء المدينة بدون التسبب بضحايا.

وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنكوف أن سلاح الجو قصف في خاركيف مصنع الجرارات المحلي حيث كانت تتركز قوات ومعدات تابعة للواء الجبلي العاشر في الجيش الأوكراني.

وعلى الجبهة الجنوبية، قال كوناشنكوف أن القصف الصاروخي والضربات الجوية الروسية أصابت 39 مركزا قياديا ومستودعي ذخيرة قرب ميكولايف، فيما أفاد الحاكم المحلي الأوكراني فيتالي كيم عن سماع انفجارات قبل الظهر مشيرا إلى أن السلطات تعمل على تقييم الوضع.

وعموما، قال كوناشنكوف "العدو يتكبد خسائر فادحة على كل الجبهات".

- "ترهيب متعمد" -

ومساء الجمعة، اتهم زيلينسكي روسيا بممارسة "ترهيب متعمد وليس مجرد أخطاء أو ضربة عرضية"، وذلك بعد مقتل 21 شخصا على الأقل بينهم فتى عمره 12 عاما بحسب السلطات العسكرية والمدنية الأوكرانية فجر الجمعة حين دمرت ثلاثة صواريخ روسية "مبنى كبيرا ومجمعا سياحيا" في بلدة سيرغييفكا على ساحل البحر الأسود على مسافة حوالى ثمانين كيلومترا من أوديسا في جنوب أوكرانيا.

وردا على الاتهامات الأوكرانية، أكد الكرملين أن "القوات المسلّحة الروسية لا تستهدف منشآت مدنية" في أوكرانيا، وهو رد وصفته برلين بأنه "لاإنساني ووقح".

كما ذكرت كييف أن القصف على سيرغييفكا أوقع 38 جريحا بينهم خمسة أطفال اثنان منهم في حال خطرة.

وذكر الجيش الأوكراني أن الصواريخ المستخدمة في سيرغييفكا هي صواريخ كروز سوفياتية تعود إلى حقبة الحرب الباردة ومصممة لضرب حاملات طائرات، وهي من الصنف الذي استهدف الاثنين مركزا تجاريا في كريمنتشوك في وسط أوكرانيا على مسافة مئتي كيلومتر من الجبهة، موقعا 21 قتيلا بحسب حصيلة جديدة صدرت عن رئيس بلدية المدينة فيتالي ماليتسكي السبت.

دبلوماسيا، كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر أنه ناقش مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "إجراءات جديدة بعدما أصبحت أوكرانيا دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي" في نهاية حزيران/يونيو بعد موافقة زعماء الكتلة ال27.

وأشار إلى أن الطرفين اتفقا على "الحاجة إلى حزمة عقوبات أوروبية سابعة ضد روسيا".

وفي مواجهة الحصار البحري الروسي الذي يمنع أوكرانيا من تصدير محاصيلها من القمح، طلبت كييف من تركيا الجمعة اعتراض سفينة شحن روسية انطلقت من ميناء بيرديانسك في المنطقة المحتلة، تشتبه في أنها تنقل آلاف الأطنان من الحبوب الأوكرانية.

وفي مؤشر إلى حرب الحبوب التي تفرضها موسكو على أوكرانيا والتي تثير قلق العديد من الدول الإفريقية التي تعول على القمح الأوكراني لضمان أمنها الغذائي، أكد الجيش الأوكراني مساء الجمعة داعما روايته بتسجيلات فيديو أن الجيش الروسي قصف جزيرة الثعبان مرتين بقنابل فوسفورية.

ولم يعلق الجيش الروسي على هذه الاتهامات في مؤتمره الصحافي اليومي السبت.

تعد جزيرة الثعبان أساسية للسيطرة على حركة الملاحة في المنطقة. وأكدت موسكو الخميس أن انسحابها من الجزيرة هو "إشارة حسن نية" فيما أكدت كييف أن الروس انسحبوا تحت وطأة ضرباتها المتتالية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي