أهمية الترابط الأسري.. القيمة التي باتت مفتقدة في مجتمعاتنا

 أحمد مجدي  
2022-06-27

موقع الرجل

الترابط الأسري كان لفترات طويلة من أهم خصائص مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ولكن الحياة المتسارعة وتقلبات الأمور تنسينا دومًا أهميته وتختزله في مفاهيم سلبية أكثر منها إيجابية.. وهذا ما نستفيض بالحديث عنه في السطور الآتية.

قيمة الترابط الأسري للأسف باتت مفقودة في كثير من مجتمعاتنا العربية، بعد أن كانت تلك المجتمعات مضرب المثل في هذه القيمة الرائعة.

للأسف اختلطت قيمة الترابط الأسري بمفاهيم أخرى مثل التطفل والتدخل في شؤون الغير، وهذا أمر مختلف، لم تكن أبدًا قوة الترابط الأسري ضربًا من ضروب هذه الصفات المستهجنة، وإنما هي دومًا من الصفات المستحسنة.

الرابط الأسري هو ما يضمن للمجتمع الصغير الخاص بكل أسرة وعائلة أن يجد كل فرد منها من يساعده على تأدية الأمور التي يحتاج إليها، ألا يبقى وحيدًا في هذا العالم يصارع كل شيء بمفرده، ألا تنفتح عليه كل الجبهات دون رحمة.

التربية في المنزل هي أساس إرساء وغرس قيمة الترابط الأسري، الذي نستعرض معناه وطريق تحقيقه وكيفية الحفاظ على تماسكه وأهميته في السطور المقبلة.

ما معنى الترابط الأسري؟

مفهوم الترابط الأسري رغم أنه بات مختلفًا عن كل الفترات السابقة لكن له ضوابط عامة تتشابه في كل العصور وتحقق الأغراض ذاتها.

قديمًا كان الترابط الأسري في بعض الأحيان مبالغًا به ولكنه كان يحافظ على عزوة الفرد وسط أهل منزله، ووسط أسرته وعائلته الكبيرة.

ولكن في بعض الأحيان كانت هناك عيوب لهذا الترابط مثل انفتاح البيوت وأسرارها على مصراعيها أمام الكل، وهذا شيء سلبي بكل تأكيد، إذ إن أي درجة من درجات الترابط لابد أن تحافظ على خصوصية وأسرار البيت الواحد لأن التساهل في هذا الأمر يخل بالنظام.

الآن يمكن تعريف مفهوم الترابط الأسري بأنه الحفاظ الدائم على صلة الرحم، والعلاقة بين كل أفراد الأسرة وبعضهم البعض، ومتابعة شتى الأمور المتعلقة ببيوتهم دون تطفل، وعرض أكبر قدر من المساعدة الصادقة، وتمني الخير والبقاء دائمًا على قرب والحفاظ على الود. 

هذه هي دعائم الترابط الأسري الهامة التي يقوم عليها مفهومه، والتي باتت تغيب عن الكثير من المجتمعات في الوقت الراهن.

كيف تحافظ على تماسك الأسرة؟

تلاقي الأجيال المختلفة من دعائم الترابط الأسري

من أولويات الحفاظ على تماسك الأسرة أن يبقى التواصل حاضرًا في الأوقات الجيدة والسيئة على حد سواء، التواصل الفعال من أساسيات إبقاء الترابط الأسري قائمًا.

ثم من أساسيات الحفاظ على التماسك الأسري أيضًا أن يدرك الفرد في الأسرة أن من حوله يمكنهم أن يساعدوه بشكل حقيقي على تخطي مشكلاته، دون أن يحتاج إلى الشرح الكثير للتفاصيل، وهذه نقطة إيجابية للغاية.

 

من أسس الحفاظ على تماسك الأسرة أيضًا ألا تتدخل أطراف خارجية في استقرار الأسرة أو قراراتها الفاصلة، هذه من الأمور التي ينبغي الحفاظ عليها بدرجة كبيرة.

الحفاظ على القيم الأسرية والاجتماعية المنضبطة أيضًا من ضمانات الحفاظ على تماسك الأسرة، احترام الكبير والإحسان إلى الصغير وتذكر المواقف المشجعة والذكريات الحلوة، واستدعاء الرصيد الشخصي الإيجابي بين أفراد الأسرة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي