لا تزال اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة، ويحتاج ثمانون بالمائة من السكان إلى المساعدة الإنسانية والحماية.

اليمن: حكاية معاناة إنسانية .."إنها أفقر دولة في الشرق الأوسط تواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم"

2022-04-27

طفلة يمنية تعاني من سوء التغذية في مخيم للنازحين في حجة شمال اليمن (ا ف ب)مقال بقلم: زويا رضوان

ترجمة: هايل علي المذابي – خاص- الأمة برس

تخيل أنك تعيش في بلد يعتبر فيها جائحة COVID-19 أقل مشاكله!

اليمن هي أفقر دولة في الشرق الأوسط ولديها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

إلى جانب الفقر، تواجه البلاد أيضًا العديد من المشكلات الأخرى مثل الحرب والإرهاب والبطالة والفساد والأزمة البيئية الكبرى. هدفي الوحيد من اختيار الكتابة عن هذا الموضوع هو فقط جعل الناس أكثر وعياً بالظروف المحبطة للشعب اليمني.

ومن المؤسف أنه لا تكاد توجد تغطية إعلامية للموضوع، مما يجعل الإنسان العادي جاهلاً تمامًا بالأوضاع الجارية في بقية العالم.

من أجل فهم الوضع الحالي في اليمن وكيف اتخذت الأمور مثل هذا المنعطف العدواني، نحتاج إلى مراجعة الأحداث القديمة ومحاولة فهم ماضيها.

كان الربيع العربي حركة متمردة ضد رئيس الدولة السابق علي عبد الله صالح، وفي نهاية مطاف أزمة 2011، تدخلت المملكة العربية السعودية وعدد قليل من الدول الأخرى التي تسمى مجلس التعاون الخليجي وتفاوضت لإقالة صالح من منصبه مقابل حصوله على الحصانة وبعض الامتيازات الأخرى.

وتم تعيين نائب الرئيس السابق صالح، وهو عبدربه منصور هادي في تحمل مسؤولية إدارة شؤون البلاد من قبل مجلس التعاون الخليجي، وفقا لما خلصت إليه ما سميت بالمبادرة الخليجية، مما أدى إلى ظهور الفساد، كما خلقت جماعة الحوثي المدعومة من إيران والسعودية أجواء تهدد الحياة في البلاد.

الحوثيون هم أقلية شيعية مسلمة تمردوا على الاقصاء والاستبعاد الذي واجهوه في مؤتمر الحوار الوطني الذي تم برعاية أممية، فحاولوا مهاجمة هادي بعنف عدة مرات، مما أدى إلى هروبه من البلاد والبحث عن ملجأ في السعودية.

ثم سيطر الحوثيون على عاصمة البلاد، بذريعة ارتفاع سعر المشتقات النفطية بعد ضغط تعرضت له الحكومة من قبل صندوق النقد الدولي، واضطر التمرد الرئيس هادي إلى الهرب فقامت المملكة العربية السعودية، وإلى جانبها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة بشكل جماعي بقصف البلاد وسميت هذه المجموعة بقوات التحالف.

الآن السؤال الذي لا يسع المرء إلا أن يفكر فيه هو لماذا تريد هذه الدول القوية خلق مشاكل لبلد فقير به صراعات داخلية موجودة مسبقًا مثل اليمن.

لقد كان الهدف الرئيسي للمملكة العربية السعودية هو حماية حدودها الجنوبية واحتواء النفوذ المتزايد لإيران على المنطقة. أما الدول الأخرى، فكونها حليفة لها، فقد دعمت المملكة العربية السعودية.

إلى جانب الحرب والصراع، يواجه اليمن العديد من المشاكل الأخرى ويعتمد بشكل كبير على المساعدات لبقاء الإنسان الأساسي، ولم تتمكن البلاد من صد تهديدات القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى مثل الحوثيين، مما أدى إلى ظهور الإرهاب.

وبسبب الضربات الجوية المتعددة على مدى السنوات القليلة الماضية والتي تسببت في دمار شامل للبنية التحتية، كان هناك نزوح داخلي للناس، كما تواجه البلاد أيضًا أزمة بيئية كبيرة: هناك تفشي للكوليرا في البلاد تسبب في وفاة الملايين.

وربما تم احتواء أسباب تفشي الكوليرا المياه، لكن البلد ما يزال على شفا المجاعة، في حين أن الوضع يمكن أن يتحسن بتقديم المساعدات، لقد أغلقت المملكة العربية السعودية جميع الموانئ تاركة اليمنيين يتضورون جوعاً حتى الموت؛ وقد أدت جائحة COVID-19 إلى تفاقم الوضع نظرًا لوجود مرافق رعاية صحية غير كافية وعدم وجود صرف صحي.

للأسباب المذكورة أعلاه، تواجه اليمن بلا شك أسوأ أزمة إنسانية في العالم. السؤال الذي نحتاجه الآن للتركيز على الأزمة اليمنية هو: كيف نخفف من مشاكلهم ونجعل الأمور أفضل للبلد؟.

يعتقد معظم الناس أنه يمكن اختيار الدبلوماسية والمفاوضات لحل المشاكل السياسية؛ ويمكن للرجل العادي التوقيع على العرائض والتبرع للمساعدة.

حاليًا، تبذل اليونيسف كل ما في وسعها لمساعدة أطفال اليمن، ومن المهم إنقاذ الناس من مثل هذه الظروف الكارثية ويجب محاسبة المسؤولين عن ذلك.

*نشر المقال بجريدة: Greater Kashmir "كشمير الكبرى" بتاريخ: 26 أبريل 2022

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي