بألوان حارة ودافئة: المصري فتحي عفيفي يبحث عن "الصحبة" في معرضه الجديد

القاهرة - افتتح الفنان التشكيلي المصري فتحي عفيفي الثلاثاء معرضه التشكيلي الجديد بغاليري أكسيس بالقاهرة والذي يأتي تحت عنوان “الصحبة”.

ويواصل عفيفي عبر المعرض الذي سيستمر إلى الرابع والعشرين من أبريل القادم، رسم العمل كقيمة مشغولة بفرحة العمال الذين يحولهم إلى أبطال حقيقيين للوحاته، فيشغلون إطار اللوحة وتقفز أسئلتهم وحيواتهم خارجه، لتقيم محاورة مقصودة مع المتلقي عن قيمة العمل وأبطاله، تتبدى فيما يقدمه الفنان عن العمل والعمال، الإنسان والآلة، عبر لغة التشكيل.
وتتسم أعمال الفنان فتحي عفيفي عامة بالانحياز الإيجابي إلى الطبقة المتوسطة التي تُشكل شريحةُ العمال سوادها الأعظم، ويعكس عالمه الخاص إيمانه بحقوق هذه الطبقة وأفكارها وأحلامها وطموحاتها فتتمركز لوحاته حول شخصية العامل وقد انطبعت على تقاسيم وجهه مشاعر كثيرة مختلطة بين الأمل والمعاناة في مشاهد تصويرية شديدة الدلالة ومُعبّرة عن واقع الكادحين والبسطاء من أبناء هذه الطبقة.

ويرسم عفيفي بالكثير من الدقة والنظام تروسا وصواميل، وماكينات عملاقة، ومطارق وبشرا، فيأخذ المتلقي بزحام شديد النظام لعالم المصانع بكل تفاصيله، وينقله إلى معايشة ماهية العمل ومعناه وقيمته، ويبدو كأنه يعمل لحل السؤال الإشكالي، من يخدم من؟ هل يخدم الإنسان الآلة أم العكس؟ ليؤكد في كل مرة أنه يمكن الاستغناء عن الآلة أما الإنسان فلا.

يذكر أن فتحي عفيفي ينتمي إلى جيل الثمانينات من القرن العشرين، وهو من مواليد عام 1950، حاصل على دبلوم المدارس الصناعية عام 1968، فضلا عن حصوله على دراسات حرة بالفنون الجميلة، عمل كأخصائي فني بالمصانع الحربية، ومشرفا على قسم الفنون التشكيلية العام للعمال، وعلى الديكور المسرحي بالبيت المسرحي لشباب العمال.

ويعد فتحي عفيفي أحد أبرز الفنانين العصاميين الكبار في مصر والعالم العربي. والفنان صاحب تجربة تشكيلية كبيرة قدم خلالها العديد من المعارض الفردية والمشاركات الجماعية المحلية والدولية، ومن معارضة الأخيرة نذكر “الكادحون”، “العودة إلى المصنع”، “حكاوي مصرية”، “بروليتاريا”، “الإنسان والآلة”، “دنيا فتحي عفيفي” وغيرها.

والفنان حاصل على عدد من الجوائز المحلية والدولية من بينها جائزة التحكيم الدولية لبينالي القاهرة الدولي السابع في العام 1998. ولوحاته معروضة كمقتنيات خاصة لدى أفراد وصالات عرض داخل مصر وخارجها.