ثقافات الشعوبمجتمع عجائب وغرائبجريمةمشاهيرحوادث

رغم الانتقادات.. تسابق على الاستعانة بالمضيفات في معرض ميلانو للدراجات النارية

ا ف ب – الأمة برس
2021-11-26

عارضة على دراجة نارية من طراز "سوزوكي كاتانا" خلال افتتاح معرض إيكما الثامن والسبعين (ا ف ب)

رو: لا يزال وجود عارضات يرتدين ثياباً تُبرز مفاتنهن من المستلزمات التي لا غنى عنها في معارض الدراجات النارية، بنظر بعض المعنيين بالقطاع، ومنها مثلاً معرض "إيكما" في مدينة ميلانو الإيطالية، رغم ما يثيره ذلك من انتقادات.

فزوار هذا المعرض الأوروبي الكبير للدراجات النارية الذي فتح ابوابه أمام الجمهور الخميس، ومعظمهم من الرجال، يجدون في استقبالهم نحو مئة شابة يجلسن على الدراجات النارية المعروضة، مرتديات مثلاً ملابس لصيقة بالجسم كما في جناح "سوزوكي"، أو سراويل "شورت" قصيرة جلدية وجزمات عالية في جناح لإحدى شركات إنتاج الخوذ.

وتعمل مارتينا (20 عاماً) للمرة الثانية كمضيفة في جناح شركة "دبليو دي-40" لزيوت التشحيم. وتتولى الطالبة التي تتخصص في التجميل والتي لم ترغب في كشف اسمها الكامل، توزيع هدايا على الزوار ببدلة زرقاء وصفراء مكشوفة الظهر.

وترى مارتينا التي تنتعل حذاءً ذا كعب عال جداً أنه "من الرائع التواصل مع الجمهور عندما يكون محترماً". وتضيف "نحب الزي الذي نرتديه، فهو مفصّل بشكل جيد والترتر فيه يجعله جميلاً جداً".

ويقول جورجو (45 عاماً)، وهو هاوي دراجات نارية من مودينا (شمال إيطاليا)، بعدما طلب من مارتينا ركوب دراجة نارية لالتقاط صورة لها مع صديق "الشغف بالدراجات النارية عندنا يعني أيضاً الشغف بالشابات".

ولا تزال صفحات "إنستغرام" كما بعض وسائل الإعلام تنشر كل سنة مجموعات صور لعارضات "إيكما".

تقليد

ويبدي عدد من الزوار الأجانب اندهاشهم، مشيرين إلى أن ثمة من شرح لهم أن هذا الأمر سمة محصورة بالمعارض الإيطالية. ويلاحظون أن المعارض الألمانية أو الفرنسية أو البريطانية الكبرى لا تذهب بعيداً إلى هذا الحدّ.

أما في معارض السيارات، فأعادت الشركات أيضاً النظر في اسلوبها التسويقي في السنوات الأخيرة، إذ استعانت بفرق مختلطة تضم رجالاً ونساءً، أو بمستشارات يقدمن شروحاً عن المنتجات.

وتشير المضيفة إليونورا البالغة 33 عاماً في جناح ياماها، قرب دراجة بطل العالم فابيو كوارتارارو، إلى أن "البزات الضيقة خاصة بعالم الدراجات النارية".

وفي سباقات الدراجات النارية، لا تزال "فتيات الشمسيات" يؤوين السائقين تحت مظلاتهن قبل الانطلاق وهن يرتدين بزات ضيقة ويحملن بأيديهن مظلات، بينما حُظرت "فتيات الشبكة" من سباقات الفورمولا واحد عام 2019.

ويشرح الناطق باسم شركة "سوبر سوكو" الصينية لصناعة دراجات السكوتر فابيو كامبانيليه أنه "تقليد في معرض +إيكما+". ويضيف "عندنا، يتلقين التدريب ويمكنهن الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالمنتجات. لكن صحيح أن الزبائن يفضلون التقاط صورة للدراجة النارية مع فتاة بدلاً من التقاط صورة معي".

وتتولى وكالات متخصصة تأمين المضيفات، ويكسبن ما بين 80 و120 يورو في اليوم، أو نحو 500 يورو على مدى ايام المعرض الخمسة، بحسب ما يُفدن. وترى مارتينا أن "هذا الأجر أعلى من معظم الوظائف"، ويمكن أن يؤدي هذا المعرض التجاري المهم إلى الحصول على عقود أخرى.

أيدٍ متجولة'

لكنّ الشابة تشكو أن "ثمة أحياناً أيدٍ متجولة عندما يكون المعرض مزدحماً". وتأسف لكون "بعض الرجال يتصرفون وكأن أي شيء مسموح به". وتضيف "أرفع اليد وأقول لصاحبها إن هذا الأمر ممنوع".

وحملت نجمة شبكات التواصل الاجتماعي المتخصصة في الدراجات النارية إميليا دوبريف عبر حسابها على "إنستغرام" بعد زيارتها "إيكما" الأربعاء على استخدام هؤلاء المضيفات، معتبرة أنه "مهين لسائقات الدراجات النارية".

عارضتان في جناج دراجات "أبريليا"النارية خلال افتتاح معرض إيكما الثامن والسبعين (ا ف ب)

وكتبت الفتاة الكورسيكية البالغة  26 عاماً "لماذا لا نزال مضطرين عام 2021 إلى وضع نساء نصف عاريات لبيع الزيت أو الدراجات النارية؟".

ومع ذلك، تمكنت حركة #مي تو من الدفع إلى بعض التغييرات، إذ   توقفت "بي إم دبليو" و"كي تي إم" مثلاً عن الاستعانة بمضيفات في أجنحتها. أما "بياجيو" فاستعانت أيضاً بمضيفين، فيما باتت معظم المضيفات يرتدين ملابس تقليدية أكثر.

وترى كارولين ميرفيل، وهي فرنسية في الثلاثين من العمر أطلقت ماركة ملابس لسائقات الدراجات النارية "من المدهش الاستمرار (في هذه الظاهرة) في وقت يطغى فيه الكلام عن التنوع في كل مكان".

وتلاحظ إميليا دوبريف أن هذا الأمر يهدف إلى جذب من ليسوا شغوفين بالدراجات النارية، لكنها تشدد على أن "السائق الحقيقي لا يريد سوى دراجة نارية جميلة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي