مودي يتحول على قوانين المزارع الهندية بعد احتجاجات حاشدة

أ ف ب
2021-11-19

 

قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن الهند ستلغي ثلاثة قوانين للإصلاح الزراعي أثارت ما يقرب من عام من الاحتجاجات الهمة من قبل المزارعين(ا ف ب).

قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم الجمعة 19 نوفمبر 2021م في تحول مذهل ونادر من قبل حكومته القومية الهندوسية إن الهند ستلغي ثلاثة قوانين للإصلاح الزراعي أثارت ما يقرب من عام من الاحتجاجات الضخمة من قبل المزارعين.

وقد خيم آلاف المزارعين على حدود العاصمة نيودلهي منذ نوفمبر من العام الماضي، مما يشكل مودي أحد أكبر التحديات منذ توليه السلطة في عام 2014.

وأصبحت المسيرات بمثابة صاعقة لمعارضة إدارة مودي في بلد يعتمد فيه ثلثا السكان البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة على الزراعة لكسب رزقهم.

وفي خطاب إلى الأمة تزامن مع مهرجان كبير للسيخ - دين العديد من المزارعين - قال مودي إن القوانين ستلغى في الدورة الشتوية للبرلمان، التي تبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر.

"أناشد جميع المزارعين الذين هم جزء من الاحتجاج... أن تعود الآن إلى منزلك، إلى أحبائك، إلى مزارعك، وعائلتك. دعونا نبدأ بداية جديدة ونمضي قدما".

"أيها الأصدقاء، أعتذر لرجال الوطن وأريد أن أقول بقلب نظيف وضمير إننا لا بد وأن نكون قد قصرنا في جهودنا لشرح (فوائد قوانين المزارع) لقسم من المزارعين".

وتهدف الإصلاحات التي تم إقرارها في سبتمبر/أيلول 2020 إلى تحرير أسواق المنتجات الزراعية حيث حددت هيئات الدولة لعقود أسعارا دنيا مضمونة للمحاصيل.

وكانت حكومة مودي قد قالت إن التغييرات ستعزز الدخول الريفية وإصلاح قطاع زراعي غير فعال إلى حد كبير حيث تتعفن كميات هائلة من المنتجات قبل بيعها.

وقال مودي يوم الجمعة "كان القصد هو أن يحصل المزارعون في البلاد، وخاصة صغار المزارعين - الذين هم تقريبا 80 في المائة من جميع المزارعين، ولديهم أصغر حيازات الأراضي - على المزيد من القوة.

الا ان المتظاهرين قالوا ان التغييرات -- التى تم تعليقها فى انتظار المفاوضات مع المزارعين -- كانت لسماح للشركات الكبرى بالاستيلاء على الصناعة الزراعية .

- "أخبار عظيمة" -

حاول المزارعون فى البداية السير فى نيودلهى فى نوفمبر الماضى ولكن الشرطة منعتهم فى اشتباكات عنيفة من دخول العاصمة .

وخيم المزارعون في موقعين خارج المدينة، وأغلقوا الطرق السريعة الرئيسية، وفي الأشهر اللاحقة حفروا في منازلهم مع تضخم أعدادهم إلى عشرات الآلاف.

وتحولت الاحتجاجات إلى مخيمات شبه دائمة ملونة مع متطوعين يقدمون الطعام والصرف الصحي وحتى جراحات أطباء الأسنان وصالونات تدليك القدمين.

وتحولت المسيرات إلى أعمال عنف في يناير/كانون الثاني عندما تحولت مسيرة جرار في دلهي إلى هياج أحرج الحكومة في يوم الجمهورية الهندية.

ولقى مزارع مصرعه واصيب مئات من رجال الشرطة بجراح . واخترط المتظاهرون حواجز الشرطة وتمكنوا من رفع علم في الحصن الأحمر التاريخي في وسط دلهي.

وفى الشهر الماضى فى اوتار براديش لقى اربعة مزارعين مصرعهم عندما اصطدمت قافلة قيل انها تابعة لوزير حكومى وابنه بمجموعة من المتظاهرين .

ثم أضرم المتظاهرون الغاضبون النار في عدة سيارات وقتل أربعة أشخاص آخرين.

وفي الأشهر الأخيرة، ضعفت مواقع الاحتجاج، ولكن ظلت هناك فرقة متشددة وكان من المتوقع تنظيم مظاهرات كبرى بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لبدء المسيرات في وقت لاحق من هذا الشهر.

وجاء تراجع مودي قبل الانتخابات المقبلة الهامة في ولايات مثل البنجاب - حيث يأتي العديد من المزارعين - وأوتار براديش، أكبر ولاية في الهند من حيث عدد السكان حيث يوجد 220 مليون نسمة.

"تهانينا على هذا الانتصار ضد الظلم. تحيا الهند، تحيا مزارع الهند"، غرد راهول غاندي من حزب المؤتمر المعارض.

وقال هارتوش سينغ بال المحرر السياسي لمجلة "كارافان" لوكالة فرانس برس ان "قوانين المزارع ماتت في الماء وكانت دائما مسألة غرور مودي هي التي تقف في طريق الغاء الحكومة لها".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي