
أعلنت الشرطة الأوغندية مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ وإصابة 33 آخرين بجروح في هجومين "انتحاريين" متزامنين وقعا صباح الثلاثاء 16 نوفمبر 2021م في وسط العاصمة كمبالا وتبنّاهما تنظيم الدولة الإسلامية.
وهذا الهجوم المزدوج هو الثاني الذي يتبنّاه التنظيم المتطرف في أوغندا خلال بضعة أسابيع، بعد هجوم بقنبلة في 23 تشرين الأول/أكتوبر في مطعم بكمبالا أودى بحياة عاملة وخلف عدة مصابين.
وكانت الشرطة نسبت الهجوم إلى مجموعة محلية مرتبطة بمتمردي القوات الديموقراطية المتحالفة الناشطة في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وفي نيسان/أبريل 2019، بدأ تنظيم الدولة الإسلامية يعلن على وسائل التواصل الاجتماعي مسؤوليته عن هجمات تنفّذها القوات الديموقراطية المتحالفة التي أنشئت قبل أكثر من 25 عاماً وتنشر الرعب في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية المجاورة.
ووقع الانفجاران بفارق زمني يقلّ عن ثلاثة دقائق، بعيد العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (السابعة ت غ) في حيّ الأعمال في العاصمة كمبالا.
وقال المتحدث باسم الشرطة فريد انانغا إنّ الهجوم الأول نفّذه شخص كان يحمل قنبلة في حقيبة ظهر ووقع عند حاجز قرب مقر قيادة الشرطة، فيما الهجوم الثاني نفّذه شخصان قرب مدخل البرلمان.
وفي بيان نشر على حسابه على تطبيق تلغرام مساء الثلاثاء، قال تنظيم الدولة الإسلامية إنّ الهجومين نفذهما ثلاثة من عناصره، اثنان هاجما حراس مبنى البرلمان بحقيبتين ناسفتين فيما فجّر الثالث حقيبة ناسفة قرب نقطة تفتيش أمام مركز الشرطة.
وأضاف أنّ "أوغندا هي إحدى الدول المشاركة في الحرب ضدّ مقاتلي الدولة الإسلامية بوسط أفريقيا".
وقال أنانغا إن قوات مكافحة الإرهاب أوقفت رجلاً رابعاً وعثرت على عبوة ناسفة يدوية الصنع غير منفجرة (...) في منزله".
وأعلن الرئيس يويري موسيفيني في بيان نشر مساء الثلاثاء أنّ الموقوف أصيب خلال عملية اعتقاله "وقضى لاحقاً"، مؤكّداً أنّ "الإرهابيين (...) سيهلكون".
ودعا الرئيس الشعب إلى "اليقظة ومراقبة الأشخاص الذين يدخلون مرائب حافلات النقل والفنادق والكنائس والمساجد والأسواق...".
وتسبّب الانفجار قرب مقرّ الشرطة بتحطّم الزجاج فيما أدّى الانفجار الثاني الذي وقع قرب مدخل البرلمان إلى احتراق سيارات متوقفة في الجوار، بحسب مساعد قائد الشرطة إدوارد أوشم.
وقالت جمعية الصليب الأحمر الأوغندية إنّ 21 من الجرحى شرطيون.
- جثث "ممزقة" وأشلاء -
والشهر الماضي انفجرت حافلة ركاب قرب كمبالا مما أدى إلى سقوط جرحى، كما وقع انفجار في مطعم في العاصمة أوقع قتيلة.
وقالت الشرطة إن الهجومين نفّذتهما القوات الديموقراطية المتحالفة.
وحمّلت أوغندا هذا الفصيل مسؤولية التخطيط لهجوم بالقنبلة في آب/أغسطس على جنازة ضابط في الجيش قاد حملة شرسة ضدّ حركة الشباب الإسلامية في الصومال.
وروى رئيس بلدية وسط كمبالا سليم أوهورو في تصريح لفرانس برس أنه كان قرب مركز الشرطة عندما وقع الانفجار.
وقال "كان قويا جدا. هرعت نحو مركز الشرطة ورأيت شرطيا أعرفه قتيلا مرميا على الأرض. كانت جثّته ممزقة".
وقال المدير التنفيذي لشركة تزويد انترنت في أوغندا كايل سبينسر الذي سمع دوي الانفجارين إنّهما تسبّبا بهلع لدى الناس في الحيّ.
وروى لوكالة فرانس برس "الطريق باتجاه البرلمان مغلقة وثمة أشخاص يبكون فيما يحاول الباقون الهروب من هذه المنطقة" وأن "الجميع يخلي مباني المكاتب فيما أغلقت الأبنية ولا يسمح بدخول أي شخص".
وألغى البرلمان جلسته المقررة الثلاثاء بعد الهجوم طالبا من اعضائه تجنب المنطقة.
ووضع محيط البرلمان تحت مراقبة مشددة مع نشر جنود بكامل سلاحهم واعضاء من الشرطة العلمية الذين كانوا يتفقدون الموقع.
- "تأثير جهادي" -
وكانت الشرطة الأوغندية أوقفت الشهر الماضي عددا من الأشخاص بشبهة الانتماء إلى القوات الديموقراطية المتحالفة، وقالت إنها تشتبه بأن متطرّفين يخططون لهجوم جديد على "منشآت كبرى".
وقال انانغا إن الهجمات التي وقعت اليوم "تظهر أنه لا يزال يتعين علينا بذل مزيد من الجهود لاستباق هجمات دامية لمتطرفين محليين وتجنّبها في الأيام المقبلة".
وتعدّ القوات الديموقراطية المتحالفة المجموعة المسلحة الأكثر فتكا من بين 120 جماعة مشابهة تنشط في جمهورية الكونغو الديموقراطية، وقد أعلنت الولايات المتحدة رسمياً أرتباط هذا الفصيل بتنظيم الدولة الإسلامية. ويسمي تنظيم الدولة الاسلامية هذا الفصيل "ولاية وسط أفريقيا".
وقال كريستوف تيتيكا الخبير في هذه الجماعة المسلحة بجامعة أنتويرب لوكالة فرانس برس "يتّضح بشكل متزايد أنّ القوات الديموقراطية المتحالفة تعيد تركيز اهتمامها على أوغندا".
وأضاف "قد يكون هذا مرتبطاً بتزايد نفوذ العناصر الجهادية داخل القوات الديموقراطية المتحالفة خلال العامين الماضيين".
وفي 2010، استهدف هجومان تبنّتهما حركة الشباب الإسلامية الصومالية في كمبالا الجمهور الذي حضر نهائي كأس العالم، مما أسفر عن مقتل 76 شخصاً.
واعتبرت الهجمات، وهي الأولى من نوعها ينفذها مسلّحون صوماليون خارج الصومال، أعمالاً انتقامية ردا على إرسال أوغندا قوات إلى الدولة التي مزقتها الحرب كجزء من مهمة أميصوم التي نظمها الاتحاد الإفريقي لدعم السلطات الصومالية في محاربة الشباب.