البحريني جعفر العريبي يخلخل بصريا العادي والسائد والمتكلّس

2021-10-30

حوت يتمرّد على محيطه الضيّق رغم اتساعه

المنامة - يتواصل حتى الخامس والعشرين من ديسمبر المقبل بفضاء “عمارة بن مطر- ذاكرة المكان” بمدينة المحرق معرض الفنان البحريني جعفر العريبي، الذي جاء تحت عنوان “الحوتة التي ابتلعت القمر”، وذلك ضمن الموسم الثقافي “أروم من الأيام” لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث.

ويستلهم الفنان البحريني فكرة معرضه الجديد من حكاية طفولة مطبوعة في ذاكرته، تأتي على شكل سلسلة من الرسوم المحفورة متعدّدة الخامات، وتروي مشاهد استعاد تخيّل تاريخها، تجمع بين الفولكلور البحريني وأحداث إقليمية موثّقة، مع بعـض التأملات النقدية للفنان نفسه.

ويضمّ معرض العريبي لوحات تشكيلية مفاهيمية، يتكّئ فيها على فكرة إحداث خلخلة لتلك البنى الثقافية التي تحكم سيطرتها على المجتمع العربي، متجاوزا حدودها وصولا لما هو إنساني، في محاولة منه لتغيير النظرة السائدة للثابت والمتحوّل، منحازا لفكرة التغيير والنهايات المفتوحة، التي تتّصل في وجودها بفكرة الخروج على كل شيء والتحرّر من كل شيء يمكنه أن يكرّس فكرة جامدة أو تقليدا تفرضه المجتمعات على أفرادها، أسوة بمقولة ابن خلدون “اتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء، بل إن الأحياء أموات”.

من أعمال الفنان العريبي

وفي ذلك يوظّف الفنان البحريني مفهومي الزمان والمكان واستثمار حقيقة التحوّل والتبدل المستمّر فيهما، فيقوم باستعارة العنصر الإنساني غالبا والحيواني أحيانا في عكس بعض المفاهيم العادية المؤثرة إلى حدّ بعيد في خلق المزاج العام للمجتمع.

ليلجأ بعدها لخلخلة ما هو عادي وسائد ومتكلّس، وذلك بتناوله لحالة العادي بصورته الواضحة جدا والمباشرة والحادة في آن، ممّا يترك مساحة من الشكّ لقراءات مختلفة لا تؤدّي إلى إجابات بقدر ما تعطي الفرصة لقراءة الثوابت بأشكال جديدة معاكسة في طريقة استقرائية لردود فعل متوقّعة شائعة لمفاهيم مجتمعية أخذت اتجاهات واحدة أو متعاكسة أحيانا بشكل موروث.

 

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي