"الأحرار" يتصدر انتخابات المغرب.. بنكيران يدعو العثماني للاستقالة عقب "الهزيمة المؤلمة"

2021-09-09

الرباط-وكالات: دعا عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابقة في المغرب الخميس 9سبتمبر2021، الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني إلى الاستقالة من قيادة الحزب عقب الهزيمة المؤلمة التي تكبدها في الانتخابات البرلمانية التي أجريت أمس، وأفرزت تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار بـ97 مقعدا من أصل 395 مقعدا.

وقال بنكيران في رسالة له نشر في صفحته بفيسبوك "أرى أنه لا يليق بحزبنا في هذه الظروف الصعبة إلا أن يتحمل السيد الأمين العام مسؤوليته ويقدم استقالته من رئاسة الحزب".

وأضاف السياسي المغربي "سيكون نائب الأمين العام ملزما بتحمل مسؤولية رئاسة الحزب إلى أن يعقد المؤتمر في أقرب الآجال الممكنة، في أفق مواصلة الحزب تحمل مسؤوليته في خدمة الوطن من موقعه الجديد".

وكان سعد الدين العثماني صرح أمس الأربعاء قبل إعلان وزارة الداخلية النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية أن حزبه لا يزال ينتظر تسلم محاضر التصويت في عدد من المناطق، مضيفا أن عدم تسلمها لا يتيح التأكد من النتائج الحقيقية للانتخابات.

الأحزاب المتصدرة

وفي وقت متأخر أمس الأربعاء، أعلن وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت أن حزب التجمع الوطني للأحرار تصدر الانتخابات البرلمانية بـ97 مقعدا بعد فرز 96% من الأصوات، في حين تراجع حزب العدالة والتنمية إلى المرتبة الثامنة بعدما تصدر انتخابات 2011 و2016.

وذكر وزير الداخلية في مؤتمر صحفي أن نتائج فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية أظهرت فوز حزب الأصالة والمعاصرة بالمرتبة الثانية بـ82 مقعدا، ثم حزب الاستقلال ثالثا بـ78 مقعدا.

واحتل حزب العدالة والتنمية -الذي يقود الائتلاف الحكومي- المرتبة الثامنة بـ12 مقعدا بعدما احتل المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية للعام 2016 بـ125 مقعدا، وحصيلة الحزب في اقتراع أمس هي الأضعف له منذ أول مشاركة له في الانتخابات عام 1997، والتي نال فيها 9 مقاعد.

وتقدم على حزب العدالة والتنمية في نتائج انتخابات 8 سبتمبر/أيلول 2021 كل من أحزاب الاتحاد الاشتراكي (35 مقعدا)، والحركة الشعبية (26 مقعدا)، والتقدم والاشتراكية (20 مقعدا) والاتحاد الدستوري (18 مقعدا)، فيما نالت باقي الأحزاب الأخرى 12 مقعدا.

هزيمة مؤلمة

وتعليقا على نتائج الانتخابات، قال لحسن العمراني القيادي وعضو الإدارة العامة لحزب العدالة والتنمية إن حزبه انهزم انتخابيا، واصفا -عبر صفحته على فيسبوك- النتائج بالهزيمة المؤلمة، وأنها ليست نهاية المسار، كما دعا القيادي في الحزب نفسه عبد العالي حامي الدين في تدوينة مقتضبة على حسابه في فيسبوك إلى نقد ذاتي.

وذكر لحسن الداودي القيادي في الحزب والوزير السابق في تصريح صحفي أنه سيقدم استقالته من الأمانة العامة للحزب، وقال إن أسبابا كثيرة تقف وراء هزيمة حزبه في الانتخابات التشريعية حسب ما ذكر مراسل الجزيرة في الرباط المختار العبلاوي، والذي قال إنه إضافة إلى الهزيمة العددية التي تكبدها حزب العدالة والتنمية فقد تكبد أيضا هزيمة رمزية بعجز أمينه العام سعد الدين العثماني عن الفوز بمقعد برلماني في إحدى الدوائر الانتخابية للعاصمة الرباط.

وأضاف المراسل أن وزارة الداخلية ستعلن في الساعات المقبلة نتائج الانتخابات المحلية والجهوية، والمرتقب أن يتكبد فيها أيضا حزب العدالة والتنمية هزيمة واضحة.

وكان حزب العدالة والتنمية قد تصدر الانتخابات البرلمانية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016، وحل حزب الأصالة والمعاصرة ثانيا (102)، ثم حزب الاستقلال ثالثا (46)، فالتجمع الوطني للأحرار (37)، ثم الحركة الشعبية (27)، فالاتحاد الاشتراكي (20)، ثم الاتحاد الدستوري (19)، فالتقدم والاشتراكية (12).

بالمقابل، قال حزب الأصالة والمعاصرة (أكبر أحزاب المعارضة) إنه حقق نتائج إيجابية جدا في الانتخابية، وتمكن من المحافظة على المرتبة الثانية رغم الخلافات التنظيمية التي عانى منها.

وأضاف الأمين العام للحزب عبد اللطيف وهبي في تصريح نشره الموقع الإلكتروني لحزبه أن حزبه سيجتمع خلال الأيام المقبلة من أجل تقييم الانتخابات واتخاذ القرار، في انتظار تعيين الملك محمد السادس رئيسا للحكومة.

وصرح الكاتب الأول (الأمين العام) لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر أن انتخابات 8 سبتمبر/أيلول "تعد تجسيدا لتناوب جديد بأفق ديمقراطي اجتماعي".

وأضاف لشكر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات "تؤكد الوعي التام للمغاربة بأهمية هذه الاستحقاقات وبالتحديات المرتبطة بها".

 

نسبة التصويت

وقال وزير الداخلية في مؤتمر صحفي إن نسبة التصويت في الانتخابات -التي تضمنت كذلك الانتخابات المحلية والجهوية- تخطت 50%، في حين تجاوزت نسبة المشاركة في بعض المناطق الجنوبية 66%، وتزيد نسبة المشاركة في انتخابات أمس على انتخابات العام 2016 والتي بلغت 42%.

وأضاف أن انتخابات 8 سبتمبر/أيلول شهدت "مشاركة 8 ملايين و789 ألفا و676 ناخبا، أي بزيادة مليونين و152 ألفا و252 ناخبا، مقارنة بالانتخابات التشريعية عام 2016″، مشيرا إلى أن عملية الاقتراع جرت على العموم في ظروف عادية باستثناء بعض الحالات المعزولة في عدد محدود من مكاتب التصويت.

وشمل التصويت -للمرة الأولى في تاريخ المغرب في اليوم نفسه- الانتخابات البرلمانية (395 مقعدا) والمحلية والجهوية (أكثر من 31 ألفا)، مما ساهم في رفع نسبة المشاركة، بحسب مراقبين.

ويعين الملك محمد السادس بعد الانتخابات رئيس وزراء من الحزب الذي يحصل على الكتلة الكبرى في البرلمان، ويفترض أن يشكل رئيس الحكومة المكلف حكومة جديدة مدتها 5 أعوام.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي