
حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل المعرض الاستعادي لكوياما في "فضاء تاوبرت للفن المعاصر" ببرلين، للفنان الياباني تاداكي كوياما، والذي افتتح في الثالث من الشهر الماضي، ويضمّ أعمالاً مختارة تمثّل تجربته التي تمتدّ لأكثر من ستين عاماً.
يشتمل المعرض على لوحات تمثّل جميع مراحل الفنان، حيث قدّم في الستينيات أصباغاً معدنية على ألواح خشبية رقيقة مغلفة بطلاء معدني، ثم استقرّ في السبعينيات على استخدام الأكريليك، قبل أن يتوجّه إلى الألوان الزيتية منذ الثمانينيات وحتى اليوم، وتبرز لوحاته أحادية اللون المقسّمة بشرائط رفيعة من الكروم.
كما تعرض تركيبات من عناصر الباكليت والألومنيوم والتيتانيوم، ضمن تجريدات هندسية يصفها بقوله "أردت أن أصنع أشياء لا أثر لها في الرسم. أشياء موجودة في بعد مختلف. كنت أرغب في ابتكار أشياء لا يفهمها الأشخاص الذين يؤمنون بالرسم، وما زلت أفعل. لكن المشهد الفني في العالم لا تزال تهيمن عليه مفاهيم النحت والرسم نفسها. العالم لم يتغير كثيراً".
على هذا النحو، يقدّم كوياما رؤيته للفن التي تحيل أفكار "حركة السوبرماتيزم" (التفوقية) التي نظّر لها الفنان الروسي كازيمير ماليفيتش (1879 - 1935)، حول انتهاء المنظور كأساس للوحة، ما يعني ببساطة انتهاء فعل محاكاة الطبيعة الذي قام عليه التشكيل وجميع الفنون المجاورة له.
يبحث الفنان في أعماله عن مفهوم اللانهائية كحدود قصوى للفن والحياة معاً، في لوحات ضخمة الحجم عادة، وتحتوي مساحة لونية تستدعي من المتلقي النظر إلى أعلى بوصفه فضاءً مفتوحاً بألوان شفافّة ومريحة بصرياً مثل الوردي والأصفر، وتمنح إحساساً صوفياً غامضاً بالعالم الآخر.