"أوسيوود".. منتج جديد للأفلام العالمية ينافس هوليوود بقوة

2021-07-19

سيدني: لم يكن الممثل والمخرج الأسترالي راسل كرو ليجد وقتا أفضل من الحالي، لتنفيذ مشروعه الفني وهو إقامة أستوديو سنيمائي جديد بمدينة كوفس هاربر، الكائنة في منتصف الطريق بين سيدني وساحل جولد الأسترالي.

وتصادف أن كرو الذي فاز بجائزة الأوسكار لأحسن ممثل عن دور البطولة في فيلم المصارع “جلاديتور”، يعيش بالقرب من مكان المشروع الذي من سهل الوصول إليه.

وهذا ليس هو السبب الأساسي في اختيار موقع الأستوديو، حيث إن اختيار الممثل يعكس تزايد عدد الأفلام السينمائية العالمية التي يتم تصويرها في أستراليا، بعد أن احتضنت إنتاج الأفلام والبث المباشر على الإنترنت هذه الدولة، وهو اتجاه ترك الكثيرين يتساءلون عما إذا كانت السينما الأسترالية التي اكتسبت لقب “أوسيوود” على غرار كلمة هوليوود، قد تحقق حلم أن تصبح المنتج الجديد للأفلام العالمية.

وأدت مجموعة من العوامل إلى جذب المخرجين والمنتجين إلى القدوم إلى أستراليا، أولها تنوع المناظر الطبيعية المتاحة، وهناك مدن رائعة مثل سيدني وملبورن إلى جانب العديد من المناطق النائية، هذا إذا لم نذكر الصحراء ذات اللون الأحمر الداكن، والشعب المرجانية والجزر غير المأهولة، والغابات المدارية المطيرة. وعندما يتعلق الأمر بمواقع التصوير، تتيح أستراليا كل التسهيلات التي يرغب فيها أي مخرج.

كما كان للجائحة دور حيث جعلت تصوير الأفلام في الولايات المتحدة أكثر صعوبة، بينما أدت الإجراءات الاحترازية الصارمة التي طبقت في المناطق النائية بأستراليا إلى السيطرة على فايروس كورونا بشكل أكثر سهولة.

وأسهمت أيضا حزمة الحوافز الحكومية التي بلغت 400 مليون دولار أسترالي (298 مليون دولار) في اجتذاب صناع الأفلام.

  السنيما الأسترالية تتألق وتستعد لمنافسة هوليوود بالتسهيلات الإنتاجية ومواقع التصوير المميزة وأستديوهاتها الحديثة

وقالت كيت ماركس مديرة وكالة “أوسفيلم” الحكومية الأسترالية المعنية برعاية الأفلام المحلية والأجنبية، أمام جلسة استماع برلمانية عام 2020، إن “الأضواء العالمية أصبحت مسلطة بقوة على أستراليا”.

وأضافت “أستراليا تتمتع حقيقة بخليط جذاب من بعض أفضل المواهب على مستوى العالم، سواء أمام الكاميرا أم خلفها، وأحدث التسهيلات في الأستوديوهات وأكثر المواهب مهارة وإبداعا في عمليات ما بعد الإنتاج، إلى جانب أحدث تجهيزات المؤثرات الصوتية، بالإضافة إلى مواقع التصوير التي تفوق أي مكان في العالم”.

وأوضحت ماركس أنه في النصف الثاني من عام 2020 وحده، تلقت “أوسفيلم” طلبات لتصوير 37 عملا فنيا، مما يمثل زيادة بنسبة 300 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقامت مجموعة من النجوم من بينها مات دامون وتوم هانكس وإدريس إلبا وجوليا روبرتس وجورج كلوني وتيلدا سوينتون، بتصوير أفلام لهم مؤخرا في أستراليا، أو يعتزمون التمثيل فيها في المستقبل القريب.

كما بدأ مشاهير الممثلين والممثلات الأستراليين مثل كريس همسورث ونيكول كيدمان بشكل متزايد بالتركيز على تصوير أفلام لهم في موطنهم الأصلي.

وفي هذا الصدد يقول همسورث إن تصوير فيلم “ماد ماكس” الجديد بولاية نيو ساوث ويلز، “كان حلما وأصبح حقيقة”، فبعد سنوات أمضاها في تمثيل الأفلام في الولايات المتحدة، استطاع أخيرا أن يعمل في وطنه أستراليا.

ورحب السياسيون أيضا بتصوير الأفلام التي تحقق نجاحا كبيرا في أستراليا، وقالت جلاديس برجكليان رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز في تغريدة لها على تويتر في أبريل الماضي، إن تصوير فيلم “ماد ماكس: فيوريوزا”، سيكون “أكبر فيلم تم تصويره في أستراليا، حيث أتاح أكثر من 850 وظيفة محلية، وضخ 50 مليون دولار في شرايين الاقتصاد”.

وأعربت كيدمان عن ابتهاجها بالعودة إلى جذورها، حيث قامت بتمثيل “تسعة غرباء مثاليين”، وهو مسلسل قصير الحلقات تذيعه منصة هولو لبث الأعمال الفنية مباشرة على الإنترنت، وتشارك كيدمان أيضا في إنتاجه.

وأدت كيدمان دور المديرة الغامضة لمنتجع صحي يقدم خدمات الاستشفاء والعافية.

تنوع المناظر الطبيعية تجذب المخرجين والمنتجين إلى أستراليا

وتم الانتهاء من تصوير المسلسل في ديسمبر 2020، في منتجع خليج بيرون الساحلي، واحتفلت كيدمان بهذه المناسبة بالتقاط صورة تجمعها مع الممثلة الأميركية المشاركة لها في البطولة ميليسا ماكارثي، الشهيرة لدى الكثيرين بدورها في فيلم “الوصيفات”.

واحتفالا بانتهاء العمل في المسلسل، أشارت كيدمان إلى أنه من المذهل إمكانية تصويره في عام 2020.

ومن ناحية أخرى تردد أن الممثل الأميركي زاك إفرون الذي قام بدور البطولة في فيلم “أعظم رجال الاستعراض” سيعود إلى التمثيل في أستراليا، وشوهد مؤخرا وهو يمثل في فيلم الحركة والإثارة “الذهب”، الذي يتم تصويره في منطقة نائية بأستراليا تظهر في خلفيتها سلسلة جبال “فليندرز رنجز”.

ويحكي الفيلم قصة غريبين يعثران مصادفة على أكبر سبيكة ذهب يتم اكتشافها، وذلك أثناء رحلتهما في الصحراء.

وقالت وكالة “أوسفيلم” في بيان إن “فيلم الذهب هو واحد من مجموعة من أعمال الإنتاج السينمائي التي صورت مؤخرا، واستفادت من ميزة المناطق النائية والمناظر الطبيعية الفريدة في أستراليا”.

كما يقوم كل من روبرتس وكلوني بالتمثيل في الكوميديا الرومانسية “تذكرة إلى الفردوس”، ولم يتم تصويره في جزيرة بالي حيث تجري أحداث الفيلم ولكن في جزر ويتسونداي الساحرة.

ولكن نجاح أستراليا في مواجهة الجائحة كانت تشوبه بعض السلبيات، فمثلا أدت القواعد الصارمة المطبقة على دخول الزائرين في المطارات إلى عدم قدرة عشرات الآلاف من الأستراليين المسافرين في الخارج على العودة.

كما كانت هناك معايير مزدوجة تتعلق بالحجر الصحي، فينما كان يتعين على معظم الزوار أن يمضوا أسبوعين في أماكن تخصصها الحكومة كنوع من الحجر الصحي، أمضى الكثير من النجوم هذه الفترة في فيلات فاخرة، مما أثار موجة من الانتقادات.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي