
دعت إدارة الرئيس جو بايدن خبراء من الأمم المتحدة إلى دراسة سجل الولايات المتحدة في مجال العنصرية ضد الأمريكيين من أصل إفريقي، معتمدة بذلك موقفا مخالفا للرئيس السابق دونالد ترامب.
ورحبت واشنطن بتشكيل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مجموعة خبراء مكلفة النظر في أعمال العنف التي ترتكبها الشرطة ضد "أشخاص من أصول أفريقية في جميع أرجاء العالم بما فيها الولايات المتحدة، ويعتبر هذا الترحيب تغيير حاد في السياسة الأمريكية لموقف الأمم المتحدة، بعد انتقاد الرئيس السابق ترامب لسياستها.
وحٌكم بالسجن 22 عاما ونصف العام على الشرطي الأمريكي السابق ديريك شوفين الذي دين بقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد، واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن هذا الحكم "عادل".
وغادر ترامب البيت الأبيض تاركاً خلفه إرثاً يرى البعض أنه حافل بالنجاحات، فيما يرى آخرون أنه إرث من الإخفاقات، حيث مئات الآلاف من ضحايا كورونا واقتصاد مأزوم ومحتمع منقسم بشكل لم يحدث منذ الحرب الأهلية الأمريكية.
وحيا وزير الخارجية أنتوني بلينكن قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مساء الثلاثاء الماضي الذي كلّف الخبراء بدراسة الاستخدام المفرط للقوة وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم ضد الأفارقة والسكان المنحدرين من أصل أفريقي.
وقال بلينكن في بيان "يجب على الأمم المسؤولة ألا تحاول تجنب تقييم سجلها في مجال حقوق الإنسان، بل على العكس من ذلك، يجب أن تطالب بذلك بهدف تحسينها".
لذلك دعا وزير الخارجية إلى الولايات المتحدة اثنين من المقررين الخاصين للأمم المتحدة والمتخصصين في الأشكال المعاصرة للعنصرية والمشاكل التي تطال الأقليات. كما دعا الدول الأعضاء الأخرى إلى المشاركة في "هذا الجهد لمكافحة العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب".
وهذا الموقف يتناقض بشكل حاد مع الموقف الذي اتخذه الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب وحلفاؤه في مواجهة التظاهرات الهائلة التي هزت الولايات المتحدة بعد مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد في 25 أيار/مايو 2020 خنقا تحت ركبة شرطي أبيض.
They invite the @UN to investigate “contemporary forms of racism” in America but don’t do squat to get the @UN to investigate & get involved in preventing state sponsored murder just 90 miles off our shores in #Cuba https://t.co/sTEmsvDT8L
— Marco Rubio (@marcorubio) July 14, 2021
ونفى دونالد ترامب وجود عنصرية منهجية في الولايات المتحدة وحمل "قلة من الفاسدين" مسؤولية أعمال العنف التي ترتكبها الشرطة ورفض أي انتقاد لتاريخ البلاد. وما زال هذا موقف الأغلبية داخل حزبه.
وكتب السناتور الجمهوري ماركو روبيو في تغريدة على تويتر "بدلا من دعوة الأمم المتحدة إلى المجيء وإخبارنا بمدى عنصريتنا، لماذا لا نطلب منها الذهاب إلى كوبا حيث يندفع نظام اشتراكي شيطاني إلى الناس لضربهم وخطفهم؟"، مشيرا بذلك إلى قمع التظاهرات التاريخية في الجزيرة الشيوعية.