الأنظمة الغذائية السليمة لها آثار صحية إيجابية على البشر.

هل علينا أن نأكل مثل اليابانيين لكي نعيش عمرا أطول

2021-07-14

أطباقا صغيرة ومتنوعة

لندن - تثير ظاهرة طول العمر في اليابان تساؤلات في مناطق أخرى حول ما الذي يملكه اليابانيون ولا تملكه بقية الشعوب، هل أن السر في شيء يأكلونه؟

وذكر موقع “بي.بي.سي” العربي أن دراسة قام بها خبير التغذية والتر ويليت في تسعينات القرن الماضي تفيد أن اليابانيين يعيشون عمرا أطول على نحو غير معتاد، فضلا عن انخفاض عدد الوفيات الناتجة عن أمراض القلب.

وتتالت الدراسات التي تبحث في علاقة طول العمر بالطعام، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الأغذية التي يجب إضافتها إلى المطبخ أملا في إطالة أعمار البقية مثل اليابانيين؟

وخلصت مراجعة حديثة لـ39 دراسة تناولت العلاقة بين النظام الغذائي الياباني والصحة إلى أنه توجد بعض القواسم المشتركة التي أكدتها العديد من الأبحاث مثل المأكولات البحرية والخضروات وفول الصويا ومنتجات ذات صلة.

يقول الباحث الياباني في علم الأوبئة شو تشانغ إن ثمة صلة بين تناول مثل هذا النوع من النظام الغذائي وتراجع عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بأمراض القلب.

ومن اللافت للانتباه أن هذا النوع من النظام الغذائي يرتبط أيضا، كما يبدو، بانخفاض معدلات الوفيات بشكل عام.

ودرس الباحث في الغذاء والعلوم الحيوية تسويوشي تسودوكي أي نسخة من النظام الغذائي الياباني يمكن أن تسهم في إطالة عمر الفرد.

واستخدم تسودوكي ومساعدوه في البداية بيانات المسح الوطني لمعرفة الوجبات المكونة للنظام الغذائي الياباني في تسعينات القرن الماضي، ومجموعة مماثلة من الوجبات المكونة للنظام الغذائي الأميركي في نفس الفترة الزمنية.

وجفف الباحثون الوجبات بالتجميد وأطعموها لفئران لمدة ثلاثة أسابيع، مع مراقبة صحتها بعناية، فكان من المثير للاهتمام أنهم رصدوا في الفئران التي اتبعت النظام الغذائي الياباني نسبة دهون أقل في معدتها، ومستويات منخفضة في دمائها، على الرغم من أن كلا النظامين يحتويان على نفس الكمية من الدهون والبروتينات والكربوهيدرات.

ويشير ذلك إلى أن مصادر تلك العناصر الغذائية، وهي اللحوم مقابل الأسماك والأرز مقابل القمح، على سبيل المثال، مهمة بالنسبة إلى النتيجة.

وحدد الباحثون نسخا مختلفة من النظام الغذائي الياباني خلال الخمسين عاما الماضية، حيث تغيرت طبيعة ما يأكله اليابانيون بشكل كبير بمرور الوقت.

ووضع الباحثون خططا تمثلت في تحضير وجبات تتبع الأنظمة الغذائية في أعوام 1960 و1975 و1990 و2005 وأطعموها للفئران، مع طهي الطعام وتجفيفه بالتجميد فضلا عن مراقبة غريزة الفئران. واستمرت التجارب هذه المرة ثمانية أشهر.

وتبين أن الأنظمة الغذائية اليابانية ليست كلها متساوية.

وكانت الفئران التي تناولت نظام 1975 الغذائي أقل عرضة للإصابة بالسكري وأمراض الكبد الدهنية، وعندما فحص العلماء أكباد هذه الفئران، وجدوا أن الجينات التي تمنع تكوين الأحماض الدهنية، من بين أمور أخرى، نشطة.

وكان هذا النظام الغذائي غنيا بالأعشاب والمأكولات البحرية والبقوليات والفاكهة والتوابل المخمرة التقليدية، مع تجنب السكر الزائد.

ورصد الباحثون في تجارب لاحقة أن نظام عام 1975 الغذائي أدى إلى زيادة أعمار الفئران، وتمتعها بذاكرة أفضل وتراجع الإعاقات الجسدية مع تقدمها في العمر.

وخلص فريق تسودوكي إلى أن النظام الغذائي كان له أيضا آثار صحية إيجابية على البشر.

PreviousNext
ونشر عالم الأوبئة شو تشانغ وزملاؤه مؤخرا نتائج مفادها أن النظام الغذائي الياباني يرتبط بسنوات أكثر صحة ونشاطا مع تقدم العمر.

وأظهرت تجربة استمرت 28 يوما شملت عددا ممن يتبعون نظاما غذائيا يابانيا حديثا، أو نظام 1975 الغذائي، أن مجموعة نظام 1975 الغذائي فقدت وزنا أكبر ونسبة الكوليسترول لديها أفضل.

وفي تجربة أخرى رصد الباحثون أن الأشخاص من أصحاب الوزن والذين تناولوا نظام 1975 الغذائي كانوا في حالة صحية أفضل في نهاية التجربة مقارنة بغيرهم.

ويعتقد تسودوكي وزملاؤه أن الميكروبيوم، وهي مجموع الميكروبات المتعايشة مع إنسان أو أي من الأحياء الأخرى وتعيش على جسمها أو في داخل أمعائها، لدى الأشخاص قد يكون أحد الأشياء الوسيطة في هذه التأثيرات، وذلك بعد ملاحظة التغيرات في ميكروبيوم الأمعاء خلال إحدى دراساتهم.

ويشير تسودوكي إلى أنه إذا كان لهذه النسخة من النظام الغذائي الياباني أي آثار إيجابية، فقد يرجع ذلك إلى طريقة تحضير الوجبات، فضلا عن تفاصيل العناصر الغذائية.

وتتكون الوجبات من عدة أطباق صغيرة تتيح مجموعة متنوعة من النكهات.

وتُطهى مكونات الوجبات غالبا على البخار أو تُطهى على نار هادئة وليس القلي، فضلا عن ذلك، فهي تحتوي على توابل بكميات صغيرة من مواد عالية النكهة، بدلا من إضافة الملح أو السكر الزائد.

باختصار فإن فوائد النظام الغذائي الياباني قد لا ترجع إلى بعض الجودة السحرية للأعشاب البحرية أو صلصة الصويا، بل إلى التركيز على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المطهوة بطرق صحية، فضلا عن التركيز على الخضروات والبقوليات.

بعبارة أخرى، إنها نصيحة يمكن لأي شخص اتباعها، بيد أن اليابان الحديثة لديها مشاكلها الخاصة، حيث شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا في معدلات الإصابة بمرض السكري، ويرجع ذلك إلى شيخوخة السكان إلى حد ما، وأيضا بسبب السمنة المتزايدة.

وقد تكون أيام اليابان كموطن لمعظم المعمّرين معدودة.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي