"الأبوة".. فيلم أمريكي في قالب درامي يحاكي العاطفة البشرية

2021-06-24

مشهد من الفيلم

يركز فيلم الدراما الأمريكي الأبوة ”Fatherhood“ الصادر منتصف نيسان/ أبريل الماضي، على مشاعر إنسانية عديدة، منها التضحية والتعاطف والجرأة، منتصرا لعاطفة الأبوة وما يتعرض له الأب الأرمل من عقبات ومصاعب.

الفيلم مقتبس عن كتاب ”قبلتان لمادي“ الصادر عام 2011 للكاتب الأمريكي ماثيو لوجلين، تحت عنوان ”مذكرات عن الخسارة والحب“.

وتدور أحداث العمل حول مات الذي يعيش حياة طبيعية هانئة مع زوجته ليزا بانتظار مولودتهما البكر مادي بلهفة عارمة. ودون أعراض مسبقة ومؤشرات توحي بالخطر، تتعرض ليزا لانسداد رئوي عقب ولادتها يتسبب في موتها ليدخل مات في صدمة فقدانها المفاجئ.

وتسود الأجواء العاطفية منذ اللحظات الأولى للعمل من خلال جذب تعاطف المشاهد في المستشفى، وتلقي مات لخبر رحيلها المفاجئ، وأجواء العزاء الحزينة، واستسلام مات للذكريات ليبقى عالقا في غرفة الولادة وهو يشد على قبضة زوجته.

وينجح المخرج في إحداث صدمة لدى المشاهد من خلال تصوير الانتقال في لحظات من أقصى مراحل السعادة إلى أقصى مراحل الشجن والعزاء.

ويمتاز الفيلم بالحبكة الواقعية والسيناريو البسيط، لتكون فكرة العمل مؤثرة بالنسبة للجميع وقابلة لأن يرى المشاهد نفسه بطلا للقصة، ويتخيل مصابه لو فقد أحدا من أحبائه بين ليلة وضحاها.

وكعادة المجتمعات التقليدية التي تعزز من دور الأمومة في تربية الأطفال وتمتدح قدرتها على أداء دور الوالدين معا، وتتهم الرجل بفشله في مهمة الأبوة واتجاهه للطريق الأقصر من خلال الزواج بامرأة أخرى ترعى الأطفال، يتعرض مات لمحاربة من قِبل عائلة ليزا وتحجيم لقدراته واتهامه بأنه يعتبر الطفلة مجرد طوق نجاة للهرب من صدمة الفقدان والوحدة.

وبصورة غير مألوفة، نرى مات الأم والأب والحاضن والمربي الذي يصحو ليلا على بكاء طفلته ويحضر لها زجاجة الحليب ويغير حفاظاتها بصعوبة ويعاني من التأقلم مع دوره الجديد ولكنه يتمسك بالمحاولة ويصر على الاعتناء بطفلته وحده دون غيره.

وفي حالات مشابهة لحالة مات، غالبا نرى الأب يتعرض لصدمة تؤثر سلبا على عاطفته وتزيد من حدة النفور لديه تجاه طفله حتى يقرر الابتعاد وينكر الطفل باعتباره سببا مباشرا في موت زوجته أثناء الولادة، ولكن في حالة مات يركز المخرج على قدرات الأمومة الخفية التي تفجرت لديه إثر تعرضه لصدمة الخسارة.

وتتصاعد الفوضى بنشوب شجارات مستفزة بسبب والدة ليزا الرافضة للتخلي عن حفيدتها حديثة الولادة وإصرارها على عدم قدرة مات على تحمل المسؤولية، فضلا عن تأييد كل المحيط لحكمها، إلا أن ذلك يزيد من عزيمة مات وتشبثه بمادي وإيمانه بقدرته على الاعتناء بها.

ويستاء مات من فكرة بقاء والدة ليزا كمراقبة في منزله، إذ تستنزف طاقته على الرغم من محاولاته إقناعها بالعودة إلى حياتها وزوجها، لكنها ترفض وتصر على البقاء إلى جانب حفيدتها، ريثما تتأكد من ثبات مات على موقفه.

ويركز المخرج على إظهار الجانب العاطفي من شخصية الرجل واستحضاره الدائم للذكريات وإخلاصه الشديد لعلاقتهما، وعدم قدرته على الشفاء من خسارة محبوبته ليزا.

وعلى الرغم من مرور الأيام إلا أن الأمومة تضخمت تدريجيا لدى مات حتى بدأ يستغني عن كثير من الأشياء مقابل الاعتناء بطفلته، فضلا عن احتماله لنظرات الاستغراب إثر اصطحاب الطفلة إلى عمله، غير مبالٍ بأحكام المجتمع النمطية، ليصل به الأمر إلى ترك اجتماع عمل مهم وأن يجري إلى مادي الباكية محاولا التخفيف عنها بتصرفات مضحكة.

وأثبت النجم كيفن هارت قدرته على الخروج من نمطه السائد في أداء أدوار تتسم بالكوميديا، ليؤدي دورا مفعما بالعاطفة والمحبة.

والعمل من إخراج بول ويتز، وسيناريو لويتز ودانا ستيفنز، وشارك في بطولته إلى جانب هارت، كل من ألفري وودارد، وميلودي هيرد.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي