"Wrath Of Man".. أحد أبرز أفلام الحركة والتشويق في 2021

2021-06-16

مشهد من الفيلم

يقدم الفيلم الأمريكي ”غضب رجل/Wrath Of Man“ الصادر أواخر أبريل/نيسان 2021، حبكة تشويقية بقالب إجرامي غير مباشر تؤكد أن الغاية لا تبرر الوسيلة.

والعمل من بطولة النجم جيسون ستاثام، الذي تألق في ساحات السينما وحصل على شهرة عالمية بأداء أدوار الجريمة والحركة بشكل متقن، وبشكل خاص الأدوار المرتكزة على الفنون القتالية والدفاع عن النفس.

وتروي أحداث العمل قصة إتش الحارس الأمني غريب الأطوار الذي يعمل في نقل أموال نقدية، ما يرتب عليه مسؤولية جسيمة، لنكتشف لاحقا أنه يملك أدوات احترافية، ومهارات عالية؛ لحماية النقود في وجه عمليات السطو المسلحة والمجرمين المحترفين.

وتبدأ أولى لحظات العمل في مشهد المقابلة قبل توظيف إتش في الحراسة النقدية، في مرحلة تسبق اتخاذ القرار، تحتوي اختبارات بدنية وتدريبات مسلحة عليه أن يتجاوزها بنجاح يصل إلى 70%، وذلك حرصا على توظيف الشخص المناسب بدنيا وذهنيا؛ لأن طبيعة العمل تحمل في طياتها خطرا كبيرا على حياته.

ويظهر البطل بهوية خفية وشخصية باردة وملامح جافة صامتة، شديدة الغموض، فكانت عيناه مرآة تبث الشجاعة والجرأة إلى حد الشراسة.

وحاول المخرج جاي ريتشي المعروف بأعماله الكوميدية القفز إلى تجربة الغموض والجريمة، وتوظيف رؤيته الإخراجية في مضمون الفيلم ليسلط الضوء على الحبكة من خلال تصوير الأحداث من زوايا متناقضة ووجهات نظر مختلفة.

ويصور العمل اللامبالاة التي تعتري تعابير وجه إتش ليكون مراقبا خارجيا للأحداث بحنكة وهدوء دون اتخاذ أي ردة فعل مفهومة، وكأنه يخفي خلف برود ملامحه بركانا خامدا ينتظر اللحظة المناسبة لينفجر، لتحتوي شخصيته على تناقضات ومفاجآت قادمة.

وقدم ستاثام شخصية البطل بتعابير قاسية وجمل مقتضبة دون استرسال أو مزيد من الإفصاح، على غرار غالبية أعماله السابقة.

وتتصاعد الأحداث أثناء نقل الشحنة النقدية الأولى، إذ تقدم عصابة إجرامية على اختطاف زميلة إتش كرهينة وتهديدهم بقتلها مقابل استسلام الحراس والتنازل عن شاحنة الأموال.

ونلاحظ في مشاهد الأزمات التفاوت بين ردة فعل إتش الهادئة الذي يفكر في حل سريع مع محاولته الحفاظ على توازنه النفسي، حتى لا يفقد التركيز والثبات، بينما زميله الآخر مجرد شخصية معاكسة لإتش مازجا بين الخوف والغضب والتوتر والانفعال السريع.

ويقفز المخرج إلى الحدث الرئيس أثناء الهجوم المسلح وإطلاق النيران، إذ يترجل إتش من الشاحنة لينقض على فرائسه وينجح في تصفيتهم واحدا تلو الآخر، مستخدما قوة لم يظهرها من قبل، ما يسبب صدمة لزملائه الحراس الذين لم يجرؤوا على مغادرة الشاحنة في حين تولى إتش إنهاء عملية السطو وتصفية الجميع.

وتبدو ملامح الخوف على زملاء إتش مستغربين قدراته القتالية العالية؛ لتروادهم الشكوك حول ماهية الشخص الخطير الذي ظهر في البداية وكأنه مستجد ولا يفقه شيئا في الحراسة الأمنية.

ويصبح الأمر مريبا بالنسبة للشركة، إذ تصدت للحارس إتش في استجواب عن كيفية النجاة من الهجوم المسلح دون إصابته بخدش واحد، والاستفسار عن خبرته العالية في استخدام الأسلحة النارية على الرغم من أن نتيجة اختباره في التدريبات كانت متوسطة ولم يصل إلى درجة الامتياز.

وتسعى الإدارة إلى عرض إتش على طبيب نفسي، محاولين إقناعه بأن أعراض ما بعد الصدمة ستظهر عليه خلال الأيام المقبلة، في حين يكتفي إتش بإظهار امتعاضه واستغرابه من تصرفاتهم الاحترازية، مصرا على أن ما جرى ليس إلا أمرا طبيعيا جدا، وأنه لا يعاني من أي اضطرابات نفسية.

وطغى طابع الشر على العمل ونجح الممثل في إيصال مشاعر الخبث والدهاء ليبدو في عين المُشاهد بطلا في حين، وسفاحا مجرما في أحيان أخرى.

والعمل من سيناريو جاي ريتشي، ونيكولا بوخرييف، وشارك في بطولته إلى جانب ستاثام، كل من وهوات مكلاني، وروتسي وليامز، وجوش هارتنت، وجيفري دونوفان، وسكوت إيستوود، وآندي جارسيا.

يذكر أن الفيلم إعادة إنتاج لعمل فرنسي بنسخة محدثة صدر العام 2004 تحت عنوان ”شاحنة الأموال/Le Convoyeur“ للمخرج نيكولاس بوخرييف الذي تعرض لنقد لاذع بسبب تعقيد الحبكة وعدم تبسيط الفكرة الرئيسة. وتصدر شباك التذاكر في صالات السينما ودور العرص إذ وصلت الإيرادات لأكثر من 55 مليون دولار منذ طرحه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي