الخارجية المغربية: استضافة مدريد لـ"غالي" كشفت مواقفها العدائية تجاه قضية الصحراء

2021-05-31

الرباط-وكالات: أعلن المغرب، الإثنين 31مايو2021، أن الأزمة مع مدريد لن تنتهي باستماع القضاء الإسباني لزعيم جبهة “البوليساريو”، إبراهيم غالي، داعيا إياها إلى تقديم توضيح بشأن “مواقفها العدائية” واستراتيجياتها المسيئة تجاه قضية الصحراء”.

وتشهد العلاقة بين الرباط ومدريد أزمة، على خلفية استضافة إسبانيا لـ”غالي” من أجل العلاج من فيروس “كورونا” بـ”هوية مزيفة”، منذ 21 أبريل/نيسان الماضي، إضافة إلى تدفق حوالي 8 آلاف مهاجر غير نظامي، بين 17 و20 مايو/أيار الجاري، من المغرب إلى جيب “سبتة”، الخاضع لإدارة إسبانية.

وقالت الخارجية المغربية، في بيان، إن استضافة مدريد لـ”غالي” كشفت “مواقفها العدائية واستراتيجياتها المسيئة تجاه قضية الصحراء”.

ومنذ أن أنهت إسبانيا وجودها في إقليم الصحراء عام 1975، تتنازع الرباط و”البوليساريو” السيادة على الإقليم الخاضع حاليا لسيطرة مغربية.

وأضافت الخارجية أن استضافة “غالي” أظهرت “تواطؤ إسبانيا مع خصوم المملكة المغربية للمساس بالوحدة الترابية للبلاد”.

وتابعت أن “الأزمة مع إسبانيا تطرح مسألة الاتساق في المواقف، فلا يمكن أن تحارب الانفصال في بلدك (إسبانيا) وتشجعه في بلد جار لك (المغرب)”.

ورأت أن “جوهر المشكل هو مسألة ثقة تم تقويضها بين شريكين. جوهر الأزمة هو مسألة دوافع خفية لإسبانيا معادية لقضية الصحراء”.

واعتبرت الخارجية المغربية أن “مثول المدعو غالي، غدا الثلاثاء، أمام المحكمة العليا الإسبانية يشكل بالتأكيد تطورا يأخذ المغرب علما به، لكنه لا يشكل جوهر الأزمة الخطيرة بين البلدين الجارين”.

وأردفت أن “هذا المثول أمام القضاء يأتي ليكشف الوجه الحقيقي للبوليساريو، مُجسَدا في زعيم ارتكب جرائم بشعة، واغتصب ومارس التعذيب وانتهك حقوق الإنسان وحرض على ارتكاب أعمال إرهابية”.

زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها في إقليم الصحراء، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

وشددت وزارة الخارجية على أنه “إذا كانت الأزمة بين المغرب وإسبانيا لا يمكن أن تنتهي بدون مثول المدعو غالي أمام القضاء، فإنها لا يمكن أن تُحل بمجرد الاستماع له”.

وتابعت أن “الانتظارات المشروعة للمغرب تتجاوز ذلك، فهي تبدأ بتقديم توضيح لا لبس فيه من إسبانيا لخياراتها وقراراتها ومواقفها”.

وفي مدريد قال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانتشيث، إن تصرفات المغرب خلال الأزمة الحدودية قبل أسبوعين عندما عبر آلاف الطامحين في الهجرة إلى جيب سبتة الإسباني في شمال إفريقيا كانت غير مقبولة وهجوما على الحدود الوطنية.

وأضاف للصحافيين اليوم الاثنين “من غير المقبول أنها تهاجم إحدى الحكومات الحدود بسبب خلاف في السياسة الخارجية”، وذلك ردا على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية المغربي الذي ربط بين أزمة المهاجرين ومسألة الصحراء الغربية.

وكان الآلاف من الراغبين في الهجرة قد اقتحموا جيب سبتة قبل أسبوعين قادمين من المغرب على مدى يومين حيث خففت قوات الأمن المغربية القيود الحدودية على ما يبدو.

وفي 27 مايو/أيار الجاري، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، إن “غالي” سيغادر إسبانيا عقب خروجه من دائرة الخطر جراء “كورونا”.

واستدعت الرباط، في 18 من الشهر ذاته، سفيرتها لدى مدريد، كريمة بنيعيش، للتشاور بعد أن استدعتها الخارجية الإسبانية؛ احتجاجا على تدفق آلاف المهاجرين غير النظاميين من المغرب إلى سبتة.

واتهمت مدريد الرباط بابتزاز إسبانيا واستغلال الأطفال، عبر السماح للمهاجرين غير النظاميين بالتدفق على سبتة.

وردت الرباط بأنها ليست حارس حدود لإسبانيا.

وتقع سبتة في أقصى شمال المغرب، وهي تحت الإدارة الإسبانية، وتعتبر الرباط أنها “ثغر محتل” من طرف إسبانيا، التي أحاطتها بسياج من الأسلاك الشائكة بطول نحو 6 كلم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي