أوبك : أسواق النفط تمر بواقع مزدوج .. الانتعاش الاقتصادي يعزز استعادة نمو الطلب

2021-05-30

اختتمت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على قفزة كبيرة بلغت 5 في المائة لتصل الأسعار إلى ذروة مستوياتها في عامين، بسبب التفاؤل الواسع بتعافي الطلب العالمي على النفط الخام بعد إعلان بيانات قوية عن الاقتصاد الأمريكي، وهو ما تغلب على تأثيرات مضادة بشأن غموض مباحثات فيينا وتراجع احتمالات عودة الإمدادات النفطية الإيرانية.

يأتي ذلك وسط توقعات بأن يصل الطلب العالمي إلى مستوى مائة مليون برميل يوميا خلال الربع الثالث بسبب انتعاش حركة السفر والطيران عالميا وموسم القيادة في الولايات المتحدة.

ويتأهب وزراء الطاقة في مجموعة "أوبك+" لاجتماع شهري حاسم الثلاثاء المقبل لتقييم تطورات السوق ومراجعة أحدث بيانات العرض والطلب والمخزونات، ومن المرجح أن تستمر المجموعة في تنفيذ الزيادات التدريجية في الإمدادات التي تصل إلى مليوني برميل يوميا في يوليو المقبل، وتساعدها حالة الضبابية المحيطة بالمفاوضات الدولية في فيينا.

وفي هذا الإطار، ذكرت النشرة الدورية لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أن سوق النفط تمر بواقع مزدوج، وهناك حقيقة إيجابية هي صعود السوق في ظل توقعات تنامي الانتعاش الاقتصادي في النصف الثاني من عام 2021، ما سيساعد على استعادة نمو الطلب على النفط وتسريع وتيرة عملية إعادة توازن السوق.

وأشارت النشرة إلى أن الحقيقة غير السارة هي استمرار تنامي إصابات الوباء في آسيا تحديدا، ما يجعل السوق في ظل مرحلة شديدة التعقيد. لافتة إلى خطورة الموجة الحالية من الوباء في الهند التي أدت إلى خسائر قياسية في الأرواح البشرية وتفاقم الأعباء الجسيمة على النظام الصحي وهو ما ترتب عليه عدم كفاية الإمدادات الطبية والمعدات والبنية التحتية والأطقم الطبية.

ولفتت النشرة إلى أن التحديات هائلة على الصناعة وذلك في ضوء حقيقة أن الهند هي ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم وثالث أكبر مستورد للنفط. مشيرة إلى أنه قبل الأزمة الأخيرة كان من المتوقع أن الهند ستسهم بما يقرب من 10 في المائة من إجمالي نمو الطلب هذا العام وبالتالي فإن أي تذبذب في تقدمها يؤثر بشكل واضح في ديناميكية الانتعاش الاقتصادي العالمي.

وأشارت إلى أن هذا السيناريو الصعب نجد ما يقابله على النقيض، حيث إن هناك صورة مشرقة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى انتشار واسع وفعال لبرامج التطعيم على نطاق واسع إضافة إلى تدفق الحوافز الاقتصادية الحكومية، ما يدفع نحو العودة إلى الحياة الطبيعية بثبات.

وأضافت أن "الولايات المتحدة - على سبيل المثال - كانت في طليعة نجاح جهود التطعيم العالمية". مشيرة إلى خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيرا الذي أعلن فيه أن 52 في المائة من البالغين الأمريكيين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاحات كورونا، موضحا أنه تم إعطاء أكثر من 200 مليون لقاح كورونا في أول مائة يوم من عمر الإدارة الأمريكية.

ولفتت النشرة إلى أن النجاح في المعركة ضد وباء كورونا يعني تدفق مزيد من السيارات على الطرق ومزيد من الطائرات في السماء وزيادة النشاط الصناعي، وكل ذلك سيساعد على نمو الطلب على النفط، منبهة إلى وجود عامل صعودي آخر وشيك هو موسم القيادة الصيفي، ما سيزيد بلا شك الطلب على البنزين خلال أشهر الصيف.

وأشارت إلى أنه لا يزال "إعلان التعاون" بين دول "أوبك" وخارجها "أوبك +" فعالا للغاية في جهودهم المشتركة لتوفير أساس مستقر لتعافي النمو بعدما تمت المساعدة على انتشال الصناعة من رماد الدمار الذي وقع في العام الماضي والعمل بشكل جاد ومكثف على تحقيق التوازن بين احتياجات المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي.

ونقلت النشرة عن محمد باركيندو الأمين العام لـ"أوبك" قوله خلال الاجتماع الوزاري الشهر الماضي "إن الجائحة تذكرنا دوما بأنه ليس هناك وقت يسمح بالابتعاد عن النهج الحذر والثابت الذي اتخذه المنتجون خلال العام الماضي".

كما سلطت الضوء على قول الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي "إن هذا النهج الحالي للمنتجين مدروس ويقظ في عملية إعادة موازنة السوق، إضافة إلى التمسك بسياسات تقوم على المرونة والاستجابة لاحتياجات السوق".

من جانب آخر، ذكرت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن أسعار النفط الخام تحوم مجددا حول 70 دولارا للبرميل. مشيرة إلى أن حالة من التفاؤل تحيط بالسوق بسبب انتشار لقاحات كورونا إضافة إلى أن موسم القيادة الصيفي على وشك الانطلاق في الولايات المتحدة. عادة هذه العوامل توفر البيئة الملائمة أمام مجموعة "أوبك+" لضخ مزيد من النفط الخام إلى السوق.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي