
يرى رجال الدين ان الاسلام دين الوسطية مشيرين الى ان هناك عددا هائلا من الاحاديث النبوية الشريفة وجهت الناس للابتعاد عن الفكر التطرفي او التعصب في الدين, فضلا عن ان هناك الكثير من آيات الذكر الحكيم تطلب منا كمسلمين ان نتبع نهج الوسطية.
وقالوا: ان حالات الارهاب والتطرف والمغالاة التي ظهرت في صفوف البلدان الاسلامية كان سببها الابتعاد عن الوسطية, مطالبين بضرورة تفعيل دور الوسطية في المجتمعات العربية والاسلامية حتى نحصن شبابنا من التطرف الفكري او المغالاة.
واشادوا بالدور الذي تقوم به وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في تعزيز الوسطية على مستوى العالم الاسلامي.
واليكم التفاصيل:
ويقول الداعية الاسلامي الشيخ جابر عبدالوهاب: ان الاسلام دين الوسط, ولهذا يقول الله عز وجل في كتابه الشريف: »وكذلك جعلناكم أمة وسطا« ولذلك يجب على رجال الدين ان ينشروا الفكر الوسطي الاسلامي لأنه مع الاسف هناك الكثير من رجال الدين الذين ينشرون دائما فكر الغلو والتشدد ويتركون الجوانب السمحة في الشريعة الاسلامية.
وطالب عبدالوهاب المؤسسات الدينية في مختلف بلدان العالم الاسلامي ان تركز على نشر الاسلام السمح الهادف الذي لا يثير الاحقاد بين بني البشر, ولذلك رأينا الكثير من ابناء الامة الاسلامية يحملون السلاح لقتل الابرياء هنا وهناك, ولهذا يجب على المساجد ان تحصن شبابنا من الافكار التطرفية نظرا لأن هؤلاء الشباب عماد المستقبل.
اما الشيخ سعد الابراهيم فقال: ان وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية استطاعت ان تفعل قضايا الوسطية عن طريق اللجنة التي انشأتها خصيصا لذلك, جزى الله القائمين على امر هذه الوزارة كل خير نظرا للمؤتمرات الكثيرة التي تعقدها بين الوقت والآخر لتوضيح مفهوم الوسطية, كما ان وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تعقد الكثير من المؤتمرات الاخرى التي ينصب هدفها نحو التقريب بين المذاهب, واستطيع ان اقول: ان هذا التوجه من وزارة الاوقاف يعكس مدى اهتمام الدولة بنشر الفكر الوسطي بين الشعوب الاسلامية وخصوصا بين ابناء الشعب الكويتي حتى لا يغرر بهم اصحاب الفكر المتطرف.
ويتابع الابراهيم قوله: ان هناك الكثير من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعونا كمسلمين نحو الاخذ بالوسطية ونبذ العنف والتطرف, كما ان هناك الكثير من آيات القرآن الكريم التي تدعو الى الوسطية في الدين وعدم العنف, ومنها الآية الكريمة »وكذلك جعلناكم أمة وسطا«, كما ان الله عز وجل امر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأن يكون لينا مع المسلمين والداخلين الى الاسلام, يقول تعالى: »ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك«, فهذا يدل على ان الدين الاسلامي سمح ليس به اي عنف او دموية, كما اننا كمسلمين عندما ابتعدنا عن الوسطية رأينا الاحداث الدامية تنتشر في صفوف البلدان الاسلامية ولذلك فإن الحل الوحيد للابتعاد عن التطرف والارهاب يكمن دائما في اتباع منهج الوسطية.
من جانبه اكد وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور عادل الفلاح اهمية الدور الذي تلعبه دولة الكويت في التصدي للتطرف وحرصها على نشر الوسطية وابراز الوجه الحضاري للإسلام, وقال الفلاح الذي يشارك في مؤتمر »الاسلام سينتصر على الارهاب« المقام في موسكو نيابة عن وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية في حديث ادلى به ل¯(كونا): ان الكويت تشارك بنشاط في جميع الجهود الرامية الى تخليص العالم من آفة الارهاب لما يمثله من خطر جسيم على الحضارة الانسانية والعالم المعاصر, واوضح ان اللجنة العليا لتعزيز الوسطية والمركز العالمي للوسطية المنبثق عنها يلعبان دورا محليا وعالميا رائدا في نقل صورة موضوعية وصادقة عن الاسلام, وتعملان من اجل ان تكون الكويت منارة مشعة لنشر الوسطية في العالم ومشاركة اهل الخير في هذا المشروع العالمي, وكشف الفلاح عن الاهتمام الكبير الذي تبديه السلطات الروسية في اقامة مركز للوسطية في موسكو والى رغبتها في تكثيف النشاط الاسلامي بهدف نشر افكار التسامح والقبول بالآخر والانفتاح على مختلف الحضارات والاديان وغرس هذه المفاهيم في عقول الاجيال الناشئة, وحذر من مخاطر التعصب والانغلاق ورفض الآخر والنظرة التشاؤمية للحياة, مؤكدا ان الاسلام يرحب بالحوار والقبول بالآخر والتعايش بين الشعوب على اختلافها, واضاف ان المؤتمر الذي يعقد تحت شعار »الاسلام سينتصر على الارهاب« يخلق شعورا بالامل وفتح الآفاق امام تعميق الحوار ومواصلة العمل من اجل تحقيق الرؤية المشتركة للحضارة الانسانية, واعرب عن ارتياحه لإيمان الاوساط الروسية بأن الاسلام بريء من الارهاب وانه قادر على لعب دور حاسم وفعال في القضاء على هذه الظاهرة التي تقلق العالم, واوضح ان المشاركين في المؤتمر اتفقوا على تنظيم دورات للائمة والخطباء المسلمين لنشر الوسطية وافكار التسامح والرد على المتطرفين واختلافاتهم, واشاد الفلاح بالجهود التي يبذلها صندوق دعم الثقافة الاسلامية والتربية والعلوم الروسية لتعزيز حوار الحضارات ودعم المنظمات والهيئات الاسلامية في روسيا الاتحادية, وكان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف اكد في رسالة وجهها للمؤتمر على اهمية الدور الذي يلعبه رجال الدين في ابراز الوجه الصادق للأديان والقيم الخلاقة وملء الفراغ الروحي, معربا عن ثقته بأن المهمة الاساسية تتمثل حاليا في تعزيز حوار الحضارات والاديان وتربية الاجيال بروح الانفتاح واحترام المصالح المشتركة.