جدل من جديد.. لماذا يرى اليمين المتطرف في أوروبا المسلمين سببا للمشكلات؟

متابعات-الأمة برس
2021-04-18

عاد الجدل بشأن موقف اليمين الأوربي المتطرف، من الإسلام والمسلمين إلى الواجهة، من جديد مع نشر السياسي اليميني الهولندي المتطرف، "خيرت فيلدرز" زعيم حزب الحريات اليميني، مقطع فيديو على حسابه على"تويتر" عنون له بعبارة "لا للإسلام لا لرمضان..حرية ، لا للإسلام ".

وقد أثار مقطع الفيديو الجديد للسياسي الهولندي المتطرف، موجة من الغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي من المسلمين، خاصة مع اختيار فيلدرز نشر مقطعه خلال شهر رمضان المبارك، الذي يمثل علامة بارزة، في حياة المجتمعات الإسلامية في أنحاء العالم، ويتضمن مقطع الفيديو الذي شاركه فيلدرز صوت الأذان، وعبارات "رمضان ليس من ثقافتنا، ولا من تاريخـنا وليس من مستقبلنا.. أوقفوا الأسلـمة.. الإسلام لا ينتمي إلى هولندا".

واحد ضمن تيار

ويعد خيرت فيلدرز، واحدا من زعماء اليمين السياسي المتطرف في أوربا، الذين يناصبون الإسلام والمهاجرين المسلمين العداء، وقد كان مادة لعناوين العديد من الوسائل الإعلامية، على مدار الفترة الماضية، بسبب هجومه المتواصل على المهاجرين من المسلمين، ومعارضته الشديدة، لفكرة أن يكون الإسلام جزءا من ثقافة هولندا، وكان حزبه اليميني المتطرف، قد تعهد ضمن برنامجه الانتخابي، للفترة مابين عامي 2021 و2025 بإنشاء وزارة للهجرة وإعادة اللاجئين إلى بلادهم و"التطهير من الإسلام".

لكن خيرت فيلدرز لايمثل حالة مفردة في أوربا، إذ أن عدة أحزاب يمينية متطرفة، في دول أوربية أخرى، تنهج نفس النهج فيما يتعلق بالموقف من الإسلام والمسلمين، خاصة المهاجرين منهم إلى أوربا، وكان صعود اليمين المتطرف في القارة الأوربية، قد شغل الباحثين كثيرا خلال الفترة الماضية، مع ازدياد شعبية زعماء هذا اليمين وأحزابه، فيما رده كثير من المراقبين، إلى أنه يمثل انعكاسا لفشل الحكومات الأوربية، في إيجاد حلول للمشكلات المزمنة التي تعاني منها بلادها، وعلى رأسها المشكلات الاقتصادية.

وتزامن صعود تلك الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوربا، مع تصاعد العداء للمسلمين، وهو ما بات يعرف بـ"الإسلاموفوبيا"، وهي ظاهرة فكرية تستند إلى تنميط للمسلمين المهاجرين، وتروج لفكرة أنهم غير مندمجين في مجتمعاتهم، وأنهم يشكلون بؤرا للإرهاب، ويثير صعود تلك الأحزاب اليمينية المتطرفة،على مدار الأعوام القليلة الماضية، مخاوف الجاليات المسلمة في أوربا، في ظل مايصدر عنها من دعوات ضد المهاجرين بشكل عام، وضد المهاجرين المسلمين على وجه الخصوص.

وبجانب حزب الحريات اليميني المتطرف في هولندا، الذي يتزعمه خيرت فيلدرز هناك عدة أحزاب بارزة لليمين المتطرف، تنتشر في دول أوربا، أبرزها حزب الجبهة الوطنية الفرنسية، بزعامة مارين لوبان، وهو أول حزب استخدم الإسلاموفوبيا، في دعايته السياسية وحملته الانتخابية، للتخويف من المسلمين، والحزب النمساوي اليميني الشعبي، والحزب اليميني الشعبي الدنماركي وحزب البديل من أجل ألمانيا الألماني.

وتشترك معظم تلك الأحزاب، في رؤيتها المناهضة للمهاجرين، خاصة المسلمين منهم، وهي تعتبر أن الهوية الإسلامية، غير صالحة لأوروبا وأن الجانب الأكبر من الجاليات المسلمة المهاجرة ،غير مندمج في المجتمعات التي يعيش فيها من وجهة نظر تلك الأحزاب.

الحكومات تغازل اليمين

ومما يزيد من مخاوف الجاليات المسلمة في أوربا، هو السعي من قبل بعض الحكومات الأوربية وأحزابها السياسية، للمزايدة على ما تطرحه أحزاب اليمين المتطرف، عبر تبني خطاب يتماهى مع خطاب تلك الأحزاب، بهدف كسب مزيد من الأصوات الانتخابية، وهو ما يدفع الحكومات إلى اتخاذ خطوات ضد الجاليات المسلمة لتعزيز موقعها في الشارع الانتخابي.

ويشير مراقبون في هذا الصدد إلى الحالة الفرنسية، حيث تحدث بعضهم عن سعي من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للتماهي مع دعوات اليمين المتطرف، بهدف كسب أصوات انتخابية، وكان ماكرون قد أثار جدلا كبيرا أوائل تشرين الثاني/ أكتوبر من العام الماضي، حين أشار في خطاب له إلى أن مسلمي فرنسا، يمكن أن يشكلوا "مجتمعا مضادا"، وأن الإسلام يواجه "أزمة" في جميع أنحاء العالم، قبل الكشف عن خطته لمعالجة ما اعتبره "مجتمعا موازيا" في فرنسا.

وفسر مراقبون حديث ماكرون في ذلك الوقت، بأنه ليس سوى محاولة لكسب أصوات الناخبين اليمينيين، في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، المقررة في نيسان /إبريل من العام 2022، حيث يواجه منافسة قوية من مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية، اليمينية المتطرفة التي تتخذ موقفا مناهضا للمهاجرين المسلمين في فرنسا، وتوجه له انتقادات دائمة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي