المهاجر سفير قومه!
2022-05-30
 هايل علي المذابي
هايل علي المذابي

ما يغيب عن وسائل الإعلام والثقافة العربية مع الأسف هو دورها في صناعة وعي الفرد بخصوص مسألة تمثيله لقومه في حالات التنقل والسفر لأي سبب كان سواء على مستوى مناطق وطنه أو على مستوى عربي أو على مستوى دولي، وليس ذلك فقط بل وحتى وعي أولئك ممن يظهرون على منصات التواصل الاجتماعي، ومن نتائج ذلك ما نجده اليوم من حركات وحملات شعواء ضد العرب والمسلمين عموما في أوروبا والغرب، فنشأ ما يسمى كنتيجة طبيعية لما يعرض على وسائل الإعلام قنوات فضائية ومنصات مواقع التواصل الإجتماعي "العربوفوبيا والإسلاموفوبيا" وصارت الصورة الإجمالية للعرب في الذهنية الأوروبية والغربية هي أنهم قوم متوحشون، متعصبون، غير متحضرين، غير نظيفين، غير عقلانيين وغير متمدنين، ولا شيء يلفت نظر الغرب إليهم غير أن لهم ارضا تحتوي على ثلثي الاحتياطي المؤكد من النفط في العالم. وهذه النتيجة هي الطبيعية طالما وان ما تظهره وسائل الإعلام بكل أطيافها وأنواعها ليس أكثر من مصائب وكوارث الحياة واخبار الجرائم والارهاب في البلاد العربية، فصار العربي متهم أينما ذهب مستبعد أينما حل وصار الحال بسبب ما يرسمه نفر قليل من الناس من صورة غير حضارية تنعكس لتمثل حال جميع قومه في حالة إسقاط عجيبة، والنتيجة تشبه قول النابغة الذبياني في شكواه من وعيد المنخل اليشكري:
لحملتني ذنب إمرءٍ وتركته..
كذي العر يكوى غيره وهو راتع".

 

*كاتب وباحث يمني



مقالات أخرى للكاتب

  • "المحافظ المالية الإلكترونية" الحل الأمثل لمعالجة فساد كشوفات الحوالات المنسية!
  • النظام الضريبي في الولايات المتحدة وكيف يتم التحايل عليه!
  • تخلف الدولة واجترار مفاهيم العنصرية!






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي