التطبيع المحرم مع إسرآئيل !
2021-06-17
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

لمن يعتزم التطرق للقضية المركزية
كأم القضايا العربية القديمة /الجديدة ( فلسطين ) ..
لينصح سياسيآ بإنهاء حالة اللاحرب واللاسلم
والتي باتت تراوح في مكانها _ الآن _ بين العرب واليهود / الصهيونية ..
لامناص أمامه من الغوص ولو قليلآ في عمق تاريخ فلسطين يهودآ وعربا ؛
ويضع كفيه على أذنيه جيدآ..
ليقرأ دون ضجيج كلام وطروحات الطرفين بإحقيته لإرض فلسطين ..
وفي بداية خوضه قرآءة تاريخ فلسطين سيسأل نفسه أولآ :
_ فلسطين ملك من فيهم .. اليهود.. أم .. الفلسطينيين ؟
هل هي لأبوعمار وعباس وهنيه ..
أم لهرتزل وبن جوريون و / شارون/ و / نتينياهو؟
لإحفاد سيدنا إبراهيم و يعقوب وإسحاق وملوكهم داوود وسليمان ..
أم لأحفاد سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم ؛
وعمر بن الخطاب والعاص وإبن الوليد وأخيرآ صلاح الدين !؟
وأنت تستعرض الجواب:
_من هم سكان فلسطين الأول ..تتوه .. بحق .. وعن جد ..؟!
فاليهود يسردون تاريخ مربك لذهن التاريخ عينه
عن وجودهم فيها
وخروجهم الطوعي منها .. بفعل إنتشار المجاعة في فلسطين يومآ ما ..
تاريخ يطول فهمه أو إستيعابه مابالك بهضمه
موغل في القدم إلى درجة الضبابية
وشكوكك الكثيرة في الفبركات ( اليهودية ) الذكيه لكثرة إختلاطها بالغيبيات ونصوص التوراة والعهود القديمة وغيره..
لو بدأوا لك حتى بأقرب تاريخ لهم ..
لجوئهم الشهير إلى مصر وتعرضهم يومئذ للإضطهاد والإيذاء في مصر
ثم هروبهم منها لصحارى سيناء أربعين عامآ ثم عودتهم لفلسطين ثانية ..
ثم..ثم .. تأسيسهم دولتهم في أجزاء من فلسطين وإندلاع القتال فيما بينهم وتقاتلهم هم أنفسهم اليهود مع أنفسهم ، فتوحدهم ثانية ..
لتنتهي دولتهم بغزو خارجي بين الفينة والأخرى كثيرة
ونهايات جديدة تسقط دولتهم وهكذا دواليك ..
ليرد عليهم الفلسطينيين :
_ إذن هذا دليل تأريخي على أن فلسطين قبل وجودكم فيها وبعد خروجكم منها ثم عوداتكم المتكررة لها؛
كان يوجد فيها قوم ( فلسطين ) بشرا ، ثابتون عليها وفيها :
_ أسمهم الفلسطينيون (...)..
نحن أصحاب الأرض
نحن وجدنا فيها ولم نبارحها منذ الأزل حتى اليوم ..
لنا حقا تاريخيا مثبت بالأثار المنقبة والغير منقبة حتى اليوم في كل شبر منها ..
نحن أهلها، أصحابها.. لا أنتم .. أنتم ضيوفا طرفنا ، وعلينا ..
وعلى أكثر تقدير شركاء لنا فيها
ليست لكم وحدكم ..
(لهذا تجد فهم الأمر عسير عليك جدا )؟
الأمر جد عسير ؟
فأنت تنسى ما تناولته عشاءك البارحة ؟!
فكيف لك أن تؤكد أو تنفي وأمام غريم فاجر أمامك ( شايلوك ) ..
على ملكيتك لمنزل منذ 100عام كمسألة تقريبية ، والمنزل شاهد ملاكآ كثر فيه.. !؟
مابالك ببلد تريد إثبات إنتماءك له منذ الآف السنين قبل الميلاد ؟
شهدت فيها ليس فلسطين بل الكرة الأرضية تقلبات شتى لاتعد ولاتحصى ( ؟! )..
كلام برأس ماله كما يتداول يمنيا وعربيا ..
(غزوات وإحتلال وإستعمار عبر حروب طاحنة ،جرت ، وإقتتال هنا وهناك .. يكتب التاريخ المنتصر فيه .. مر العالم بها ..و فلسطين جزء مما يجري في العالم ) ..
على سبيل المثال لا الحصر:
منذ هجرة إبراهيم عليه السلام من بلدة ( أور) العراقية لفلسطين في الألف الثالثة قبل الميلاد .. وأنجب فيها إسحاق والد يعقوب، الذي يسمى إسرآئيل
وإليه ينتسب الإسرآئيليون ..
تعرضت فلسطين لغزوات عديدة من الآشوريين ، الكلدانيين ، فالإحتلال الفارسي، اليوناني ، الروماني ، وأخيرآ الفتح الإسلامي
وماتلاه من ضم للعهد الأموي، العباسي ، الطولوني ،
القرامطة القادمون من الخليج العربي
فالإحتلال الصليبي ..مرورآ بالعهد العثماني ، حملة نابليون ..
وإنتهاء بالإحتلال البريطاني ..وتبنيها أي _الحكومة البريطانية لعنها الله تعالى ويلعنها اللاعنون
وهي سبب هذا المرض ، الصداع / الكورونة القديمة_ وعد بلفور 48م ..
إيذانا وفرمانا مجحفآ وطمسا لشعب بكامله يعيش على أرضه
منذما قبل هابيل وقابيل ..
وعد بلفور تصريح عالمي ب{ تأسيس دولة إسرآئيل } .. كما نراها اليوم (؟!)..
دون تنفيذ قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين الفلسطينيين واليهود في دولتين
وورد فيه قرارا ت مفصلة تكفل حقوق الطرفين..
ورفضه اليهود ؟
حين أعتبروه مخالفا لوعد بلفور بمنحهم كل فلسطين وليس نصفها الغني فيها بالثروات .. فقط ؟
كما رفضه الفلسطينيون كتحصيل حاصل لإنها أرضهم ولا يوافقون على شراكة
مع أيآ كان في وطنهم وأرضهم لا أثلاثا ولا أرباعا ولا مناصفة..
وسكان فلسطين الحديثون ترجع أصولهم إلى الكنعانيين والأراميين والعبرانيين ..
والعرب المسيحيون منهم ، هم ، بقايا الكنعانيين والفينيقيين ، يخالطهم قليل من الدم العربي مرجعه إلى الغساسنة النصارى والأرمن ، اليونان والإفرنج الصليبيين ..
وأنسابهم في الأكثر تعود للعرب وبعض الأمم الإسلامية كالترك والشركس والأكراد وممن أعتنق الإسلام من مسيحي فلسطين ويهودها وأيضا ممن ترجع أصوله إلى الفرس ..
( هذه لمحة خاطفة عن جزء يسير من تاريخ فلسطين الطويل ، العميق في أطناب التاريخ البعيد .. ) ؟!
والذي لم يقرأ فيه ( البغل / ترمب ) حرفا واحدا منه ؛
وأراد بصفقة القرن أن يطوي صفحة حقوق كل شعب فلسطين في الداخل والخارج بجرة قلم وينهي صراع عقود في 80 صفحه لا أكثر..
وبثمن بخس بل رشوة علنية ب50 مليار دولار
وليست كلها للفلسطينيين فما يعتزم دسه في جيوبهم وعلى مدى 10سنوات حوالي 28 مليار يدفعها أغنياء العالم وأولهم دولنا النفطية / العربية /
وبالطبع دون أقصى، دون القدس ، ودون عودة اللاجئين إلخ ..
والباقي ( سوكاته ) مثلما تقبض العروسة صباحية ليلة الدخلة مايطيب خاطرها لتنسى عـفتها ؟
رشى للدول التي يوجد فيها فلسطينيون لاجؤون
ودون تهور أو شطط نقول أن :
_ المتأمل في تاريخ اليهود_واللهم لاشماتة_ يجدهم قتلة الأنبياء جادلوا المولى عزوجل عشر سنوات متواصلة يسألون بتكرار:
_مالون هذه البقرة إن البقر تشابه علينا ؟
ناقضوا للمواثيق والعهود وتاريخهم مع الرسول الكريم واضح للعيان
خدعوه كذا كرة وتآمروا عليه ونكثوا
وممن قبله ومن جاء بعده حتى اللحظة
(ما بائعة هوى تتوب / ولا ماء يروب )..
وسيستمرون على هذا المزاج السيىئ إلى يوم يبعثون ..
هم من شغل دولنا العربية عن التنمية
ولدفن فقرنا وأمراضنا وسد رمقنا وجوعنا التاريخي
كشعوب تتوق للأمان والسلام والسير للأمام ..واللي بعده ..
فأدخلونا في حروب أربع سابقة رئيسة وحروب ومعارك جانبية لاحصر لها آخرها هجومهم على غزة ؟
ولاتزال تحرشاتهم العسكرية وإبتزازهم الإستخباراتي يذل ملوكنا وعروشهم وكراسي رئآساتهم حتى الأمس القريب ؛
وتعليقا على من أعتبر هذا اللقاء السري _السوكيتي_ طعنة مؤلمة للشعب السوداني قبل الشعب الفلسطيني نقول له باليمني الفصيح (ماطعنه تضر ميت) نيابة عن الشعبين الفلسطيني والسوداني وبعد وجود أسرآئيل والطعنات تترى للشعب العربي من المحيط حتى الخليج كل يوم يسددون لنا طعناتهم ودون مبرر ..
حتى أدمنا على الدم والجراح وعالي الصراخ (؟!)..
ولمن يبحث عن ثمرة إتفاقيات السلام المبرمه معهم (العلنية) مصر ، الأردن
يكتشف أنها كانت مزحة سخيفة ، مبكية للرئيس والملك قبل الشعبين المصري والأردني واللذين يعانيان من المر والمرارات ..ولم ولن يصلوا جنات تل أبيب الموعودة ..
كذلك ماذا جنى من يتواصل مع تل أبيب سرآ ، ويوسوسون له بخدمات شيطانية
لهذا صداقة تل أبيب ضرها أكثر من نفعها
كالمسكرات والمنكرات والممنوعات ولا يوجد للناس دولا وشعوبا نفعا فيها .. غير سكرات الموت البطيىء ..
أجل لو وضعنا فوآئد السلام مع إسرائيل في الغربال لوجدناه .. غبارا ، عدما، وهما ، سرابا..كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء..( خدعة ) ..
على ميزان الحقيقة كلام معسول ، غزل أماني وأمنيات ينتج عنه بكاء وعويل في قصور الرئآسات العربية ودور المواطنين ..لاشيىء بعد زوال السكرة فقط تموت الفكرة ..؟
يخدعوننا للخروج من حالة اللاسلم واللاحرب كرؤية مستدامة للمستقبل مع إسرآئيل
لتتحول بطاقة الفرح إلى أمر قضائي إلزامي بدخول بيت الطاعة ليس إلا..
لاربحنا حربا ولا غنمنا سلاما
لا عداوة ولا صداقة فمصاهرة وتكوين بيت أسرة ونقدس معا الحياة الجديدة
نسعد ونتهنا ونفرح ونخلف صبيان وبنات
و(هنيا لمن أبسر ( علي ) في السوق )؟
أنقسمنا اليوم في الإختيار إذا كان لنا بعد حرية الأختيار للجواب على السؤال:
_هل أخيرا إسرآئيل صديق أم عدو ؟!
فمن جاهر معها علنا بالسلم والصداقة يؤكد أنها لاتزل عدو..!
ومن يطبع معها من تحت الطاولة يمني نفسه أن تصبح الصديق الصدوق فيراها بين البين في يدها له ، عصى وجزرة (؟!)..
إزاء هذا االتشتت ، الإنقسام لابد من النصيحة:
_أن يأتي التطبيع مع تل أبيب إنبثاقا من تعايش اليهود والعرب عن قرب .. كبسطاء مواطنون .. كما كانوا عبر التاريخ البعيد ..
وتعاون طوعي وبريىء شعبيا من الجانبين أولآ ؛
من القاعدة ليصعد للقمة أخيرا..
خير ألف مرة من أن يفرض من قمم / أهرامات الحكم / السلطة
وكراسي العروش وصالونات الرئآسات وأقبية الإستخبارت ..على الشعب العربي ..
مابالك أن يولد حقيقة وواقع محسوس بشكل مبتسر ومشوه
بفعل لي ذراع رئيس عربي ما أو شيخ ، ملك هنا أو هناك ..
بل الطريق للسلام مع إسرائيل لابد له ليعيش ، وينمو ويتطور ويستمر ..
أن يبارك شعبيا وإنسانيا .. بدءآ ونهاية .. وأكل العنب حبة حبة ..
أو يخرج الرئيس (عباس) عن صمته ويطرد هواجسه ويعالج تردده ؛ وإرتعاشاته ويعلن للعالم :
_ تحول الشعب الفلسطيني الجبار للكفاح المسلح
وشاء من شاء وأبى من ( . . . ) .

 

*سيناريست يمني / هولندي
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الأمة برس



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي