عبدالوهاب جباري

حلم البشرية جمعاء ..
الكل يشتهيها يبحث عنها (بالسراج)
وعلى تعددها وألوانها
بين مشرف ومعيب ومؤقت ونادر ودائم
لكنها مطمع ومطمح الجميع وفي كل المجالات والنشاطات الإنسانية
التجارية منها آبل وتويتا وفيليبس
أو الفنية مارلين مونرو وتحية كاريوكا وأسمهان وآل بتشينو أو دي كابيريو ..
دافنشي أو فان جوخ..
أدبيآ شكسبير أو عنترة العبسي والمتنبي أو الأخطل الصغير وإيليا أبو ماضي
أو نزار قباني وأخيرآ البردوني وأحمد مطر
وسياسيآ وفكريآ دانتي أو مكيافيلي أو كارل ماركس أو بوذا والمهاتما غاندي ..
ودينيآ الإمام محمد عبده و الخميني أو الشيخ الشعراوي
و من توج كأشهر وأول مئة شخصيه عبر التاريخ رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم..
الأصعب لتحقيقها
هي آلية الوصول إليها
تحقيقها ، نيلها..
فالطرق إليها متشعبة والوسائل متعددة
منها وأهمها الموهبة:
_ أن تملك مواهب بيتهوفن الموسيقية
أو تتمتع بقدرة خارقة في القيادة كنابليون وتشرتشل وعمر بن الخطاب وخالدبن الوليد
أو جدتنا الملكة بلقيس عليها السلام والرحمة ..
أو تتميز في إكتشاف علمي مبهر كأحمد زويل (الفيمتو ثانية ) أو ماري كوري في إكتشاف الأشعة السينية / إكس
أو عبقري العباقرة أديسون أو نوبل مخترع الديناميت وقبلهما بالطبع ألبرت آينشتاين..
ووصولك لقمة الشهرة قد يكون مباغت ، مفاجىء وسهل ، إنما الأصعب :
_كيف تحافظ على شهرتك ؟
وكيف تضيف لها
وليس العكس تخصم منها وتموت مغمورآ بدعوى (كان فلان فلان وكان وأصبح في خبر كان )؟
الوصول للقمة ليس سهلآ ولكن المهمة الأصعب كيف تستمر على القمة.. أطول وأكثر..
في وجود منافسين لك جدد..
لكي لاتنتهي حياتك غير مشهور البته ..
أو مشهور بشيىء مشين كمتدربة البيت الأبيض الأمريكي التي نالت من شعبية الرئيس كلينتون وكادت أن تقضي عليه ؟
ناهيك عن عن تفاعلات غير بشرية ،غير محسوسة ، لا دخل لنا فيها
ولا نؤكدها أو نستطيع إثباتها ولا نفيها :
_الحظ والسحر والصدفة .. وطاعة الوالدين وغيره.. من أسباب تدعو للضحك على الذقون لكنها موجودة وبقوة؟
ونلمس اليوم زحمة شديدة من المشاهير والشهيرات
وفي كل المجالات موديلات عروض الموضة فالفن ،الساسة ، حتى جنرالات الجيش
ومصمموا طبق اليوم
وأخيرآ من ينتحر أو ينحر غيره بغية الشهرة ولو لمدة أسبوع في ذهن الرأي العام ..
(مذيع برنامج الأطفال باباعبدالرحمن مطهرفي إذاعة صنعاء ،
حينما ضاق من القيود على برنامجه في الإذاعة
والضغط عليه بإن يحمد ربه أن الإذاعه أشهرته أجاب دون خجل :
_ لو قشعت (...) ويشير لمؤخرته في باب اليمن
لأشتهرت أكثر من شهرة الإذاعه ولصرت مثلآ شعبيآ:
(يوم ما قشع (...) بابا عبد الرحمن مطهر_ مؤخرته_ في باب اليمن )؟
وقس على هذا نجاح الوسائط الإجتماعية من تويتر وفيسبوك في تسهيل وصولك للشهرة بإقصر الطرق(منشور أو فيديو..إلخ)
ومهما كانت شهرتك ذآئعة في الفنون عمر الشريف ، الرياضة ميسي أو بيهام أو محمد صلاح ، الإعلام الأستاذ هيكل ، السياسة هنري كيسنجر ، التجارة هائل سعيد أو حيدر فاهم ، العلوم مكتشف علاج الإيدز الشيخ الزنداني أو الدكتور المصري أبو صباع الكفتة ، الأدب غارثيا ماركيز أو طه حسين والشعر أحمد شوقي أو نزار قباني ..
فإن شهرتك تلقي بظلها الثقيل قيودآ عليك؟
في الحركة والتصرف والإختيار
فتصبح أسيرآ لها..عبدآ لها ..
لإنك مميز فيصادر خصوصياتك إسمك المرموق ، وصورتك المشهورة..
وتصادر شهرتك الكثير من حريتك الشخصية ، فتصبح حركتك مراقبة ، آلية ،
جد منضبطة كي لاتهزها بتصرف فطري يعجل بزوالها عنك؟
وعلماء النفس والإجتماع ينصحونك كفرد أن تعيش حرآ ولا يهم أن تصبح مشهورآ أو كنت مغمورآ
وألا تسعى لنيل إعجاب الآخرين بك ، لك ..
فهذا يؤدي شئت أم أبيت لعدم التوازن في حياتك العادية وتصبح ممثلآ على نفسك قبل أن تمثل على الآخرين..
فضلآ عن نهي الدين الإسلامي عنها
وهو من يحض على التواضع ونكران الذات
وأن الشهرة نقمة على الإنسان وليست نعمة
وأن السعي للشهرة مذموم ؟
ونهى عن حب الظهور وجعل الشهرة غاية ..
وفي حديث شريف ( من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة)..
وقيل " ماصدق عبد قط ، أحب الشهرة "
وغيره
" ماصدق الله عبد أحب الشهرة "؟
ويدلل لمن يسعى لشهرة والمباهاة والتفاخر والإعجاب بالنفس وربما عبادتها فيما بعد
بإنها صفات مذمومة
وحذر منها الشرع الكريم ( لايدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر )
وأن التمايز والظهور هو أمرمقدر ومكتوب قبل ولادة الإنسان..
من أمر الله سبحانه وتعالى..
فإن رزقت به فأحمده وسبحه كثيرآ وإن لم
فلا تبخس قدر نفسك
وعش قنوعآ بما أنت عليه
{ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق}
ولهذا:
علينا أن نسعى للتجويد في أعمالنا ودراساتنا بغية النجاح في مهننا أولآ
دون النظر مليآ للشهرة من ورائها ..
فإن جاءت لنا الشهرة طواعية فهو مقدر لنا ومكتوب وآجال..
وإن إستعصى فهذه قسمتنا ونصيبنا (إلا لمن هو كافر أو ملحد فله رأي آخر)؟
فالشهرة تنتج عن النجاح في حقلك / مهنتك / تخصصك أيآ كان وما كان !
غير هذا فهي شهرة مؤقتة ، قصيرة ؛
مثلما جاءتك سريعآ ستغادرك أسرع..
خاصة وأن من المشاهير والشهيرات من صرعتهم الشهرة ..
وقصرت أعمارهم / وعجلت بنهاياتهم ، قضت عليهم .

*سيناريست / يمني هولندي .