هل هناك ما يستدعي فرحة "الحمائم" في إسرائيل بعودة بايدن رئيساًً؟
2021-04-11
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

تنفست الصعداء كل دوائر الحمائم في البلاد، ومعظم رجال المؤسسة الأمنية في إسرائيل، بعد انتصار بايدن في انتخابات تشرين الثاني الماضي. فما الذي أسرّ هكذا محللين محافظين في “يديعوت” و”هآرتس” ومتقاعدي السلك الدبلوماسي وجهاز الأمن؟ سرهم العودة إلى العالم القديم المعروف: الفلسطينيون مفتاح “حل” مشاكل المنطقة، المزعومة؛ والعرب السنة هم ذات العرب؛ والولايات المتحدة وأوروبا تؤديان دورهما مرة أخرى في لجم الشرق الأوسط المنفلت بما في ذلك إسرائيل المنفلتة، التي تضر نفسها في نظرهم باندفاعها إلى دولة ثنائية القومية.

ظاهراً، الكابوس الذي هدد بدحض كل عالمهم السياسي بأعمال مشوشة مثل: سفارة أمريكية في القدس، واعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، واعتراف بمكانة المناطق المدارة كمناطق موضع خلاف، وأن الاستيطان فيها قانوني وهي لست أراضي محتلة. إن “الخطر” في بسط القانون الإسرائيلي على الغور والكتل الاستيطانية في المناطق – وذلك دون الانزلاق إلى دولة ثنائية القومية! – هدد بتبييض المستوطنات وبتصفية “السلام”. وليس صدفة أن بنيامين غانتس، الممثل الواضح وربما المعتدل لهذه الدوائر – تباهى في الدعاية الانتخابية بمنع الخطوة. هذا ادعاء غير حقيقي، بالمناسبة، فالأمر لم يكن متعلقاً به. وهذه ازدواجية أخلاقية، فقد طرح غانتس في الانتخابات السابقة عرضاً عابثاً من حيث التأييد لبسط القانون.

أربع سنوات ترامب تكشف كيف أضرت الولايات المتحدة إسرائيل من التسعينيات وحتى نهاية 2016. فهي لم تحاول على الإطلاق حمل حلفائها العرب، المتعلقين بها، على رفع العزلة عن إسرائيل. كان يمكنها أن تفعل ذلك، كما أثبتت إدارة ترامب في “اتفاقات إبراهيم”. وعززت عناد الفلسطينيين بتأييدها للدولة الفلسطينية، وتمويل السلطة الفاسدة، وتمويل وكالة الغوث “الأونروا” (وكالة الأمم المتحدة التي تمنع الهجرة من المناطق، وتعزز كراهية إسرائيل وتعيل أنسال اللاجئين في تبطلهم في المخيمات للبلدان المجاورة كسيف مسلط فوق رأس إسرائيل). لقد ألغى ترامب التمويل للوكالة والسلطة، ويعلن بايدن أنه سيعده. فهل هذه إشارة إلى أن الأمريكيين عادوا لإيداع حق الفيتو في أيدي الحركة الوطنية الفلسطينية ضد كل حركة سياسية في المنطقة؟ في السنوات الأربع الماضية أوضح للرافضين الفلسطينيين بأن الدبلوماسية ستتجاوزهم وأن الأمريكيين والعرب السُنّة لن يواصلوا ليّ ذراع إسرائيل من أجلهم. يدحرج بايدن هذا إلى الوراء، وقد يرفع العقوبات الخانقة لإيران والمقيدة لحملة توسعها في كل المنطقة.

حمائمنا وطنيون إسرائيليون. فما الذي أسعدهم في ذلك؟ هم مقتنعون بأن نتنياهو يستنجد ضد إيران كي يخيف ناخبيه عديمي العقل، وعملياً يمكن لنا أن نتدبر أمرنا معها من خلال اتفاق، ربما محسن. وهم يتنكرون للإمبريالية الإيرانية في المنطقة كلها وشمالنا. يتجاهلون التهديدات الإيرانية على إسرائيل، التي تأتي من عمق مصالحهم، على حد فهمهم ومن جذر هويتهم.

الحمائم في إسرائيل مقتنعون أيضاً بأننا رفعنا التهديد الفلسطيني منذ زمن بعيد، وأننا أقوياء بما يكفي، “انتصرنا”، والآن لم يتبقَ الا أن “ننفصل” وننقذ الصهيونية من أغلبية عربية في دولة إسرائيل. أغمضت عيونهم عن المخططات الفلسطينية للتغلب علينا من خلال الارتباط بالعالم العربي والهجرة من الشرق، والحمائم مقتنعون بأن إسرائيل ستكون معزولة في المنطقة طالما لم “يحل” النزاع مع الفلسطينيين، وكأن بالنزاع لغز يحتاج إلى حل.

هذه تشخيصات عليلة للغاية للواقع، فإدارة أوباما عرضت إسرائيل للخطر وطرحت أمامها رؤيا سياسية وأمنية خطيرة جداً. عظمت عدواً قوياً لإسرائيل، وغمرته بالمال وأوشك على أن تتوجّه على المنطقة كلها. ولولا عناد الفلسطينيين لحاولت أن تفرض على إسرائيل تقسيماً سياسياً في ظروف محملة بالمصيبة. فعلام الفرح بعودة إدارة تحاول السير في طريقها؟ أثبتت إدارة ترامب أي ثمار يمكن أن تكون لتنمية إسرائيل كقوة إقليمية مسؤولة والتوقف عن تنمية السلطة الفلسطينية العفنة والهدامة، التي يمكن ومن الحيوي التغلب عليها. ولكن الأحزاب التي تمثل المؤسسة الأمنية– السياسية في الكنيست تتمترس في مواقفها وتغمض عيونها بالقوة أمام المخاطر وما يمكن عمله لإحباطها. بسبب هذا فقط، محظور إيداع الحكومة الجديدة بأيديهم.

 

بقلم: آفي برئيلي

 إسرائيل اليوم 11/4/2021



مقالات أخرى للكاتب

  • لغانتس "الساذج" وآيزنكوت "المغبون": ساعر حجر نتنياهو الأخير لـ "الإخفاق المطلق"  
  • شلهوب وديمقراطية إسرائيل".. ما معنى أن يعبر "غير اليهودي" عن رأيه في مؤسسة أكاديمية؟    
  • الاستخبارات الإسرائيلية تسائل نفسها: هل قتلنا مروان عيسى؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي