" سينــــــــــــا عبــــــدوه "
2021-03-30
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

ذات صباح مشمس _ قوي _ طفلا كنت ؛
وفي كيسي القطني ملوج الشعير، وخبز البر النصف محروق ..
توجهت ناعسا للمعلامة (كتاتيب الصغار)
وكلي حذر من الكلاب المنتشره أمامي وخلفي ،
قبل أن أدخل المعلامة المزحومة بأقراني
يعلو ضجيجهم وقراءآتهم الغير مفهومة بعبارات لاتفسير لها حتى اليوم (؟!)
أنضم كقطيع مع الماشية ؛ إليهم ..
أحدق مليا : في جزء [عم ]..؟
مسنودا على لوح صغير خشبي مطلي بالأسود
لأكتب عليه _ أبجد هوز _ بمداد الجص (الشقري) وبقلم قصب ( الحلال )
فيصدر أزيزا منرفزا للسمع والبدن..وبداية للقشعريرة..
وعصا " سينا عبده " تصول وتجول كحدأة متربصة فوق رؤوسنا يمينا / شمالا ..
وأنا أتذكر المعلامة اليوم :
كمكان للتعليم منسوخ من مجتمعات ما قبل الكتابة ، يعتمد التعليم فيها على الشفاة ، الحفظ ، التلقين ..
أجد نفسي اليوم عاجزا عن حصر ما وصل إليه التعليم راهنا من أنواع ومصنفات ومسميات خارج بلدنا الطيب ؛
فإلى جانب التعليم الرسمي النظامي من الإبتداىي حتى الدكتوراة :
يوجد : التعليم الحر، الذكي ، التعليم الموازي ، المدمج ؛
التعليم " المنتسوري " المخصص لصغار الأطفال والمعاقين ..التعليم باللعب ،
التعليم المفتوح ، العالي ، الإليكتروني ،
التعليم عن بعد وتعليم التدريس والتدريب ، والبحث العلمي ..و..
التعليم المبكر من قبل الأكاديميين للمميزين..
ولاتزال القائمة حافلة وقد تطول..
وقبل أن أخوض سريعا في تاريخية التعليم
والتي بدأت بتأسيس ( أفلاطون ) أكاديميته في { أثينا } كأول معهد عالي في أوروبا ،
تلتها مكتبة الإسكندريه (الأولى _ الأصليه ) 350 ق.م
و ( كونفوشيوس ) في الصين 479 ق.م بمذهبه الجاذب ، ليؤثر على الصين وما جاورها (الكونفوشوسية)..
ومن وقت مبكر لم تتأخر ( الأمم المتحدة ) .. في لفت الإنتباه لمكانة وأهمية التعليم
ودعت في خطة التنمية المستدامة حتى العام 2030م بعدما أختارت 17 هدفا تنمويآ كان ( " التعليم " رابع هدف فيها ) ..
أي نعم : لإهميته البالغه كصانع للتعبير الإجتماعي والتقدم الإقتصادي
خاصة لو أنطلق برؤى جديدة ، مبتكرة ، تحترم عقل المتلقي
(الطالب وحصريا من الحضانة فالإبتدائية )
ولنضع _معا_ تحت الإبتدائية_ عديدا من الخطوط العريضة والحمراء إن شئتم ، معالجات ذكية ، مدروسة جيدا
سواء كان في التعليم العام النظامي أو الحر ..
( فليش أحنا لا أقول : دواب حاشاكم بل لنقل: عمي ، متخلفون ) ؛
فالمعلامة إياها :
لو عدنا لها .. وربما كانت أفضل مما نعايشه الآن؟
مما يجري اليوم دون خجل .. ليس أفضل من الإبتدائي وحسب بل الإعدادية (ممكن) ..
أجل:
كانت _ المعلامة_ كما قلنا :
تجبرنا على التلقين والحفظ دون فهم ..
مع التعذيب النفسي والجسدي وإهمال عقل الطفل وقدراته الذاتية ومدى إستيعابه ،
ناهيك عن معدنه أي الطفل فقد يكون عبقريا ولا يدري عنه أحد ولا هو ؟
_ تعليم المعلامة_ يتعامل معه كورقة طابعة ( كوبي )
يطبع فيها "سينا عبده " ( أبجد هوز كلمن صعفس )..وبطريقه آلية.. لاروح فيها ولا مجال للتفكير حولها ..؟
مع قصار السور ، ثم أداء ركعات الصلاة ، والسير بداية اليوم ونهايتة أمام الجنازات اليومية وغفرالله لسينا عبدوه وأخيرا: (فيطوس)..
ومن المعلامة .. دعونا نفتش حال التعليم اليوم حول العالم من خلال أفضل جامعاته .
و أفضل 10 جامعات في العالم للعام 2019 م
وبحسب نشرة مؤسسةQS Topuniversities ,alg0 عن 1000جامعه من مختلف دول العالم ..
فكان للجامعات الأمريكية نصيب الأسد فيها ، فبريطانيا ، ألمانيا ، فرنسا، كندا..
ولقد تبوأت ( أول أفضل جامعة عربية ).. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
حيث جاءت عالميا في المرتبه 189..
متقدمة _ وعربيا نكررعربيآ _ على الجامعة الأمريكية في بيروت ،
فجامعة الملك عبد العزيز، الملك سعود ، جامعة الإمارات ، قطر ، الأمريكية في الشارقه ،
ثم الجامعة الأمريكية بالقاهره وتأسست سنة 1919م (إنسى الجامعة العريقة " جامعة القاهرة " للأسف الشديدلاذكر لها ) ..
فالأردنية وأخيرا جامعة قابوس ..
كأفضل جامعات (عربية ؟! )
وفي مقدورها _الجامعات العربية تلك_ أن تفتح لك الطرق لنيل الماجستير والدكتوراة في كبرى الجامعات العالمية..
وقبل أن أبدأ في الحاله اليمنية ( تعليميا ) ؟
أنبه بهدوء.. على ركائز التعليم ..إذ تبنى في رأي المتواضع وتقوم على وجود طالب : سليم ، معافى بدنيا وشابع ،
ومعلم : قدير ، كفوء، قنوع بمهنة التدريس ويقدسها و ( راتبه الشهري غير مقطوع منذ سنين ) يستلمه آخر كل شهر
غير منقوص مع إضافات ومكافآت وحوافز لابد من توفيرها له فهو من يصنع قادة الغد (؟!)
وكتاب / منهج : متكامل بعيد عن الحشو ، والتطرف الديني والغلو والدعوة للوراء
_كوجه (الحوثي) الثقافي والتعليمي و ملازم سيدي حسين وترهات المسيرة القرآنية المزعومة ، ومن سبقه ومن جاء بعده_
والتوقف عن الهروب من الحاضر دون حسابات دقيقة.. فقط صوب الماضي البعيد الملغوم ؟
بشقيه السني والشيعي ، وبألوانهما الراديكالية والليبرالية ؛
وتجاهل فظ للحظة ( الآن )
لطبيعة الحياة وصيرورة الزمن ودوران الساعة ..؟
ويعنى بإهتمام كبير وبلا حدود بالمرحلة الإبتدائية أولا كحجر الزاوية والأساس ولب القصيدة
وإعتباره الجسر المتين المؤتمن عليه للعبور .. لما بعده من مراحل تعليمية تالية ، حتى الدراسات العليا..
وبهذا تصان الأمة من ويلات التعليم الأعرج (الموجه) بغباء وتخلف
فيفرز لنا من ثاني وجديد أشد من : القاعدة وطالبان وداعش وأذرع إيران..؟
تعليم إبتدائي يبشر ويفيد وينفع ولا يضر .. يبشر .. و .. لا ينفر ..
بالإضافة بالطبع لإجواء الطالب المجتمعية المحيطة به وأرجو تأييدكم لما سأذهب إليه الآن :
أبرزها " الأسرة " خاصة لو لم تعاني من الفقر / العنف / التمييز الجنسي ..
و كل ما يجبرها لدفع الأطفال للعمل المبكر _ أشدد على العمل وليس حمل البندقية والإنخراط في جبهات القتال / الجهاد ؟
ويعود الطفل من الجبهة مصندق بإلوان خضراء لاغير ؟!
تصاحبه زغاريد (ومحجرات) كاذبة ، جوفاء ،
تتعارض مع كينونة " البشر "
صاحب الدموع والبكاء حال الحزن وصيحات الفرح وقهقهات السعادة حين الإنتصار (؟ ! ) ..
هذا دور " الأسرة " أن لاتدفع بالطفل لسوق العمل مبكرآ بدلا عن التأهيل العلمي المناسب له وبما يتناسب وسنه وذكائه ..
كما على الدولة التي أهتمت بالمبنى قبل المعنى
أن يوازي إهتمامها بالمباني كمشاريع تنمية عقارية .. إهتمامها بالطفل والطفولة..
بحيث لاتهمل الطفل / الطالب وقبله (المعلم )..
أيضا: الإدارة والمدير وجهاز التعليم والتربية الواطىء منه والعالي والفاشل عربيا بإمتياز ..
وعن التعليم { يمنيا } أسطر هنا بضمير يتوجع :
_ فشل وفقر التعليم في اليمن يتجلى في ذهنية قادته ورجالات النخبة منه ..
_ فالشيخ عبد المجيد الزنداني رعاه الله دفعنا نحن الطلاب في الإعدادية للغضب؟
وحرضنا في ماكان يرأسها (الجمعيه العلميه فوق القسم الداخلي في مدرسة الوحدة الإعدادية بصنعاء 1970م )
للتظاهر في شارع جمال أمام وزارة التربية وكان يومها المربي الجليل (أحمد جابر عفيف ) الوزير
نطالبه في المظاهرة (الحنانة الرنانة) وقف بناء جامعة صنعاء؟
وهي أول جامعة نوت مشكورة دولة الكويت بناءها جنبا إلى جنب دار الكتب ..
(ما أروع سياسة دولة الكويت وعطاءها لليمن ؛
ولم تر منا غير العيون الحمر حين أزمتها مع العراق وإرجاع الفرع للأصل كما نفذه صدام؟ )
ماعلينا نعود لموضوعنا " سينــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا عبدوه " :
على إعتبار أن _ جامعة صنعاء_ في ظن الزنداني وقناعاته الهبله ؛
ستتيح حرية الإختلاط بين الجنسين من الطلاب !!
كجامعة القاهرة ودمشق وبغداد
وكأن الأخريات مواخر للبغاء أو كباريهات ليلية وليست جامعات علمية كبرى ..
وهذا علم من أعلامنا وشخصية مربية وحزبية كبيرة وعامة من شخصياتنا وخريج المعلامة خاصتنا أيضآ ؛
كانت ولاتزال تعشش في مخيخه وتستبد به (بكارة ) المرأة..؟!
و
_ الرئيس الأسبق / الأمي قوي قوي / أحمد الغشمي :
حينما سأله الصحفي عن مؤهلاته أجاب بثقه (طاعة الله والوالدين )؟
ثم طلب كشفآ عاجلا بإسماء خريجي الجامعات من / محمد خميس / الوزيرللداخلية/ والأمن الوطني ؟
لإعتقالهم تمهيدا لإعدامهم جميعا كما يرويها البارز في الصحافة الكويتية (الجارالله)؟
و
قبل أن أصارحكم القول بإن التعليم في بلادنا لم يوجد بعد ..
و إلى كل ماسبق ذكره.. لا ننس أن من أفشل طرق أعمتدت الدولة عليه كتعليم للإبتدائي / الإعدادي
هو [ إلزامية التعليم ] على خريجي الثانوية العامة
للتدريس في المدارس الرسمية النظامية
و في دول كثيرة من بينها أفريقية تبذل هكذا جهود من طرف أفراد كشافة أو أعضاء متطوعين من الجنسين ..
يدورون لمحو الأمية في شوارع القرى والمدن ؟
فبنينا ( بإلزامية التدريس الإجباري لخريجي الثانوية العامة ) جيل ، بل أكثر من جيل .. على خطأ .. فاقد الشيىء لايعطيه ..
ماذا في وسع خريج من الثانوية فقط وجاء من المعلامة
و كملها _ الثانوية_ بالعافية ولانقل بالغش كستر أمر به ربنا ( فراغ ) أن يفيد طالبه ..
وذلك الجيل تشربت منه أجيال ..
ووصل بنا وبهم الحال إلى مانحن عليه .. ( ؟!) ..
وكم يتبين لنا الفارق بين اليمن وفنلندا ..
فنلندا التي أقترحت التعليم الإلزامي (الحر) مدى الحياة لمن يرغب في العمل الأهلي الذاتي الحر..
وهنا نستذكر شعبآ وحكومة بالدرجة الأولى ، إجتهادات وصوت د.عبد الكريم الإرياني ..
في ضرورة توجه اليمن { للتعليم المهني } ..
فيلتحق شبابنا بسوق الخليج عن معرفة وإقتدار
يكون قادر على منافسة الغير فيها ؛
إضافة إلى سد حاجتنا الداخلية لهذه المهن
والتخطيط جيدآ للتصديرمن خيرات وثروات ومعادن اليمن..
ومنبع كل هذا { التعليم المهني } في كل المجالات..
وتخريج عمال أكفاء ( أساطيه وشقاه) بدلآ عن خريجي الجامعات كأولوية يمنية خاصة قصوى ..
وليس جامعيين بكرفتات ونظارات ولا غيره ..
ويزاحمونا في سوق القات ..( ؟! ) ..
الجامعي والعالي لليمن في ظني المتواضع كماليات في اليمن وعسير على الهضم كان ولايزال :
لوحات إستعراضية لاقيمة لها ولا تسد حاجياتنا
ولاتوفر لإصحابها فرص عمل حتى
وهذه المصيبة الكبرى هي من جنت على التعليم بكامله .. فلا ..ذا.. تأتى منه ..ولا..ذا .. حصل / كما يقال..!؟
ولو يتمترس _ الخريج أيآ كان _ بدكتوراة وإثنتين فهو في وادي والبلد كله في واد ثان . .
بل لن أذهب بعيدآ أننا نهين هذه المسيات العلمية / الأكاديمية / وجاءتنا في الوقت الغير مناسب
(نشتي بالبلدي الفصيح أساطيه وشقاه أولآ ) ؟
وقبل أن أختم أجد ..أن اليمن : لما نوى بايصلي ضيع القبله ..!!
وهو يجرد أرباحه من التعليم الفاشل تلك اللحظة ؛تحز في نفسه حقيقة أنه..
لاهو كسب متعلمين ولا مثقفين ولا نهضة أو تغيير إجتماعي منشود
ولا تقدم إقتصادي أو معرفي / حضاري / مشهود. ولا يحزنون.. بل ( عميا تخضب مجنونة ) ؟
طوابير من الكتبة الشبه أمييين..و ( العواطليه )..
بدأناها بالمعلامه ومررنا بهكذا تعليم مسخ ، ومنفر ..
وكما قلنا ونكرربألم تعليمنا كان فاشلآ والآن أفشل و (ماهلوش) ؟!
وضاع الجمل _ ياعلي _ و بماحمل :
بينما العالم متحفز ونشيط ويبهرنا كل ثانية بالمبتكر الجديد
نحن نائمون مسلطنون ،مغيبون ، مخزنون ..؟
العالم من حولنا ينكب على :
التعليم التكنولوجي والرقمي وتوزيع { لاب توب لكل طفل }..
ونحن
لافائده منا ترجى ؟
و
(لانبالي)..؟ بالطبع ..!
طالما لايزال قديمنا البالي ، المندثر هو الجديد ..
طالما :
بيننا .. مربينا في البداية والأصل والنهايه ؛
لايزال :
_ ( " سينــــــــــــــــــــــــــــــــــــا عبدوه " ) .

 

*سيناريست يمني / هولندي .

*المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

 



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي