الطموح السياسي وتوافر القوة .. من يصنع الإمبراطوريات ؟
2021-01-30
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

 إختلاف حال أمريكا الدولة العظمى الأكبر في العالم اليوم عما كانت عليه قبل شهور
شيىء مربك قبل أن يكن محير ؟
(ترمب يستخف بوباء كورونا ولا يعيره إهتمامآ على الرغم من تحذير المخابرات له ، التساهل تجاه هذا الوباء القاتل )
أمريكا قبل كرونا ليست أمريكا مابعد كرونا (الصينية)؟
أمريكا :
ليست كما كانت من قبل كورونا ؛
وصارت المريضة الأولى بإستيطان كورونا لها قبل الصين
وأكثر فتكآ بها من إيران أو إيطاليا وأوروبا ؟
فتعزل اليوم فيها مدنآ كبرى بل ولايات بإكملها ..
وتغلق فيها المصانع والشركات ومؤسسات العمل ومنافذ الأعمال ؛
ويتوقف الناس عن الحركة في الشوارع ؟!
ويفقد مايزيد عن 3 مليون أمريكي وأمريكيه أعمالهم في الشهر الأول؟
ويطلبون رسميآ إعانات تعطل من الدولة الأمريكية
و( خلال أسبوع ) واحد تضطرأمريكا الدولة :
_ لضخ الدولة الأمريكية لشريان الإقتصاد الأمريكي 2 تريليون دولار أمريكي ..
ياألله رقم صعب ومخيف في أسبوع واحد فقط ؟
هذا تم خلال أسبوع مابالك لو أستمرت أزمة الوباء _ كرونا_ بضعة شهورقادمة هل ستفلس أمريكا العظمى ؟
هل ستفلس أمريكا ؟ سؤآل ..
الأمر الذي يذكرنا بإسباب سقوط أكبر إمبراطورية إستعمارية عرفتها البشرية ( الدولة البيزنطية) ؟
وبزوغ غيرها ؟
بيزنطة :
حكمت أكثر من ألف عام
وكان إمتداد سيطرتها الجغرافيه يفوق الخيال كقوة إقتصادية وثقافية وعسكريه في أوروبا والعالم ..
المؤرخون يعددون أسباب عدة أدت لإنهيارها..
منها إتساع رقعة حروبها وإستعداء محيطها الأوروبي
وثورة قبائل الجرمن عليها وتوجيههم ضربات قاصمة للبيزنطيين ،
وإستمرار الحروب عليها من قوى خارجية عليها ( الدولة العثمانية )
جعلها تستنزف مواردها المالية
وبدأ العجز المالي لايلبي نفقات جيوشها المنتشرة هنا وهناك ..
فبدأت في فرض الضرآئب المجحفة على مواطنيها ورعاياها (خاصة العبيد وهم عماد الإمبراطورية)
ما سبب لتخليهم عنها ؛
في ذات الوقت صعدت قوى جديدة بعافية كامله ( السلاجقة / العثمانيين )
وبدأت تصدها وترث أراضيها ومستعمراتها واحدة تلو الأخرى ..
وإلى جانب ثمن التوسع العسكري وكلفته المفرطة
زاد إستشراء الفساد السياسي والمالي والإجتماعي فيها ؛
ماولد شروخآ كثيرة في بنية الحكم
وساعد على عدم الإستقرار السياسي ؛
كما أن ظهور العقيدة المسيحية بقوة
كجهة مخلصة ومنقذة لرعايا الإمبراطورية كالعبيد وغيرهم من المهمشين
أصاب البيزنطية الوثنية في مقتل ،
حتى لوكان الإمبراطور ( هرقل ) ..
وأهم مما تقدم وهو ما نرمي له ..
هو حرب الطبيعة القاسي على الإمبراطورية
فبالإضافة للبراكين والزلازل فرض مرض (الطاعون ) نفسه على كل الإمبراطورية دون إستئذان ؛
وحل ضيفآ عليها ثقيلآ غير مرغوبآ فيه البته ..
مرض جديد لامصل له
ولاعلاج يقضي عليه
فحصد أرواح الملايين دون رحمة ،
بخاصه أن الدولة لم تعمل على التصدي له بحيوية ومسؤوليه منذ بدايته ..
بل تركت المواطنيين وشأنهم يقابلون مصيرهم
والحكام في قصورهم مرفهين ؟
يحكمون الشعب من خلف الجدر؟
فزاد غضب الشعب عليهم
وبدأ التذمر والتمرد والثورة عليها _ الإمبراطورية _ وشكل أصعب المصائر لها ..؟
وكان لإنتشار وباء الطاعون أبلغ الأثر في سقوط بيزنطة
حين هرب السكان من المدن إلى الأرياف
ثم لما بعد الأرياف
وأهملت النشاطات التجارية
وهجرت الزراعة وما في حكمها ومستواها
فعمت الفوضى
وسيطر الموت على الدولة من القاعدة حتى القمة ؟
والشيىء بالشيىء يذكر ..
( كورونا ) خرجت من الصين وبدأت الصين تتعافى منه ..
سواء كانت كورونا فيها بفعل فاعل؟
أم من إختراعها هي أي الصين كما تلمح له أمريكا فيروس صيني خرج عن السيطرة ؟
بل صارت الصين تمد يد المساعدة لدول أوروبا والعالم ( الآن ) علميآ وطبيآ ولوجستيآ ؟
لمكافحة المرض / الوباء / الجائحة ..
ووجدت حلآ لمشكلتها الصحية هذه
على عكس (هتلر) الذي هزمه الجنرال شتاء (في إشارة لعدم تمكن جيشه العملاق على أبواب موسكو من هزيمة برد روسيا القارص ..
وما سمي بعدو ألمانيا / هتلر / رقم 1 / الجنرال شتاء )..
أو غابات فيتنام التي هزمت أمريكا في الحرب الأمريكية الفيتنامية
لإختباء ثوار فيتنام فيها ..وقيامهم بالهجومات الدموية المذله لقوات أمريكا ؟
_ أمريكا كما نلاحظ جميعآ الساعة :
_ كادت أن تغرق جراء شيوع المرض / الوباء / دون حل ..
أو حيلة تمتلكها
لوقفه ؟
كما فعلت الصين اليوم ؛
ربما ستجد لقاحآ _ أمريكا _ أخيرآ نؤكد ربما ؟
و مرور الساعة الواحدة الآن يعادل سنة بكاملها ؛
سيسقط فيها حتمآ الألاف / الملايين .. موتى ،
وإقتصاد ينهار
وستزداد البطاله
وقد ينتشر الجوع لإول مره فيها ( أمريكا ) ؟
وهنا السؤوال الكبير سؤال المليون كما يقال في أمريكا !
_ ما ذا لو تمرد الشعب الأمريكي أخيرآ على حكومته ؟؟
وصرخ بإعلى صوته ..
كما فعل رعايا الإمبراطورية البيزنطية بعد ألف عام من الحكم والهيمنة والسيطرة بإعلى صوته :
( الشعب يريد إسقاط النظام) .

 

*سيناريست / يمني /هولندي .

*المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

 


مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي