ما سر ندم إسرائيل على انهيار الاتفاق النووي الإيراني.. وهل يكون التحالف مع الخليج هو البديل؟

متابعات الامة برس:
2021-03-08

بنيامين نتنياهو

تل أبيب-وكالات: تحولت إدارة أزمة البرنامج النووي الإيراني إلى كابوس بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت يستعد فيه لانتخابات جديدة.

وقرر الكنيست الإسرائيلي نهاية العام الماضي حلّ نفسه وإجراء انتخابات مبكرة بعد فشل الحكومة في تمرير الميزانية، وستكون الانتخابات هي الرابعة في غضون عامين.

ويشير استطلاع رأي داخلي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بشأن أداء نتنياهو في منصبه، يغطي مجموعة من القضايا من إيران إلى الجائحة، في إلى سوء إدارة في العديد  من الملفات، ولكن البرنامج النووي الإيراني تحديداً يتحول إلى كارثة بالنسبة لنتنياهو.

فلقد صرح نائب رئيس الموساد المنتهية ولايته، للصحيفة بالقول: "المحصلة هي سوء إدارة كلٍّ من فيروس كورونا والمسألة النووية".

وأقرَّ رجل الموساد، الذي لعب دوراً محورياً في عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني التي ينظر لها الإسرائيليون بإعجاب، بأنَّه اتضح أنَّ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مع إيران كان خطأً.

وتنقل الصحيفة عنه قوله: "كان اتفاقاً سيئاً. لكنَّ موقفنا اليوم أسوأ. فالإيرانيون يخصبون اليورانيوم بوتيرة سريعة". يمثل هذا خروجاً كبيراً عن الموقف الرسمي الذي روَّج له نتنياهو، لكن يمكن سماع نفس الرأي من مسؤولين كبار آخرين تقاعدوا من المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية في العامين الأخيرين. يشير الكثير منهم إلى أنَّ نتنياهو ببساطة مدير سيئ.

حاولت وزيرة حماية البيئة غيلا غمليئيل (من حزب الليكود) الأربعاء 3 مارس/آذار، إنعاش الجبهة الإيرانية في مؤتمر صحفي غريب نوعاً ما، ادَّعت فيه أنَّ التسرب النفطي الضخم الذي لوَّث شواطئ إسرائيل الشهر الماضي، فبراير/شباط، تسبَّبت به ناقلة نفط ليبية أبحرت من إيران. وأضافت غمليئيل أنَّ طهران تقف خلف الحادث، الذي وصفته بـ"الإرهاب البيئي".

هناك فقط مشكلة واحدة صغيرة مع فرضيتها: لا البحرية ولا استخبارات الجيش ولا أي هيئة استخباراتية إسرائيلية يشاطرونها هذا الاستنتاج. في الواقع لم يكن لديهم علم مسبق بما كانت غمليئيل ستقوله. وحتى الخبراء في وزارتها نأوا بأنفسهم عن تصريحاتها، حسبما ورد في تقرير  لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.

أمل نتنياهو في ملف العلاقات الخليجية

وفي ظل وجود مجال محدود للمناورة بشأن إيران، قد يحاول نتنياهو تركيز بقية حملته الانتخابية على الجانب الإيجابي: النجاح السياسي الدبلوماسي الكبير في هذه الولاية، أي اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب.

في ظروف أكثر ملاءمة، كان نتنياهو على الأرجح سيضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، للكشف أخيراً عن العلاقات السعودية الإسرائيلية، حسب الصحيفة الإسرائيلية.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قام نتنياهو بزيارة سرية إلى المملكة العربية السعودية والتقى مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو.

وكتب كاتب الرأي بصحيفة The New York Times الأمريكية توماس فريدمان، الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع الأسرة السعودية الحاكمة، هذا الأسبوع أنَّ انضمام المملكة إلى اتفاقات أبراهام قد يحدث تحولاً في الوضع الاستراتيجي في المنطقة.

وأشار إلى أنَّ الرياض قد تقوم بهذا بشرط افتتاح سفارتين: واحدة في القدس الغربية وأخرى في القدس الشرقية (للفلسطينيين). ويعتقد فريدمان أنَّ هذه الخطوة بحد ذاتها يمكن أن تبقي حل الدولتين حياً.

 

 

إحدى المشكلات هي أنَّ ولي العهد غارق في مشكلاته. فهو بالكاد أخرج نفسه بكدمات خطيرة، من تقرير الاستخبارات الأمريكية حول مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، حسب الصحيفة الإسرائيلية.

وكثَّف المتمردون الحوثيون في اليمن مؤخراً- بتوجيه وإرشاد من إيران- هجماتهم بالصواريخ والطائرات بدون طيار على أهداف استراتيجية في السعودية. الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو هجمتان بطائرات دون طيار وقعتا بعد فترة وجيزة من تنصيب بايدن ولم تلفتا الانتباه كثيراً.

كتب د. مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أنَّ الهجومين وقعا في وضح النهار، واعترضت منظومة الدفاع الجوي السعودية الطائرات دون طيار في نهاية المطاف. لم يقع ضرر كبير، لكنَّ إحدى الطائرات دون طيار وصلت على ما يبدو إلى القصر الملكي في الرياض. تقييم نايتس هو أنَّ هجوميّ يناير/كانون الثاني جاءا من قاعدة قرب بغداد، تديرها إحدى الميليشيات المحلية الشيعية التي تمولها إيران. وكما هو الحال مع الهجوم على حقول النفط في خريف 2019، يُظهِر الإيرانيون من جديد مدى انكشاف الخاصرة الرخوة للسعوديين.

نحب نتنياهو

ذكر مصدر متصل بالعائلة المالكة السعودية لتليفزيون i24NEWS الإسرائيلي أنهم يراقبون عن كثب الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ويأملون ألا تتغير حكومة إسرائيل.

وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن السعودية تعرف وتقدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتدعم سياساته فيما يتعلق بالعلاقات مع دول الخليج وتكتيكاته للضغط الشديد على إيران.

وأضاف: "نحب نتنياهو فقط، إنه رائع. لديه الكاريزما اللازمة وهو يعرف ما يفعله. نحن قلقون حقاً من أن يحل محله زعيم المعارضة ويغير الأمور"، قال، في إشارة إلى زعيم المعارضة يائير لبيد، رئيس فصيل "يش عتيد".

كما أكد مصدر آخر، على صلة مماثلة بالعائلة المالكة، بشكل أكبر تفضيل السعودية لنتنياهو. وأصر على أنه يعتبره "رأس الحربة في الحرب ضد إيران".

لكن المصدر شدد على أنه لا يوجد مسؤول سعودي يمكنه قول ذلك علانية.

"لن تقول أي دولة ذلك علانية أو تتدخل في انتخابات دولة أخرى، بالتأكيد ليس نحن، وبالتأكيد ليس الآن".

وقال المصدران السعوديان لـ i24NEWS إن هناك عدداً من القضايا التي تهمهما بشكل خاص؛ تغيير محتمل في الحكومة في إسرائيل، بالإضافة إلى تحول حاد في مسار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مقارنة بسلفه الرئيس السابق دونالد ترامب.

فالمملكة العربية السعودية قلقة من منافس نتنياهو، يائير لبيد، رئيس حزب يش عتيد الوسطي (هناك مستقبل)ـ وهي تخشى أنه من المرجح أن يخفف حدة الموقف من إيران وأن يذعن لتحول السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه الصين وآسيا، مما يقلل من عدد الموظفين الأمريكيين المخصصين للشرق الأوسط.

 

التحالف بين دول الخليج وإسرائيل  قد يتوسع

يصف تحليل استراتيجي داخلي أجرته مؤخراً المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية الوضع الإقليمي بأنَّه مزيج من "التوترات المتصاعدة التي تتوسع إلى ساحات أخرى". في الوقت نفسه، يُطلَق على التطبيع بين إسرائيل وبلدان الخليج أنَّه "عامل مُرجِّح" محتمل، يمكن أن يغير توازن القوى الإقليمي خلال فترة قصيرة إلى حدٍّ ما.

فبدايةً، تجاوزت الاتفاقيات الأخيرة بين إسرائيل من جهة وبين الإمارات والبحرين، العامل الفلسطيني.

فقبل ذلك كان عدم إحراز تقدم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يؤدي إلى منع تحسن العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج لسنوات.

ولكن لم  يعد هناك ارتباط بين ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين وعلاقتها بالعديد من الدول العربية.

ترى الصحيفة الإسرائيلية أنه من المحتمل أن يتحقق احتمال تشكيل تحالف استراتيجي إقليمي بصورة ما، وهو ما سيشمل إسرائيل ودول الخليج ومصر والأردن، وحتى اليونان وقبرص.

ولكن ما قدرة هذا التحالف على إلحاق الضرر بإيران؟

لا تعتقد إسرائيل أنَّ السعودية أو الإمارات ستحاربان إيران من أجلها. فهما أقرب وأضعف من أن تفعلا ذلك.

لكن هناك احتمال مستقبلي بحدوث تعاون دفاعي واستخباراتي أوثق، وهو الأمر الذي كان قائماً على مستوى منخفض بالفعل منذ سنوات، بحسب تقارير الصحافة الدولية.

لذا كانت هناك تقارير في السنوات الماضية عن مناورات جوية وبحرية تقودها اليونان في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، بمشاركة إسرائيل والإمارات. وهذا العام قد يكون ممكناً إجراء مناورات على مستوى أعلى، في ظل التعاون المعلن بين إسرائيل والإمارات.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي