سياسيون وشعراء.. قصة مقبرة بريطانية دفن فيها مشاهير الشرق الأوسط

The British cemetery home to Middle East poets, politicians and princes
2021-02-15

عفاف محمد

أشخاصٌ كانوا قامات فكرية وفنية وسياسية فاعلة في مجتمعاتهم من بلدانٍ شتى، وجدوا جميعهم الطريق إلى مثاويهم الأخيرة في ممشى هادئ محاط بالأشجار ضمن مقبرة بريطانية. يسلِّط الكاتب عندليب فرازي صابر الضوء على حكاياتهم في تقريره المنشور حديثًا ضمن موقع «ميدل إيست آي» وقصصهم التي بقيت حتى بعد أن وارى التراب أجساد أصحابها.

مدفنٌ يعبق بالتاريخ

على بعد حوالي 30 كم جنوب غرب لندن، تقع مدينة ووكينج موطنَ أكبر مقبرة في أوروبا الغربية. حجم هذه المقبرة الهائل ليس سرَّ رهبتها الوحيد، بل أيضًا التاريخ الهائل الذي تحمله بين جوانبها، إذ يستريح في هذا المكان بعض من أهم المفكرين والمبدعين والناشطين والملوك من حول العالم.

يرقد في هذه المقبرة بعضٌ من حكام الشرق الأوسط التاريخيين، ومثال ذلك آخر حكام مملكة اليمن المتوكلية (اليمن الشمالي) الإمام محمد البدر بن حميد الدين (1929- 1996)، والسلطان سعيد بن تيمور من سلطنة عمان (1910- 1972) الذي دُفن في هذه المقبرة عند وفاته، لكنه أعيد لاحقًا إلى عمان وفق ما يذكر التقرير. ترك كلٌّ من هذين الزعيمين العربيين بلادهما على إثر انقلابات، ليعيشا المنفى في بريطانيا.

كذلك حال عالميِّ الصوفية الأخوين إدريس شاه وعمر علي شاه اللذين يرقدان في جانبٍ هادئ من المقبرة، وغيرهما كتَّاب آخرون، بمن في ذلك الشاعرة العراقية سلمى بنت عبد الرزاق الملائكة، الملقبة بِأم نزار الملائكة (1909- 1953)، وتشتهر بكونها والدة أيقونة الشعر العربي الحرِّ نازك الملائكة.

هؤلاء ليسوا سوى عدد صغير من 46 شخصًا بارزًا سلط المؤلف والمؤرخ البريطاني طارق حسين الضوء عليهم من ممشى مدافن المسلمين في مقبرة بروكوود. يلتقي التقرير بالمؤلف حائز الجوائز وكاتب الأسفار وخبير التراث، طارق حسين.

وينقل عنه تعقيبه عن المقبرة: «في المرة الأولى التي زرتها فيها، شعرت بالإثارة والمشاعر الغامرة مع بدء إدراكي مدى ثراء التاريخ هناك وأهميته. أصبحتُ عاطفيًّا بعض الشيء أيضًا لمجيئي إلى المثاوي الأخيرة لبعض من الأشخاص الذين قرأت ودرست عنهم -مثل محمد مرمادوك بِكثال ويوسف علي»، ويضيف حسين: «عرفتُ على الفور أني أريد للآخرين التوصل إليهم أيضًا، ليتمكنوا من تقدير ثراء التراث الإسلامي لبريطانيا أيضًا».

1- ناجي سليم حسين العلي

رسام الكاريكاتير الفلسطيني المعروف في أنحاء الوطن العربي كله، بريشته الساخرة الناقدة للأوضاع السياسية وبشخصيته الأشهر حنظلة، وهي الشخصية التي أصبحت التوقيع الأهم لفنِّ ناجي العلي، وتمثل صبيًّا في العاشرة من عمره يدير ظهره للعالم بينما يراقب الفظائع من حوله، ويُقال إنه يرمز إلى العالم الذي يدير ظهره لفلسطين. كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، مثل شخصية المرأة الفلسطينية ذات الشكيمة القوية، وكذلك القيادات الفلسطينية والعربية المتخاذلة، وشخصية الجندي الإسرائيلي.

لا توجد وثائق أو مصادر مؤكدة تحدد تاريخ ميلاد ناجي العلي على وجه الدقة، لكن المرجح أنه ولد عام 1937 في قرية الشجرة بمنطقة الجليل، وذلك قبل قيام إسرائيل والأحداث التي تلتها في المنطقة. عاش ناجي العلي بين لبنان والكويت، ونشرت رسومه الكاريكاتورية السياسية في صحف «الطليعة» و«القبس» و«السياسة الكويتية» و«السفير» اللبنانية. ومن خلال هذه الرسوم كان العلي يلفت الانتباه لمشكلات ومسائل فلسطين والشرق الأوسط.

داوم العلي على انتقاد القيادات الفلسطينية ووحشية الجيش الإسرائيلي، وعلى مرِّ السنين تلقى العلي أكثر من 100 تهديد بالقتل وفقًا لما ينقله التقرير عن رئيس تحريرٍ لإحدى الصحف التي كان يعمل بها.  في عام 1987، أصيب ناجي العلي برصاصة في رقبته خارج مكتب «القبس» في لندن في يوم 22 يوليو (تموز)، في عملية اغتيال أودت بحياته وشابت بعض تفاصيلها الغموض حتى الآن. دُفن العلي في مقبرة بروكوود، خلافًا لرغبته بالدفن في مخيم عين الحلوة للاجئين في لبنان؛ حيث قبر والده وذكريات طفولته.

يحكي التقرير عن قبره الرخامي الأسود الذي يقع بين قبور أشخاص من الجالية التركية في منطقة مدافن يستخدمها الصندوق الإسلامي البريطاني التركي. ويُلحظ العلم الفلسطيني الموضوع فوق شاهد القبر، مع دفترٍ صغير يُظهر شخصية حنظلة على أحد جانبيِّ القبر متروك هناك ليذكِّر بأن إرث العلي ما زال حيًّا.

2- زها حديد

معمارية عراقية بريطانية (1950- 2016)، اشتهرت بأسلوبها المعماري التفكيكيِّ المهتم بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم المعماري، وكانت أول امرأة تنال جائزة بريتزكر (2004) التي تعد نوبل الهندسة المعمارية. ولدت زها في بغداد ابنةً لمحمد حسين حديد، وهو أحد القادة المؤسسين للحزب الوطني الديمقراطي العراقي والوزير الأسبق للمالية العراقية بين عامي 1958- 1960، وللفنانة وجيهة الصابونجي التي علَّمتها حب الرسم والفنون منذ الصغر.

درست زها حديد في بيروت ولندن قبل أن تبني لنفسها اسمًا بتصاميم عالمية تشمل دار الأوبرا في غوانغجو بالصين، وفي كارديف عاصمة ويلز، ومنصة تزحلق على الجليد في أنسبروك بالنمسا، ومركز حيدر علييف في باكو أذربيجان، والمتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما ماكسي، وغير ذلك.

نالت زها حديد العديد من الأوسمة والجوائز والميداليات التكريمية. في عام 2012، حصلت على الوسام الإمبراطوري الياباني ووسام التقدير من الملكة إليزابيث، وفازت بجائزة ستيرلينج البريطانية عام 2010 – إحدى أهم الجوائز العالمية في مجال الهندسة – والميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية في عام 2015، لتكون أول مرة تُعطى فيها لامرأة بعد سجل متتابع من المعماريين الرجال.

توفيت زها حديد في مستشفى بميامي الأمريكية إثر إصابتها بأزمة قلبية، حيث كانت تعالج هناك من الالتهاب الرئوي وتعرضت لأزمة قلبية مفاجئة، وفقًا لبيان أصدره مكتبها بلندن، وكانت قد أوعزت في وصيتها بأن تدفن في مقبرة بروكوود بين أبيها وأخيها. عند وفاتها، كان لدى زها حديد 36 مشروعًا غير مكتملٍ بعد، ولكن شركتها المعمارية أشرفت على متابعتهم وفقًا للتقرير، بما في ذلك إستاد الجنوب القطري في الوكرة المخصص لاستضافة كأس العالم عام 2022، ومركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض.

3- الأميرة خديجة خيرية عائشة درُّ الشهوار

الأميرة در الشهوار (1914- 2006)، وهي  الأميرة خديجة خيرية عائشة درُّ الشهوار بنت الخليفة عبد المجيد الثاني آخر خليفة عثماني، ووالدتها السيدة عطية مهستي. تلقت تعليمها في تركيا، وتدربت على فنون الدفاع عن النفس، بهدف خلافة والدها في يوم من الأيام. وعندما أصبحت الدولة جمهورية في عام 1924، فرَّت عائلتها من تركيا وسعت إلى المنفى في فرنسا، حيث استقروا في نيس.

في سنِّ السابعة عشرة، التقت درُّ الشهوار الأمير أعظم جاه حمايت علي خان نظام، الذي كان آخر حكام إمارة حيدر أباد بجنوب الهند، وتزوجته وباتت تحمل لقب أميرة برار. يُقال إن والد أعظم جاه كان يدفع للأفندي – والدها – معاشًا شهريًّا لإعالته ورعاية أموره بعد خلعه من منصبه، لذلك عندما طُلبت يد الأميرة خديجة خيرية للزواج من ابن نظام، لم يستطع أفندي الرفض.

بعد زواجها عام 1931، انتقلت الأميرة إلى الهند مع زوجها الجديد حيث أنشأت مستشفيات في منطقة بوراني هافيلي في حيدر أباد، وهي مستشفيات ما تزال قائمةً حتى اليوم وفقًا للتقرير. أنجب الزوجان ولدين، أحدهما الأمير مكرم جاه الذي أصبح لاحقًا حاكم حيدر أباد (منصب نظام الملك)، لكنه تخلَّى عن دوره ليبدأ حياة جديدة في المناطق النائية الأسترالية بمثابة مزارع مالكٍ للأغنام والماشية.

بقيت الأميرة خديجة في بريطانيا بعد أن أكمل ابناها تعليمهما هناك، ودُفنت في مقبرة بروكوود، بعد توكيدها عدم رغبتها بأن تُدفن في تركيا، لا سيما مع رفض الحكومة التركية دفن والدها عند وفاته عام 1944.

4- محمد مرمدوك بكثال

ربما يُعرف الباحث الإسلامي الغربي محمد مرمدوك بكثال (1875- 1936) بين المسلمين بكونه مترجم النص القرآني إلى الإنجليزية (عام 1930)، والذي أصبح من أكثر النصوص شيوعًا لأيِّ مريد لدراسة القرآن المقدس. لم يكن محمد مرمدوك بكثال مجرد مختص بالترجمة، بل كان كاتبًا وروائيًّا إنجليزيًّا ذا إسهامات عديدة، سافر إلى العديد من البلدان في الشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا ومصر وفلسطين وسوريا، في وقت كانت فيه الإمبراطورية العثمانية تنهار.

ينقل التقرير عن إحدى السير الذاتية التي تصف حياة بكثال، وتذكر كيف كان مهتمًّا بتعلم اللغة العربية بشدة في سن الثمانية عشر عامًا، وكيف كانت طلاقته اللغوية تزداد بصورةٍ مبهرة، وأنه ركب على متن السفينة المتجهة إلى يافا، هناك ارتدى الزيَّ المحلي وهو ما أثار استياء المقيمين والمبشرين الأوربيين، ليختفي في أعماق الأراضي الفلسطينية. ألهمت رحلاته عددًا كبيرًا من رواياته، التي كتبها على مدى عقدين من الزمن، بما في ذلك رواية «سعيد صياد السمك»، التي نالت الثناء من معاصريه.

عندما سعى بكثال إلى اعتناق الإسلام وهو في التاسعة عشرة من عمره، خلال فترة وجوده في دمشق، قيل إن الشيخ في المسجد الأموي ناقشه بالعدول عن ذلك، مذكِّرًا إياه بمشاعر والدته عند سماع هذا الخبر، وحاثًّا إياه على اكتساب المزيد من المعرفة عن الإسلام قبل اتخاذ القرار. احتاج بكثال إلى 20 عامًا بعدها قبل أن يقرر اعتناق الإسلام في عام 1917. قضى بكثال سنواته الأخيرة في الهند، حيث أصبح محررًا لصحيفة «بومباي كرونيكل».

توفي بكثال في كورنوول عام 1936، وينقل التقرير عن الأكاديمي همايون أنصاري، أستاذ تاريخ الإسلام والثقافة في جامعة رويال هولواي في لندن، قوله بأن بكثال اختار الدفن في بروكوود ليكون مثواه الأخير بغية ضمان إجراء طقوس الدفن الإسلامي الصحيحة، وتأكيد «انتماءه الديني والتزامه بالإسلام للأجيال المستقبلية من مسلمي بريطانيا» علنًا.

5- الأمير سلطان حامد ميرزا قجار

ولد حميد ميرزا في طهران (1918- 1988)، لكنه نشأ وتلقى تعليمه في تركيا وإيطاليا وفرنسا قبل أن يستقر في بريطانيا. رغب البريطانيون بأن يصبح حميد ميرزا المرشح التالي لمنصب شاه إيران، لكن عند إدراكهم عدم قدرة ميرزا على التحدث باللغة الفارسية، وضعوا محمد رضا شاه بدلًا منه على العرش.

يتحدث التقرير عن أجزاء من حياة ميرزا؛ إذ انضم إلى البحرية الملكية البريطانية تحت الاسم المستعار ديفيد دروموند، وهو الاسم الذي قال إنه اختاره أثناء تقليب دليل الهاتف. ومن ثم ذهب إلى العمل في صناعة النفط، ليجد وظيفة مع شركة «موبيل» وهو ما دفعه للعودة إلى إيران – بالصدفة – عام 1971، وكانت هذه المرة الأولى التي يعود فيها منذ تركه لها في الرابعة من عمره.

يُحيل التقرير إلى مقابلة أجريت معه ضمن مشروع التاريخ الشفوي الإيراني في جامعة هارفارد، وبها تحدث ميرزا بصراحة عن فترة عودته لإيران، مستذكرًا صدمته من مستويات الفساد آنذاك. وبعد سلسلة من الاحتجازات من قبل سافاك (جهاز الاستخبارات الإيراني)، عاد ميرزا إلى المملكة المتحدة حيث أمضى بقية حياته مع زوجته الثانية.

6- الأميرة مصباح خانوم

صاحبة السمو الأميرة مصباح حيدر (1918- 1977)، وتعرف تحت لقب مصباح خانوم. الأميرة مصباح حيدر الابنة الثانية للأمير علي حيدر، الذي شغل منصب أمير وشريف مكة من 1916م حتى 1917م أثناء الثورة العربية الكبرى والحرب العالمية الأولى، ووالدتها الأيرلندية إيزابيل دنكان. نشأت مصباح خانوم وترعرت مع شقيقها في إسطنبول، حيث امتلكت العائلة منزلًا ثانيًا هناك.

أعاد المؤرخ البريطاني طارق حسين اكتشاف قبر الأميرة مصباح خانوم في الجزء الأقدم من المقبرة المحمدية، وذلك بعد قراءته لكتاب أرابيسك (1944)، الذي وثَّقت فيه الأميرة حياتها بوصفها أميرة مكيَّة، ويقدِّم هذا الكتاب نظرة فريدة للحياة في السنوات الأخيرة قبل تأسيس الجمهورية التركية وفقًا لأحد المعلِّقين على الكتاب، إذ كانت والدتها إيزابيل دنكان ابنة جنرال بريطاني يعمل مستشارًا للجيش العثماني، وعمل والدها في مختلف المناصب الإدارية في إسطنبول، وسوريا، والمدينة المنورة، وبيروت.

يتحدث التقرير عن جهد المؤرخ البريطاني طارق حسين في إيجاد القبر، إذ أمضى شهورًا في المقبرة متنقلًا من قبر إلى قبر ليجد مدفنها أخيرًا، ويستذكر حسين استياءه في تلك اللحظات لأنها «سليلةٌ فعليةٌ للنبي، ولها صلة بريطانية محتملة ومدفونة في إنجلترا، إلا أن أحدًا لم يذكرها من قبل».

عند انهيار الإمبراطورية العثمانية في عام 1924، انتقلت الأميرة مع عائلتها إلى بريطانيا، حيث التقت وتزوجت من الرائد فرانسيس ستيوارت فريب، الذي اعتنق الإسلام لاحقًا، واتخذ اسم غالب. دفنت الأميرة وزوجها فريب إلى جانب بعضهما بعضًا في مقبرة بروكوود.

7- رمضان جوني

كان رمضان جوني (1932- 2006) سياسيًّا قبرصيًّا، وهو مؤسس أول مسجد تركي في المملكة المتحدة والمالك السابق لمقبرة بروكوود. وُلِد جوني في قبرص عام 1932 وخدم في شبابه في الجيش والشرطة البريطانيين في الجزيرة. هاجر مع عائلته إلى بريطانيا في عام 1958 وهناك ذاع صيته بالعمل الجاد والشخصية العتيدة والحنكة التجارية. أنشأ جوني أول متجر تسجيلات تركية في منطقة جرين لينز شمال لندن، ومن منصبه رئيسًا لمجلس إدارة الصندوق التركي الإسلامي البريطاني أسس أول مسجد تركي في البلاد أيضًا.

ينقل التقرير عن ابنته جونول جوني قولها: «لقد أراد العثور على مكان مخصص للدفن لأفراد الجالية التركية»، مضيفةً: «في طفولتي أذكر أنه ذهب إلى النظر في قطعة أرض في مقبرة بروكوود وعاد ليخبرنا: لقد اشتريت مقبرة للتو! كنا نظن أنه اشترى قطعة أرض، لكنه اشترى مقبرة بروكوود كلها». بقيت المقبرة تحت ملكيته من 1985 إلى 2006 حين بدأ برنامج صيانة المقابر المكثف.

توفي جوني عن عمر يناهز 74 عامًا إثر نوبة قلبية أصابته أثناء زيارته لقبرص. أعيد جثمانه إلى بروكوود حيث يرقد بجانب زوجته سهيلة جوني في ضريح خاص تُظهره صور التقرير.

8- السير رولاند جورج ألانسون وين

وهو خامس بارون هيدلي (1855- 1935)، المعروف أيضًا باسم الشيخ الحاج رحمة الله الفاروق. هو أحد النبلاء البريطانيين، اعتنق الإسلام وأعطي لقب الحاج لأدائه فريضة الحج في مكة، وتبدو كلمة الحاج مزخرفةُ باللغة العربية على شاهد قبره. يذكر التقرير أنه أدى فريضة الحج الإسلامية عام 1932، بعد 10 سنوات من تصدره عناوين الصحف الدولية لتحديه التقاليد باعتناقه الإسلام علانية.

ينقل التقرير حديث هيدلي عن فترة تحوله للإسلام: «من الممكن أن يتخيل بعد أصدقائي أنني قد تأثرت بالمسلمين، لكن ليس الحال كذلك، بل هي قناعاتي التي تكونت من حصيلة سنوات عديدة من التفكير». أصبح هيدلي رئيسًا للجمعية الإسلامية البريطانية وساهم في كتابة العديد من الكتيبات والمقالات المعنيَّة بالشؤون الإسلامية.

وفي الختام ينقل التقرير عن المؤرخ البريطاني حسين قوله: «ليس الإسلام في بريطانيا تقليدًا جديدًا أو غريبًا، بل هو تقليد متأصل في المشهد الثقافي للبلاد. من المهم تطبيع هذا التاريخ المخفيِّ والمهمل، ليغدو جزءًا من السرد التاريخي المقبول لبريطانيا حتى لا يُنظر إليه وكأنه شيء منفصل، وكيما يتسنى إيصاله للبريطانيين المسلمين وغير المسلمين بوصفه جزءًا من إرثهم».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي