القاهرة - حازم بدر - وجد فريق بحثي بريطاني - أميركي مشترك أن العقار «بليتيدبسين» المعتمد لعلاج سرطان نخاغ العظم، والذي يتم استخراج مركبه الكيميائي من الكائنات البحرية التي تعرف باسم (الكيسيات أو الزِقّيات)، أكثر فاعلية من عقار «ريمدسفير» ضد فيروس «كوفيد - 19»، بمعدل يتراوح بين 10 إلى 100 مرة. وخلال دراستين تم إجراؤهما للمقارنة بين «ريمدسفير» و«بليتيدبسين»، تم اختبار فاعلية الاثنين مع السلالات القديمة للفيروس والسلالة البريطانية.
و«ريمدسفير» معتمد من هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية لاستخدامه كعلاج لـ«كورونا»، أما «بليتيدبسين»، فهو معتمد من الوكالة التنظيمية الأسترالية لعلاج المايلوما المتعددة (سرطان نخاع العظم)، الجديدة.
وكجزء من التعاون في أبحاث فيروس «كورونا»، طلب باحثون أميركيون من فريق كلية لندن الجامعية اختبار فاعلية عقار «بليتيدبسين» على السلالة المتحولة المتغيرة (B.1.1.7) التي تم تحديدها حديثاً في المملكة المتحدة. ووجد فريق الدراسة في المملكة المتحدة، الذي نشر نتائجه على موقع ما قبل نشر الأبحاث (bioRxiv) أن «(بليتيدبسين) كان أقوى بنحو 10 مرات من (ريمدسفير) في الحد من عدوى السلالة الجديدة (B.1.1.7) في الدراسات المختبرية التي أجريت على الخلايا الظهارية البشرية».
وقبل هذه النتائج البريطانية كان الفريق الأميركي من معهد العلوم البيولوجية الكمية، وهو جزء من جامعة كاليفورنيا، ومستشفى جبل سيناء في نيويورك، قد نشروا ورقة بحثية في دورية «ساينس» في 24 يناير (كانون الثاني) الحالي، أثبتت فاعلية عقار «بليتيدبسين» مع السلالات الأخرى.
وبالنسبة للورقة التي تقودها الولايات المتحدة، قام الباحثون بفحص العديد من الأدوية المعتمدة سريرياً، من أجل تحديد تلك التي لها نشاط مثبط ضد الفيروس، وعلى وجه التحديد كانوا يبحثون عن العلاجات التي تستهدف البروتينات المضيفة (البشرية) بدلاً من بروتينات الفيروس. ووجد الباحثون الأميركيون أن «عقار (بليتيدبسين) كان أقوى مختبريا بـ27.5 مرة من (ريمدسفير) في منع المزيد من عدوى الفيروس الذي يسبب (كوفيد - 19)».
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن «بليتيدبسين» كان أكثر فاعلية 100 مرة من «ريمدسفير» في الحد من تكاثر الفيروس في الرئتين وأظهر القدرة على تقليل التهاب الرئة، وهو أحد أخطر الآثار الجانبية لـ(كوفيد - 19)، وتم إجراء هذا العنصر في المختبر في نموذج فأر وخلايا من الرئة البشرية.
وقام فريق جامعة لندن بدراسة السلالة البريطانية الجديدة فقط، ووجد نشاطاً مضاداً للفيروسات مماثلاً في المختبر، لكنه لم يقس التهاب الرئة. ويقول كبير الباحثين من كلية لندن الجامعية، جريج تاورز، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، أول من أمس، إن «هذه الدراسات تظهر أن (بليتيدبسين) مثبط قوي للغاية للفيروس، وهو أكثر فاعلية بشكل ملحوظ من (ريمدسفير) المعتمد على نطاق واسع ضد كل من السلالات المبكرة والحديثة من الفيروس»، مضيفاً: «أهم نقطة قوة في أنه يستهدف بروتيناً مضيفاً وليس بروتيناً فيروسياً، وهذا أمر مثير حقاً، لأنه من خلال استهداف بروتين مضيف (بشري)، لن تتغير فاعلية (بليتيدبسين) بواسطة الطفرات التي قد تحدث بالفيروس».
فيما تقول كلير جولي، الأستاذ المساعد في العدوى والمناعة بجامعة كاليفورنيا والمشاركة بالدراسة، «هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية التطوير المستمر للعلاجات الموجهة للبروتينات المضيفة لمكافحة تفشي فيروس (كورونا) الحالي والمستقبلي».