بعد فشلها في التنبؤ بفوز ترامب.. ما مصداقية استطلاعات الرأي في انتخابات 2020؟

2020-10-30

هل تصدق توقعات استطلاعات الرأي في الانتخابات الحالية بعد فشلها في انتخابات 2016؟

مع كل انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة الأميركية كل 4 سنوات، تتصدر استطلاعات الرأي، المشهد العام في السباق نحو الوصول للبيت الأبيض.

وهناك استطلاعات للرأي على المستوى العام للبلاد، وأخرى داخلية على مستوى الولايات نفسها، التي تشهد أيضا صراعا آخر من قبل المرشحين للظفر بأصواتها في المجمع الانتخابي.

وتعمد مؤسسات متخصصة إلى قياس آراء الأشخاص الذين يحق لهم التصويت، بشأن تفضيلهم لمرشح على آخر، وتبني على ذلك تقاريرها.

الانتخابات الرئاسية الماضية في 2016 فرضت تحديا جديدا أمام مراكز الأبحاث ووسائل إعلامية، حيث قال بعضها إن فرصة المرشح الرئاسي آنذاك دونالد ترامب لاتتجاوز 30 في المئة، وذهب بعضهم إلى القول إن فرصته أقل من 5 في المئة.

لذلك، اتجهت مراكز استطلاعات الرأي لتغيير أساليبها القديمة في محاولة منها للحصول على نتائج أكثر دقة، بعد فشل توقعاتها في الانتخابات السابقة.

تقسيم جديد للبيض

بدأ العديد من المنظمين للاستطلاعات، مثل رويترز/إبسوس وغيرهم، بمراعاة أصحاب البشرة البيضاء الذين لم يحصلوا على درجة جامعية، وهم الفئة التي تتجنب المشاركة في استطلاعات الرأى.

وليس من الواضح تماما سبب انخفاض احتمالية مشاركة البيض غير الجامعيين في استطلاعات الرأي عن غيرهم، ولكن عند تقييم عينات المسح، رأى منظمو الاستطلاعات بشكل روتيني أن هؤلاء الأميركيين لم يتم تمثيلهم بشكل جيد.

كانت هذه مشكلة في استطلاعات الرأي السياسية، حيث أنهم يشكلون نسبة كبيرة من الناخبين في الولايات المتحدة، إذ قدرت مؤسسة بيو للأبحاث أن 44 في المئة من الناخبين عام 2016 كانوا من البيض دون شهادة جامعية.

ولم يكن من الشائع في استطلاعات الرأي من قبل تقسيم البيض طبقا لمستواهم التعليمي.

الاستطلاعات المحلية

 ركزت شركات الاستطلاع على النتائج المحلية لكل ولاية، خصوصا في تلك الولايات المتأرجحة التي لم تحسم.

وأجرت هذه الشركات استطلاعاتها في 6 ولايات متأرجحة خلال المرحلة الماضية، بعد أن أجرت 36 مسحا لمعرفة اتجاهات الناخبين فيها.

زيادة عدد الاستطلاعات لا تزيد بالضرورة من دقة النتائج في تلك الولايات، لكنها تسمح للمحللين بتتبع الآراء على مدى فترة زمنية أطول، ومنحهم المزيد من الفرص للعثور على التناقضات في بيانات المسح.

نسبة أقل من الناخبين غير المحددين

وشهدت استطلاعات الرأي في الانتخابات الحالية نسبة أقل من الناخبين الذين لم يحددوا أصواتهم.

كانت هذه النسبة في الانتخابات السابقة مرتفعة،  إذ واجه الكثير من الأميركيين صعوبة في اتخاذ قرارهم في الانتخابات الماضية، حيث ظل 20 في المئة من الناخبين مترددين في التصويت لمرشح دون آخر قبل أسبوع من موعد الانتخابات.

وانخفضت نسبة غير المحددين هذا العام إلى 7 في المئة، لذلك يقول المحللون السياسيون إنهم أكثر ثقة في استطلاعات الرأي هذا العام لأن الجمهور يبدو أكثر ثقة بشأن تصويتهم.

تحديات خفية

يقول تقرير لمعهد كاتو للأبحاث إن 62 في المئة من الأميركيين لديهم آراء سياسية قد يخشوا من الإفصاح عنها علانية لتجنب المواجهات. ويقول تقرير آخر  إن 16 في المئة من المؤيدين بشدة للرئيس الحالي ترامب لا يفضلون مشاركة وجهات نظرهم مع أحد.

وتشير استطلاعات الرأي في الانتخابات الحالية المزمع إقامتها في 3 نوفمبر، إلى تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على ترامب، الذي يسعى للظفر بولاية ثانية في البيت الأبيض.

لذلك، فقد يؤدي مناخ الاستقطاب السياسي الحاد للتقليل من دقة استطلاعات الرأي، وفي حين تشير أغلب الاستطلاعات إلى أن بايدن يحظى بفرص  أعلى في الولايات المتأرجحة التي لم تحسم أصواتها بعد، فإن ترامب أعرب مرارا عن ثقته في الفوز، وأنه غير مهتم بالاستطلاعات التي سبق أن أثبت خطأها الانتخابات الماضية.

وتعتبر انتخابات 2016، التي فاز فيها ترامب هي الانتخابات الأميركية الخامسة التي يفوز فيها رئيس أميركي بفضل أصوات المجمع الانتخابي، رغم خسارته للتصويت الشعبي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي