ايرانتركياباكستانإندونيسياماليزيانيجيريابنغلاديشافغانستان

شهور بالبحر.. تراجيديا مرعبة لمسلمين روهينغيين هائمين في الماء

2020-07-02

عثر بحارة إندونيسيون على قرابة 100 فرد من الروهينغا في عرض البحر بعد رحلة رهيبة تواصلت نحو أربعة أشهر. عاش هؤلاء ويلات الاضطهاد في ميانمار، قبل أن يواجهوا الجوع والموت في رحلتهم نحو "الأرض الموعودة".

ورصد تقرير في صحيفة لوموند الفرنسية، تفاصيل الرحلة المرعبة التي عاشها نازحو الروهينغا على متن قارب صغير دون قبطان طيلة أشهر، قبل أن يصلوا أخيرا إلى سواحل جزيرة سومطرة الإندونيسية.

وتمسك الهاربون بأمل الحياة واقتاتوا من صيد الأسماك على أمل الوصول إلى بر الأمان، وقد فارق 15 منهم الحياة على القارب، ونجا 15 رجلاً و53 امرأة و27 طفلاً ورضيعا.

امتدت الرحلة "الكابوس" أربعة أشهر وانتهت في 24 من يونيو/حزيران قبالة ساحل إقليم آتشيه في إندونيسيا.

وتقول الصحيفة إنها ليست بالتأكيد المأساة الأولى التي عانى منها الروهينغا، هذه الأقلية المسلمة التي تعيش في مقاطعة راخين (أراكان) في ميانمار.

وتعرض الروهينغا في عامي 2016 و2017 إلى عمليات اضطهاد وتهجير جماعي من جيش ميانمار، أدت إلى تشريد أكثر من 700 ألف شخص اضطروا إلى ترك منازلهم والهروب إلى مدينة كوكس بازار في بنغلاديش.

تائهون في عرض البحر

ويوضح التقرير أن الأوضاع المأساوية التي عاشها الروهينغا في مخيمات اللجوء منذ هروبهم من ميانمار، جعلت الآلاف منهم يغامرون بركوب البحر في رحلات بحرية مكلفة وغير آمنة، على أمل الوصول إلى ماليزيا "الأرض الموعودة" كما يرونها.

وتكشف الشهادات التي أدلى بها الناجون من الرحلة حجم المأساة التي يعيشها الهاربون على قوارب الموت.

وتنقل ريما شاه بوترا، المسؤولة في إحدى مؤسسات الإغاثة الماليزية ما جرى على لسان أحد الناجين، وتقول إنه كان من المفترض أن يغيروا القارب أثناء الرحلة، قبل أن يُتركوا في عرض البحر ليواجهوا مصيرهم.

وتوضح بوترا أنهم قضوا أكثر من ثلاثة أشهر في عرض البحر، دون أن يعرفوا كيف ستنتهي الرحلة، وقد تلقوا بعض الإمدادات من قوارب صيد ماليزية، وزادت الأمور تعقيدا عندما فارق قائد الرحلة الحياة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية شهادة أخرى لأحد الناجين يدعى راشد أحمد، يناهز الخمسين من عمره، "انهال علينا المهربون بالضرب عندما اضطررنا إلى تغيير القوارب ومات أحدنا".

وبعد مضي أشهر على هذه المعاناة، استطاع مجموعة من البحارة المحليين في إقليم آتشيه الإندونيسي العثور على القارب الضائع في عرض البحر، واتصلوا بالسلطات التي تمكنت من إحضار المجموعة إلى الشاطئ.

دوافع إنسانية

وأوضح التقرير أن وصول القارب إلى شواطئ إندونيسيا لم يكن نهاية المعاناة للاجئين الذين كانوا يحلمون بأن تنتهي رحلتهم في ماليزيا، فمنذ وصولهم هددت سلطات الهجرة المحلية بإلقائهم في البحر.

وفي عام 2015، استقبلت إندونيسيا أكثر من 300 لاجئ من الروهينغا وصلوا إلى شواطئها، وقد تمكنوا فيما بعد من الهجرة إلى الولايات المتحدة. لكن في هذه المرة، ترددت أكبر دولة إسلامية في استقبال هذه المجموعة من اللاجئين المسلمين، بسبب تداعيات وباء "كوفيد-19".

وتحسن الوضع تدريجيا بعد أن تم اختبار جميع اللاجئين والتأكد من سلامتهم. وصرحت وزارة الخارجية الإندونيسية يوم الجمعة بأن الحكومة المركزية والإدارة المحلية في آتشيه، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، ستبذل كل الجهود الممكنة لاستيعابهم.

وأضاف بيان الوزارة أنه تمت إغاثة المجموعة على "أساس المبادئ الإنسانية" ومراعاة للحالة الحرجة التي وجدوا عليها.

وتختم لوموند تقريرها عن هذه التجربة المأساوية، قائلة إن رحلة هروب الروهينغا من المآسي التي لا يبدو أنها ستشهد نهاية قريبة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي