الفيلة تقيم الجنازات والبطاريق تمارس البغاء! سلوكيات بشرية تمارسها الحيوانات

2020-03-30

الببغاوات قادرة على محاكاة صوت البشر، والغالبية العظمى من الثدييات تبكي مثل البشر، ولكن هذه السلوكيات أو ردود الأفعال ليست الوحيدة، فهناك سلوكيات بشرية تمارسها  الحيوانات قد تثير دهشتك أكثر من بكاء قطتك الأليفة أو تقليد الببغاء لصوت صافرة سيارة الشرطة، فهناك مفاجأة أخرى عن الببغاوات في تقريرنا.

علم السلوك الحيواني، وعلم نفس الحيوان استطاع أن يصل إلى نتائج لم نكن نتوقعها من قبل، فهل كنت تعتقد أن الفيلة تقيم لموتاها جنازة؟ أو أن النمل قادر على الزراعة؟ إذا كانت إجابتك بلا، فتابع قراءة التقرير.

أغرب سلوكيات بشرية تمارسها الحيوانات: بعض البطاريق تمارس البغاء

وفقاً لعلم سلوك الحيوان؛ البطاريق غالباً هي كائنات أحادية الشريك monogamous، أي أنها عادة لا تتخذ في حياتها أكثر من طائر بطريق واحد للشراكة والتناسل، ولكن دراسة علمية قام بها فريق بحثي بجامعة أوتاجو في نيوزيلندا عام 2018، أظهرت بعض النتائج غير المتوقعة عن البطاريق.

تعتمد طيور البطاريق في تزاوجها على طقس معروف، ألا وهو أن يحضر الذكر إلى الأنثى مجموعة صغيرة من الأحجار المميزة الملونة اللافتة للنظر، وعادة ما تختار الأنثى من بين الذكور من يجلب الأحجار الأجمل، والأكثر تميزاً. ولكن في واقعة بعينها لاحظ فريق الباحثين أن هناك أنثى تعاشر ذكراً آخر غير شريكها الذي قدم لها الاحجار وقبلته زوجاً.

 

سلوكيات بشرية تمارسها الحيوانات

الأكثر إثارة للدهشة أن هذا الذكر كان يحاول معاشرة هذه الأنثى «المتزوجة» بإحضار أحجار ملونة كثيرة لها بدون أي استجابة، ولكن بعد أن استطاع جلب ما يقرب من 62 حجراً لها خلال ساعة واحدة وافقت الأنثى على معاشرته جنسياً بعد أن رأت أنه ثمن كافٍ لهذا.

الببغاوات تسمّي صغارها

ربما القدرة المذهلة لطيور الببغاء على محاكاة أصوات البشر ليست هي الأمر المميز الوحيد لديها، ففي دراسة بجامعة كورنيل في ولاية نيويورك الأمريكية، قادها كارل بيرغ عالم سلوك وعلم نفس الحيوان على مجموعة من الببغاوات المتكلمة في فنزويلا، واكتشف أن الببغاء الأم تصدر أصوات صافرات وزقزقات ذات ترددات مختلفة عندما تتعامل مع صغارها، ومع كل صغير من صغارها اختلف الصوت الذي تصدره الأم وخلصت الدراسة إلى أن استجابة كل صغير من صغار الببغاء إلى الصافرة أو النداء الخاص به كانت تختلف، ولكنها جميعها مميزة لكل صغير.

وعندما أراد الباحث معرفة إذا ما كانت هذه «الأسماء» متفردة، ومبتكرة أم هي فطرية أو «جينية» في الأم؛ قام باستبدال الصغار بين زوج من أمهات الببغاوات فنادت الأم على الصغار الآخرين بالنداء نفسه المخصص لأبنائها ولم يستجيبوا؛ فاكتشف أن الأم تنادي صغارها بأسماء مبتكرة تماماً وليست فطرية. أي أن الأم تطلق على صغارها أسماء مميزة لكل منهم.

الفيلة تقيم الجنازات لموتاها

الفيلة هي واحدة من أكثر الفصائل الشبيهة بالإنسان اجتماعياً وسلوكياً، فبجانب أنها تملك قدراً كبيراً من المشاعر، ولديها نسب عالية من الذكاء؛ فهي أيضاً تميز فقدان الأقارب والأحباء بدرجة عالية. ليس هذا فقط؛ الفيلة لديها طقوس جنائزية لتوديع موتاها أيضاً

سلوكيات بشرية تمارسها الحيوانات

في مراقبة نادرة لقناة ناشيونال جيوغرافيك؛ ظهر قطيع من الفيلة بعد أن توفي أحد أفراده، وبينما يستلقي الفيل الميت تتقارب حوله الفيلة الأخرى؛ وتربت على جثته بخراطيمها، وتهيل عليها أوراق الشجر.

وفي مشاهدات أخرى كانت الفيلة تستمر في طقسها الجنائزي لعدة أيام، تزور خلالها جثة الفيل الميت وعلى ملامحها آثار حزن، وكانت الفيلة تصدر أحياناً أصواتاً تدل على الحزن بمثابة «نحيب» على فراق الفرد المتوفى. كما أن هناك حوادث متكررة ومتفرقة لأفيال كانت تزور مقابر البشر أثناء إقامتهم الجنازات أو دفن أحد الأشخاص وتراقب الطقس في صمت؛ وهو ما يشير إلى أن الأفيال تعظّم من قيمة توديع الموتى سواء بين جنسها أو لدى الإنسان.

النمل يزرع.. ويربي كائنات أخرى!

الزراعة واحد من أقدم الأنشطة البشرية على الإطلاق، ويعود إلى عدة آلاف من السنين، ومن المعروف أيضاً أهمية الزراعة في تكوين هياكل مجتمعية منتظمة، والأمر هنا لا يقتصر على البشر فقط؛ فالنمل أيضاً لديه نشاط «زراعي»، والمقصود هنا الزراعة بمعناها الأساسي «التقني» ولا يقصد هنا الزراعة التقليدية للمحاصيل. 

في بحث نشره المعهد القومي للصحة والأغذية الأمريكي عام 2001، تبين أن النمل يقوم بزراعة نوع معين من الفطريات بنفس نهج الإنسان في زراعة المحاصيل، ورعايتها وحتى حصادها.

وفي مشاهدات أخرى للدراسة نفسها ظهرت بعض مستعمرات النمل ترعى حشرات دقيقة تعرف باسم Aphids «حشرة المِناليرقانة» دقيقة الحجم، إذ تحتوى خلايا هذه الحشرات على مركّب سكري يحتاج النمل إلى استهلاكه بعد ان يتناول هذه الحشرات، أي أن الأمر أشبه بمزارع الأبقار والخراف لدى البشر!.

الحيتان تؤلف أغنيات «شعبية»

نعم الأمر ليس مزحة! فالحيتان بإمكانها تأليف أغنية «شعبية» منتشرة Hit Song بحسب التعبير الغربي. إذ نشرت جريدة Current Biology العلمية دراسة عام 2011 بدأت عام 2000، درس خلالها الباحثون ولمدة 11 عاماً غناء الحيتان وبشكل حصري: الحيتان محدبة الظهر.

خلصت الدراسة إلى أن بعض الحيتان المحدبة يمكنها ابتكار أغنية ذات لحن مميز للغاية؛ ينتشر بشكل «ثقافي» بين قطعان الحيتان الأخرى في المحيط الأطلنطي، وهو ما يجعل حيتاناً أخرى في مناطق بعيدة تردد الأغنية نفسها باللحن ذاته، وهو ما يشبه بنسبة كبيرة ابتكار البشر لأغاني البوب، أو الأغاني الشعبية.

في بعض الأحيان كانت هذه الأغنيات التي تميزها أجهزة قياس الصوت جديدة ومميزة تماماً من ابتكار حوت بعينه؛ وفي أحيان أخرى كانت تحتوى مقاطع من أغنيات أقدم. نعم الحيتان تمتلك ثقافة غنائية شعبية شبيهة بنا بدرجة كبيرة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي