القيادة الفلسطينية تندد بمخططات تمرير "صفقة القرن" وترفض تزييف التاريخ في القدس المحتلة

2020-03-12

جدد الفلسطينيون رفضهم للمخططات الأمريكية الرامية لتمرير خطة “صفقة القرن”، وآخرها استبدال الخارجية الأمريكية تعريف المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس الشرقية المحتلة، إلى صفة “المقيمين العرب”، وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن هذا المخطط يعد تزييفا للتاريخ.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في رده على تقرير الخارجية الأمريكية “إن أي محاولة لتزييف التاريخ والحقيقة لن تعطي الشرعية لأحد، ولن تغير تاريخ الشعب الفلسطيني المقدسي”.

وأكد أن هذا التقرير يشكل محاولة أخرى فاشلة، من قبل الإدارة الأمريكية لتطبيق “صفقة القرن الميتة”، والمرفوضة فلسطينيا وعربيا ودوليا، مؤكدا أنه “لا يجوز العبث بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي أكدت جميعها أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967.”

وشدد على أن السياسة الأمريكية المنحازة بشكل أعمى لصالح الاحتلال، تمثل تحديا لقرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار رقم 2334، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر في 29 نوفمبر من العام 2012 الذي أصبحت فيه دولة فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، ما يشكل اعتداء صارخا على الشرعية الدولية والنظام العالمي.

 

وأشار إلى أن استمرار الإدارة الأمريكية بهذه المحاولات اليائسة “لن تجلب السلام والأمن والاستقرار لأحد، ولن تنال من عضد الشعب الفلسطيني وقيادته، القادرين على إفشال هذه المؤامرة كما أفشلوا كل المؤامرات السابقة التي حاولت تصفية قضيتنا الوطنية”.

وكانت الخارجية الأمريكية غيرت توصيفها المعتاد للفلسطينيين في القدس الشرقية، في تقريرها السنوي بشأن أوضاع حقوق الإنسان في العالم، من “السكان الفلسطينيين” بالمدينة إلى “السكان العرب” أو “المواطنين غير الإسرائيليين”.

جدير ذكره ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في 28 من يناير الماضي، خطته السياسية “صفقة القرن” التي تمكن إسرائيل من ضم القدس بالكامل، وكذلك المستوطنات ومنطقة الأغوار، وتنتقص بشكل كبير من الحقوق الفلسطينية المشروعة، وقد هددت الإدارة الأمريكية بفرض الصفقة من طرف واحد، في حال استمر الرفض الفلسطيني لها.

من جهتها قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي معلقة على القرار الأمريكي “إن الإدارة الأمريكية واهمة، إن اعتقدت أنه من خلال محو كلمة فلسطينيين يمكنها أن تقضي علينا أو على هويتنا وحقوقنا وتاريخنا في القدس”.

وأكدت إن إقصاء سكان الأرض الأصليين وشطبهم “يأتي في سياق استكمال ترجمة الخطة الأمريكية على أرض الواقع وتعزيز سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف القائمة على التطهير العرقي والتهجير القسري والفصل العنصري والسرقة والكذب والتزوير، وترسيخ نهج النظم الأصولية المسيحية الصهيونية الشعبوية والعنصرية، التي تعمل بشكل مدروس على إضعاف النظام العالمي، وخرق القانون الدولي وحقوق الإنسان الفلسطيني”، مشيرة إلى أن محاولات الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي إلغاء الوجود الفلسطيني “عبثية لن تمر”.

أما وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، فقد قال إن ما تقوم به الإدارة الأمريكية “كذب وتزوير”، وشدد على أنه “لا سيادة إلا للفلسطيني في القدس، وأن الاحتلال لا يحق له أن يدعي سيادته على الأرض التي يحتل”، مضيفا “تشجيع الولايات المتحدة للاحتلال والاستعمار الإسرائيلي لن يغير الوضع القانوني للأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس، ومكان هذا التقرير إلى جانب ما يسمى بصفقة العصر في سلة مهملات التاريخ”.

ومن الجدير بالذكر أن الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نفى الخبر الذي تناولته نشرة موقع “قدس 24” والمنسوب كذبا لصحيفة “نيويورك تايمز”، حول وجود اتصالات مباشرة مع الإدارة الأمريكية.

وأكد في تصريح صحافي أن “هذه الأكاذيب التحريضية جزءا من الحملة الشرسة التي تتعرض لها القيادات الفلسطينية منذ ان أعلن الرئيس محمود عباس رفضه والقيادة والشعب الفلسطيني لمؤامرة العصر”.

ونفى ما ورد في النشرة بأن الرئيس عباس أبدى موافقة على البدء بجولة مفاوضات جديدة برعاية أمريكية، وأنه قد تم تشكيل لجنة للبدء بالمفاوضات برئاسة عريقات، وعضوية كل من حسين الشيخ ومحمد المدني وعزام الأحمد.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي