متسلحا بـ"فن الصفقة".. ترامب يسابق الزمن لكسب معركة نوفمبر

الحرة
2020-02-14

واجه ترامب تحديات جمة في صنع صفقات في السياسية الخارجيةهشام بورار - واشنطن - مع انطلاق العد العكسي لمعركة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020 تتسارع خطوات البيت الأبيض لإنجاز اتفاقيات وإبرام صفقات كانت حتى الأمس القريب مجرد أهداف استراتيجية بعيدة المنال.

ولم تمر إلا أيام معدودة عن كشف خطة السلام الأميركية التي وصفت "بصفقة القرن" حتى أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرب التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان يقود إلى سحب القوات الأميركية من أفغانستان.

إصرارٌ، يؤكد مسؤول في البيت الأبيض لموقع الحرة، أنه ينبع من قناعة رجل أعمال سابق يؤمن بقدرته على "توظيف مهاراته في التفاوض لصنع صفقات في السياسة الخارجية استعصت على رؤساء سابقين.

القدرة على صنع الصفقات كانت منذ إعلانه الترشح للرئاسة في عام 2016 عاملا مهما في إقناع مؤيدي ترامب بأهليته لإدارة البلاد رغم افتقاره لخبرة سياسية.

قدرة حرص على تدوينها في كتاب أصدره عام 1987 بعنوان "فن الصفقة" يرى فيه كثيرون ملامح التشابه مع أسلوبه في تسيير عجلات السلطة.

تحديات صفقات السياسية الخارجية

وبخلاف صفقات التجارة والأعمال التي تقاس بميزان الربح والخسارة واجه ترامب تحديات جمة في صنع صفقات في السياسية الخارجية.

فاتفاق خفض العنف مع حركة طالبان يبقى اتفاقا هشا، علما أن الطرفين كانا على وشك توقيع "صفقة تاريخية" في الخريف الماضي في منتجع كامب ديفيد قبل أن يلغي الرئيس الأميركي لقاءه مع مسؤولي طالبان بسبب تورطهم في هجوم انتحاري بكابل أدى الى مقتل جندي أميركي.

ويقول الباحث السياسي براد كاين إن مرحلة التوقيع على أية اتفاقية دولية من هذا النوع لا تأتي إلا بعد "مفاوضات مضنية ودقيقة على مستوى الخبراء العسكريين والدبلوماسيين" ويحذر كاين من أن أسلوب ترامب "يركز على الصورة أكثر من التداعيات المحتملة للصفقة".

ويقول مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هادسون، "ريتشارد وايتز" إن ترامب رغم إظهاره اهتماما كبيرا أكثر من أي رئيس أميركي في التاريخ بالتوصل الى اتفاقات في ملفات السياسية الخارجية الأميركية كالشرق الأوسط وكوريا الشمالية فإنه لم يحقق "اختراقات" حتى الآن. ويوضح وايتز أن اعتماد ترامب على مقاربة اللقاءات الشخصية لإبرام الصفقات لم يكن كافيا لإقناع الطرف الآخر بتقديم التنازلات الضرورية.

مقاربة العلاقات الشخصية

لكن دبلوماسية العلاقات الشخصية كان لها دور كبير مع ذلك في نجاح ترامب في التوصل إلى صفقات جزئية قادت إلى الإفراج عن مواطنين أميركيين معتقلين في مصر وكوريا الشمالية وتركيا.

كما ساهمت في وقف توغل تركي في شمال سوريا في أكتوبر الماضي. الى جانب التوصل إلى اتفاق آخر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوليو الماضي لوقف إطلاق النار في المناطق السورية المجاورة لإسرائيل والأردن.

بينما كانت حظوظ ترامب أفضل في مجال الاتفاقيات التجارية، لاسيما بعد توقيع "اتفاقية التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا" لاستبدال "نافتا" بعد خمسة وعشرين عاما، وتوقيع وثيقة المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية مع الصين ضمن خطة لتغيير ما يراه ممارسات تجارية دولية مجحفة بحق الولايات المتحدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي