لبنان.. خمسة أسئلة لفهم ما يحدث

2019-10-20

تقول الكاتبتان دانا خريش ولين نويهض -في تحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست- إن الأزمات ليست بأمر غريب على لبنان، فقد سبق أن عصفت به حرب أهلية دامت 15 عاما انتهت عام 1990.

غير أن الاضطرابات هذه المرة مختلفة، فهي اندلعت نتيجة قضايا تتعلق بالغلاء وجيوب المواطنين، وليس بسبب العنف الطائفي أو الصراع الإقليمي.
وترى الكاتبتان أن هناك خمسة أسئلة لفهم ما يحدث:

1- ما سبب اندلاع العنف؟
كان السبب المباشر للاحتجاجات هو خطة حكومية لفرض ضريبة -تقدر بعشرين سنتا أميركيا ابتداء من عام 2020- على المكالمة الأولى التي يقوم بها المستخدم يوميا من خلال استخدامه تطبيق واتساب الذي أصبح وسيلة اتصال أساسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأماكن أخرى حول العالم.
ولقد ذهبت بعض وسائل الإعلام إلى حد وصف احتجاجات لبنان بأنها "ثورة واتساب" لكن الرسوم الجديدة كانت في الحقيقة مجرد نقطة تحول إلى شهور من الإحباط العام من عجز الحكومة عن اجتياز البلاد للخروج من أزمة ديون وشيكة.

2- لماذا هذه العاطفة بشأن واتساب؟
تعتبر رسوم الهاتف المحمول في لبنان من أغلى التكاليف في المنطقة، ولتوفير المال فإن الكثير من اللبنانيين يعتمدون اعتمادا كبيرا على واتساب وغيره من تطبيقات الاتصالات المجانية.

3- ما مدى سوء المحنة الاقتصادية؟
يعتبر لبنان أحد أكثر البلدان مديونية في العالم، وهو يكافح من أجل إيجاد مصادر جديدة للتمويل حيث إن التدفقات الأجنبية التي اعتمد عليها تقليديا قد انتهت.

كما ناقشت الحكومة أيضا زيادة تدريجية في ضريبة القيمة المضافة، والتي تبلغ حاليا 11٪، وتفرض رسوما على البنزين كجزء من ميزانية التقشف المخطط لها.

ويلقي الكثير من اللبنانيين باللوم على عقود من المحسوبية والفساد والاستغلال بين الطبقة السياسية في المحنة الاقتصادية للأمة.


4- ماذا يحدث إذا سقطت الحكومة؟

إدارة الحريري عبارة عن تعايش هش بين معظم التجمعات السياسية.
فقادة معارضة تدابير التقشف -على سبيل المثال- هم وزراء متحالفون مع حزب الله.
ويتمثل أحد المخاوف في أنه إذا استقال الحريري وحلفاؤه، فقد ينتهي الأمر بلبنان إلى حكومة يهيمن عليها حزب الله، مما يجعل من الصعب جذب الاستثمار والمساعدات.

وحتى أن منافسي الحريري الرئيسيين داخل الحكومة حذروا من أن انهيار الحكومة يمكن أن يضرب الاقتصاد ويؤدي إلى الفوضى.

5- ماذا يعني هذا للشرق الأوسط؟

إن فراغ السلطة أو أي فشل حكومي آخر ستكون له تداعيات على النزاعات الأخرى التي تبقي المنطقة على حافة الهاوية، بما في ذلك الحرب في سوريا المجاورة، والصراع الأوسع على السلطة بين إيران والسعودية، والصراع مع إسرائيل المجاورة.
وغالبا ما تؤدي الانقسامات الأوسع في المنطقة بهذا البلد الصغير إلى نتائج دموية.
وأخيرا: تعتبر إسرائيل حزب الله تهديدا رئيسيا في ظل امتلاكه ترسانة هائلة من الصواريخ وتلقيه الدعم من إيران.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي