الإيرلندي ليس تعاونهما الأول.. ثمانية أفلام جمعت دي نيرو وسكورسيزي

خدمة الأمة برس
2019-08-18

 ياسمين عادل

 
 
قبل أيام طرحت نتفليكس الإعلان التشويقي الأول لفيلم "الإيرلندي" المنتظر في خريف 2019، الذي يراهن الجمهور على نجاحه؛ إذ خصصت له نتفليكس ميزانية تجاوزت مئتي مليون دولار، ونجح أخيرا في جمع عمالقة هوليود: المخرج مارتن سكورسيزي، والنجمين روبرت دي نيرو وآل باتشينو. ويتمحور حول أحد أكبر الألغاز الأميركية في القرن العشرين.
 
 
ولما كان اليوم يوافق ذكرى ميلاد دي نيرو الـ76 (17 أغسطس/آب 1943)، فربما تلمع في الذاكرة الأفلام الثمانية القيمة التي قدمها الثنائي دي نيرو وسكورسيزي، احتفاء بعودتهما للعمل سويا في فيلم "الإيرلندي" بعد غياب قارب ربع قرن.
 
"مين ستريتس" (Mean Streets)
 
فيلم دراما وإثارة أنتج عام 1973 وهو التجربة الأولى التي جمعت دي نيرو وسكورسيزي، ومع أنه لم يحقق نجاحا فنيا كبيرا فإن الجمهور أحب العمل، ويبدو أن كيمياء خاصة نشأت بين صنّاعه مما أسفر عن تاريخ طويل مشترك.
 
قصة الفيلم تتمحور حول شاب إيطالي يأخذه الحماس -أو ربما الاندفاع- لنقل عالم المافيا الإيطالية إلى شوارع نيويورك، حيث ذلك العالم المليء بالإثارة والجريمة، مما يؤدي بدوره إلى سلسلة من الأحداث المشوقة.
 
"سائق التاكسي" (Taxi Driver)
 
فيلم يجمع بين الدراما والجريمة والغموض، صدر عام 1976، وحقق نجاحا فنيا وجماهيريا كبيرا، حتى أنه ترشح للأوسكار وغولدن غلوب، وفاز بجائزة بافتا البريطانية، وصنفه النقاد كأحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما العالمية، واختاره معهد الفيلم الأميركي لاحتلال المرتبة رقم 52 ضمن أفضل مئة فيلم أميركي، قبل أن تضمه مكتبة الكونغرس الأميركية لسجل الأفلام الوطنية في 1994.
 
 
ويتمحور حول "ترافيس" الذي عمل في وقت سابق جنديا في البحرية أثناء حرب فيتنام، لكنه حاليا مجرد سائق تاكسي مضطرب، إذ يهيأ له أن هناك خطرا سيلحق بالمدينة بسبب الفساد الذي استشرى فيها، مما يدفعه لمحاربة الفساد وردعه بطريقته الخاصة غير المتوقعة والأهم غير مأمونة العواقب.
 
"نيويورك.. نيويورك"
 
على عكس الفيلمين السابقين، جاء هذا الفيلم في إطار مختلف، فهو موسيقي-استعراضي يحكي عن عازف ساكسفون ومطرب ومطربة، يحاول ثلاثتهم التعاون لشق طريق خاص وسط حياة مهنية صعبة على أمل الوصول للشهرة. يذكر أن الفيلم حقق إيرادات تجاوزت 16 مليون دولار، وهو رقم ضخم وقتها، إلا أنه اعتبر خسارة مقارنة بميزانيته التي بلغت 14 مليونا.
 
 
ورغم ترشح العمل للغولدن غلوب فإن الاستقبال النقدي المتوسط الذي ناله أصاب سكورسيزي بالاكتئاب، إلى حد انجرافه نحو المخدرات، قبل أن يعود ليصرح في 2005 أن الغرض من العمل كان كسر دائرة الواقعية التي يدور فيها وتقديم عمل ذي نكهة جديدة.
 
"الثور الهائج" (Raging Bull)
 
فيلم سيرة ذاتية رياضية صدرت عام 1980، وفاز وقتها بالغولدن غلوب والبافتا، وجائزتي أوسكار؛ إحداهما كانت من نصيب دي نيرو نفسه. أما الجمهور فمنح العمل تقييم 8.2 نقاط على الموقع الفني "آي.أم.دي.بي"، واحتل المرتبة 135 ضمن قائمة الموقع نفسه لأفضل 250 فيلما في تاريخ السينما العالمية.
 
 
يستعرض العمل قصة حياة الملاكم الأميركي "جيك لاموتا" بداية من 1941 وحتى 1964، فنشهد رحلة كفاحه وكيفية انتقاله من مجرد ساكن بحي فقير إلى بطل الملاكمة الأول، وهو ما تزامن مع ثرائه وزواجه، قبل أن يعود ليخسر كل شيء بسبب طبيعة شخصيته. ولعل ذلك كان أحد مميزات الفيلم الذي لم يركز على الجانب الرياضي فقط من حياة البطل، بل الجانب الإنساني أيضا.
 
"ملك الكوميديا"
 
من جديد يجازف سكورسيزي مع دي نيرو فيقدمان عملا كوميديا هذه المرة، وفيلم (The King of Comedy) الذي وإن كان حقق فشلا ذريعا في الإيرادات، حيث لم يجن سوى 2.5 مليون دولار من إجمالي ميزانية 19 مليونا؛ فإنه ظفر بالبافتا البريطانية، وحصد تقييمات متوسطة.
 
 
يتمحور الفيلم حول "روبرت" الذي يسعى ليصبح كوميديا مشهورا، واضعا نصب عينيه "جيري" صاحب البرنامج الحواري الشهير كقدوة؛ وهو ما يدفعه لمحاولة التعرف إليه مهما كلفه الأمر، وأمام حرص جيري على التمتع بالخصوصية لا يجد روبرت مفرا من اختطافه لإجباره على مشاهدة عرضه.
 
"الأصدقاء الطيبون"
 
بعد خيبة الأمل السابقة جاء (Good ellas) عام 1990 ليحقق نجاحا ساحقا، سواء من حيث الإيرادات التي قاربت 47 مليون دولار، أو من الناحية الفنية؛ إذ فاز بالأوسكار والبافتا وصنفه النقاد كأحد أفضل أفلام العصابات والجريمة، كما شغل المرتبة 18 ضمن قائمة "آي.إم.دي.بي"، قبل أن تختاره مجلة "توتال فيلم" في 2005 كأفضل فيلم في التاريخ.
 
 
يذكر أن قصته بنيت على أحداث حقيقية، إذ تتناول قصة حياة أحد مساعدي عائلة لوكيزي الإجرامية وعلاقته بمن حوله بين عامي 1955 وحتى 1980، وهي القصة التي جاءت مثيرة جدا ومشوقة.
 
"خليج الخوف" (Cape Fear)
 
فيلم رعب نفسي صدر عام 1991، ونجح للغاية حتى أنه ترشح للأوسكار، وتجاوزت إيراداته 182 مليون دولار، وهو مقتبس من عمل آخر سبق تقديمه في 1962. 
 
تدور أحداثه حول شخص يتهم بارتكاب جريمة اغتصاب، وبسبب سوء إستراتيجية الدفاع عنه يحكم عليه بالسجن 14 عاما؛ لذا وما إن ينتهي من قضاء مدته حتى يخرج مقررا الانتقام من عائلة محاميه الذي عجز عن إثبات براءته.
 
"كازينو" (Casino)
 
فيلم آخر ينتمي لعالم الجريمة ذات الطابع الدرامي، أنتج عام 1995، وترشح للأوسكار وفاز بالغولدن غلوب، أما الجمهور فمنحه تقييم 8.2 نقاط على "آي.أم.دي.بي"، واحتل المرتبة 139 ضمن قائمة الموقع نفسه.
 
واقتبست الأحداث عن كتاب بالاسم نفسه بني على قصة حقيقية جرت خلال السبعينيات وحتى أوائل الثمانينيات. وتحكي عن عالم المافيا حيث نشهد "آيس" الذي تختاره المافيا للعمل مديرا لأحد نوادي القمار التابعة لهم في لاس فيغاس، ومع أنه شخص يتصرف بهدوء وحكمة فإن وقوعه في حب امرأة ليست سهلة ووجود مساعده الذي يتسم بالتهور والقسوة؛ يهدد كل ما عاش يحلم به ويحول حياته إلى جحيم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي