الحكومة اليمنية تعلن فتح طريقين في مدينة تعز وتدعو أنصار الله الحوثيين إلى التجاوب

عدن (الجمهورية اليمنية) - أعلنت الحكومة اليمنية، الجمعة 1-3-2024، مبادرة من جانب واحد، لفتح طريقين في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، داعيةً جماعة أنصار الله الحوثيين إلى اتخاذ خطوة مماثلة من جهتها، لتخفيف المعاناة الناجمة عن التنقلات جراء إغلاق الطرق على خلفية الصراع الدائر في اليمن، للعام التاسع على التوالي.

وقالت اللجنة الحكومية لفتح الطرق بمحافظة تعز، في بيان، تلقت وكالة "سبوتنيك" نسخة منه: "نعلن عن جاهزية فتح الطريقين الرئيسيين: طريق حوض الأشراف/ عقبة منيف - الحوبان - خط صنعاء، وطريق المطار القديم/ حذران - البرح - خط الحديدة".

وأضافت أن "هذين الطريقين الرئيسيين (من جهتها) في كامل الجاهزية، ابتداءً من الساعة العاشرة صباحًا يوم غدٍ السبت"، داعيةً جماعة أنصار الله الحوثيين إلى "التجاوب مع المبادرة التي تتزامن مع شهر رمضان المبارك".

وذكرت اللجنة الحكومية لفتح الطرق في محافظة تعز، أن "المبادرة هدفها تحقيق آمال الشعب اليمني عامة، وأبناء محافظة تعز خاصة في إنهاء معاناتهم في التنقلات التي يقف وراءها الحوثيون جراء الحصار، منذ تسع سنوات"، بحسب قولها.

وتأتي مبادرة الحكومة اليمنية، بعد أيام من إعلانها يوم الأربعاء الماضي، فتح طريق عقبة منيف المؤدي إلى جولة القصر الجمهوري ومنطقة الحوبان شرق مدينة تعز، وهو ما قابلته أنصار الله الحوثيين بفتح طريق الخمسين الرابط مع طريق الستين غرب مدينة تعز، وكذا الطريق الرابط بين كل من مديرية حيفان في محافظة تعز ومديرية طور الباحة في محافظة لحج (جنوب اليمن)، بمدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد جنوبي اليمن.

وترتبط مدينة تعز بأربعة طرق رئيسية، المنفذ الشرقي والشمالي والشمال الشرقي والغربي، مؤدية إلى محافظات إب وذمار والحديدة ولحج، إلا أنها مغلقة حاليًا من الجيش اليمني وقوات جماعة أنصار الله الحوثيين، ما دفع المدنيين إلى استخدام طرق بديلة وعرة تطيل مدة الوصول إلى المدينة لساعات بدلًا عن دقائق.

ويوم الخميس الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية مبادرة من جانب واحد تضمنت فتح الطريق الحيوي الرابط بين محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، والعاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله الحوثيين، لتقوم الأخيرة بعد ساعات من ذلك بفتح طريق مأرب - صرواح - صنعاء.

وجاءت المبادرات المتبادلة بين الحكومة و جماعة أنصار الله الحوثيين لفتح الطرق في محافظة تعز، بعد نحو عامين من تعثر ملف فتح الطرق في عدد من المحافظات، منذ مايو/ أيار 2022، إذ لم يتوصل الجانبان خلال جولتي مفاوضات استضافتها العاصمة الأردنية عمان برعاية الأمم المتحدة، إلى اتفاق يفضي إلى فتح الطرق المغلقة على خلفية الصراع.

وفي السابع من يونيو/ حزيران 2022، أعلنت الحكومة اليمنية الموافقة على مقترح للأمم المتحدة يتضمن فتح 5 طرق في محافظة تعز وغيرها من ضمنها طريق رئيسي، معتبرة أنه "يمثل الحد الأدنى من مطالب أبناء محافظة تعز"، مشترطة مزامنة فتح بقية الطرق، إلا أن جماعة أنصار الله الحوثيين لم توافق عليه، وقدمت مقترحًا بديلًا رفضته الحكومة.

ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت 6 أشهر.

ويعاني البلد العربي للعام التاسع تواليًا، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة أنصار الله الحوثيين، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.

وتسيطر جماعة أنصار الله الحوثيين، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.

وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80 بالمئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.