الأنهر الجليدية الاستوائية الكولومبية على وشك الانقراض  

أ ف ب-الامة برس
2023-12-25

 

 

صورة غير مؤرخة نشرتها منظمة "كومبريس بلانكاس" للناشطة الكولومبية مارسيلا فرنانديز (أ ف ب)   

تحذّر الناشطة الكولومبية مارسيلا فرنانديس، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، من أنّ الأنهر الجليدية الاستوائية التي باتت "ضحية للتغير المناخي" في كولومبيا "تحتضر".

من بين الأنهر الجليدية الأربعة عشرة التي كانت موجودة في كولومبيا بالأساس، لم يبق سوى ستة مؤلفة من أربعة براكين وجبلين مغطيين بالثلوج، على قول فرنانديس التي أسست منظمة "كومبريس بلانكاس" (القمم البيضاء) غير الحكومية قبل خمس سنوات.

وقد اختارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" المرأة البالغة 33 عاماً، من بين أكثر 100 امرأة تأثيراً في العالم بسبب نضالها الكبير لإنقاذ الأنهر الجليدية.

وتقول إنّ "الأنهر الجليدية التي تُعدّ ضحايا للتغير المناخي تحذّرنا من العواقب المرتقبة"، مضيفة "إنّ الأنهر الجليدية الكولومبية تحتضر (...) وخسارتها نهائية ولا يمكن تعويضها".

- كتلة عملاقة ستزول -

وتنقسم جبال الأنديس إلى ثلاث سلاسل جبلية على الأراضي الكولومبية، تحوي 17 بركاناً وقمماً يصل ارتفاعها إلى 5770 متراً.

ويشير نظام المعلومات البيئية الكولومبي (سياك)، إلى انّ البلاد تضمّ راهناً "ست مناطق جغرافية ذات غطاء جليدي موزّع على أربعة براكين وسلسلتين جبليتين مغطيتين بالثلوج".

وخسرت الأنهر الجليدية في كولومبيا 90% من مساحتها منذ منتصف القرن التاسع عشر، مع اختفاء ثمانية جبال مغطاة بالثلوج. وانخفضت مساحة سطحها من 350 كيلومتراً مربعاً إلى 36,1 كيلومتراً مربعاً في العام 2019، بحسب "سياك".

وتتقلص الأنهر الجليدية في كولومبيا بمعدل "نحو كيلومتر مربع سنويا"، على قول الناشطة التي تشير إلى أنّ هذه الأنهر تغطي حالياً مساحة 33 كيلومترا مربعا.

وتقول فرنانديس "سُجّل في 16 أيلول/سبتمبر حدث يبعث على القلق، إذ لم تعد الكتلة الجليدية الاستوائية الأكثر دراسةً في العالم وهي "كونيخيرا" (كان يصل ارتفاع الثلوج فيها إلى 4900 متر وهي جزء من نيفادو دي سانتا إيزابيل)، تُعدّ نهراً جليدياً.

وتضيف "إنّ هذه الكتلة العملاقة ستزول (...) قبل خمس سنوات مما نعتقد"، مشيرةً إلى أن الأنهر الجليدية الأخرى في البلاد "لا يزال أمامها ربما 25 عاماً" قبل أن تزول.

وتتابع "على عكس جبال الهيمالايا والألب والبيرينيه، تتمتع الأنهر الجليدية الاستوائية بروابط كثيرة مع البشر، إذ هي قريبة من مدننا ويمكن الوصول إليها"، كما أنها "أقدس ما لدينا"، في إشارة إلى علم نشأة الكون الخاص بالسكان الأصليين في سييرا نيفادا.

وتردف "لا يزال لدينا وقت كي لا نصبح الجيل الذي جلس مكتوف الأيادي في مواجهة أنهر جليدية على وشك الانقراض".

وعلى عكس بوليفيا وبيرو المجاورة اللتين تعتمدان بشكل كامل على المياه المتأتية من أنهارهما الجليدية، تعتمد كولومبيا بنسبة 70% على "باراموس"، وهي مستنقعات جبلية مرتفعة تشكل نظاماً ايكولوجياً مميزاً يقع تحت الأنهر الجليدية وفوق غابات الأنديس.

- "تتضور جوعاً" -

ومن خلال منظمتها غير الحكومية، تعمل فرنانديس على حماية "باراموس" التي تنظّم احتياطيات المياه والمهددة بالحرائق والأنشطة البشرية.

وتقول ان "علماء الجليد يشيرون إلى أن النهر الجليدي يتغذى على الثلج، لذا طرأ لي فوراً أن ما يحدث للأنهر الجليدية هو أنها تتضور جوعاً".

وتُقدِم المنظمة غير الحكومية على زراعة الاسبليتيا، وهو نبات ذو أوراق سميكة وجذع يحتفظ بشكل طبيعي بالمياه المتأتية من السحب والضباب، في "باراموس"، مما يساعد في الحفاظ على درجات حرارة منخفضة وتنظيم تدفق المياه.

وتشير فرنانديس إلى أنّ "التفكير والحلم بأننا قادرون بصورة سريعة على إنتاج الثلوج بفضل استعادة المستنقعات، ليس واقعياً قط".

وبحسب مرصد كوبرنيكوس الأوروبي، يُتوقَّع أن يكون عام 2023 الأكثر حرّاً على الإطلاق، بسبب استخدام الوقود الأحفوري الذي يشكل تهديدا لهذه القمم الجليدية التي تمثل 75% من المياه العذبة في العالم.

ويؤدي ذوبان الأنهر الجليدية إلى رفع مستويات البحار كما يؤثر على توافر المياه العذبة للاستخدام المنزلي وري النباتات واستمرار الحيوانات.

وتشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي، في تقريرها للعام 2022، إلى أنّ "تسارع ظاهرة الاحترار المناخي يؤدي إلى خفض الأنهر الجليدية الاستوائية بمعدل لم نشهده منذ منتصف العصر الجليدي الصغير" (القرن السابع عشر)، وهو ما له "تأثير مباشر" على إمدادات المياه في منطقة الأنديس.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي