فيم فندرز يرى أن الأفلام الوثائقية توفر له "حرية" أكبر من الروائية

ا ف ب - الأمة برس
2023-05-20

المخرج الألماني فيم فندرز في 16 أيار/مايو 2023 في كان (ا ف ب)

بعد نحو 40 عاماً على فوز فيم فندرز بالسعفة الذهبية، يتضمن برنامج الدورة السادسة والسبعين لمهرجان كان فيلمين له، أحدهما وثائقي والآخر روائي، ومع أن المخرج الألماني المخضرم لا يفضّل أيّاً من النوعين على الآخر، يرى أن النمط التسجيلي ينطوي على قدر أكبر من المغامرة. 

في الواقع، ليس "أنسيلم" (Anselm) الذي عُرض الأربعاء الماضي من خارج المسابقة شريطاً وثائقياً بالمعنى الدقيق للكلمة، ولكنه بالأحرى "عمل تجريبي" عن نتاج مواطنه أنسيلم كيفر، أحد نجوم الفن المعاصر، على ما أوضح فندرز في مقابلة مع وكالة فرانس برس.

وكما في فيلمه عام 2011 عن سيرة مصممة الرقصات الشهيرة بينا باوش، استخدم فندرز (77 عاماً)، المعروف بتجاربه السينمائية منذ ستينات القرن العشرين، تقنية الأبعاد الثلاثة لتنفيذ مشروعه.

ويقول بالفرنسية التي يتقنها إن "تقنية الأبعاد الثلاثة وسيلة غامرة تتيح للمُشاهد أن يشعر بأنه أقرب إلى الشخص الذي يراه على الشاشة. ثمة أمر ما يتعلق بالعاطفة والشعور". 

ويضيف "أنها تجربة. ثمة حاجة إلى ذلك لفهم أعمال أنسيلم التي غالباً ما تكون ضخمة وفيها أجزاء نافرة". 

إلى جانب أفلامه الروائية التي جعلت منه أحد أبرز المخرجين السينمائيين في العالم، على غرار "أليس إن ذي سيتيز" عام 1974 و"وينغز أوف ديزاير" عام 1987، أصرّ فيم ويندرز الذي صوّر أعمالاً في هوليوود كما في طوكيو وباريس، ونال السعفة الذهبية عام 1984 عن "باريس، تكساس"، على الاستمرار في إخراج الأفلام الوثائقية التي بلغ مجموعها نحو عشرة.

- لغة جديدة -

ويردّ فندرز بالإيجاب على سؤال وكالة فرانس برس عمّا إذا كان هذا النوع هو مستقبل السينما، معتبراً أنه "مستقبل إخبار القصص بحرية، إذ أن الوصفات هي نفسها والصيغ هي نفسها دائماً في سينما السرد أو السينما الروائية، بينما يوفر الفيلم الوثائقي حرية في العمل".

ولكن أليست للأفلام الروائية قيمة أكبر من الفيلم الوثائقي؟ من بين فيلميه المعروضين في مهرجان كان هذه السنة، ينافس المخرج الألماني على السعفة الذهبية بفيلمه الروائي الياباني "بيرفكت دايز".

ويلاحظ أن "المهرجانات الكبرى تُدرج في مسابقاتها المزيد من الأفلام الوثائقية ولو أن تساؤلاً ساد لمدة طويلة عن كيفية اختيار لجنة تحكيم بين فيلمين روائي ووثائقي، إذ أنهما نوعان مختلفان تماماً!".

وأدرج مهرجان كان السينمائي هذه السنة الفيلم الوثائقي "يوث (سبرينغ)" للمخرج الصيني وانغ بينغ ("ذي ديتش"، 2012)) ضمن مسابقته.

وفي أيلول/سبتمبر الفائت، نال الوثائقي "أول ذي بيوتي أند ذي بلودشد" للمخرجة الأميركية لورا بويتراس عن أزمة الأفيونيات في الولايات المتحدة، الأسد الذهبي في مهرجان البندقية. وبعد بضعة أشهر، حذا مهرجان برلين حذو المهرجان الإيطالي بمنحه الدب الذهبي لفيلم "سور لادامان" الوثائقي للفرنسي نيكولا فيليبير في مهرجان برلين السينمائي. 

فالتجريب والبحث عن أشكال جديدة للسرد هاجسان لا يزالان يطاردان فندرز الذي يحب "أن ينطوي كل فيلم على لغة جديدة".

ويضيف "أصنع أفلاماً لأنني لا أعرف كيف أصنعها. لو كنت أعرف كيف أصنعها، لتوقفت. مع +أنسيلم+، لم تكن لديّ أي فكرة عن كيفية القيام بذلك، ولكن توصلنا في نهاية المطاف إلى إيجاد اللغة المناسبة".

ولكن ماذا عن التوغل في الواقع الافتراضي؟ يجيب "الافتراضي ليس لغة في النهاية. له دور بصري، لكنه لا يُخبر". لكنّ فندرز واثق مع ذلك من "لإعداد لفيلم خيال علمي" يكون فيه "للذكاء الاصطناعي دور كبير".

إلا أنه لا يرى "فائدة من استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة" في العمل السينمائي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي