تعرف إلى ابن حمزة مؤسس علم «اللوغاريتمات»

متابعات الأمة برس
2022-02-18

الشارقة - علي بن ولي بن حمزة، من علماء القرن العاشر الهجري، تاريخ ميلاده ووفاته غير معروفين على وجه الدقة، ولد في الجزائر العاصمة من أب جزائري وأم تركية، في طفولته تعلم القرآن الكريم ونال قسطاً من مختلف العلوم الإسلامية، ونظراً لميوله للرياضيات لم يجد والده في الجزائر معلمين قادرين على تعليم الابن، فأرسله إلى أخواله في إسطنبول، وهناك ذاع نجمه، حتى التحق بديوان المال في قصر السلطان العثماني، وبعد وفاة والده، عاد إلى الجزائر لرعاية والدته، ثم لم يلبث أن رحل إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وهناك استطاع حل ما عرف بـ «المسألة الهندية»، وهي مسألة رياضية عجز علماء الرياضيات في الهند عن حلها حتى اشتهرت وعرفت في كتب تأريخ العلوم بـ«المسألة الهندية». عاش ابن حمزة عدة سنوات في مكة، ولا يعرف أحد أين توفي؟، أو إن ترك كتاباً آخر بخلاف كتابه الأشهر «تحفه العدد لذوي الهدى والرشد».
وضع ابن حمزة جدولاً شهيراً حل فيه «المسألة الهندية»، والتي تقول: «ترك رجل تسعة أولاد، وقد توفي عن إحدى وثمانين نخلة، تعطي النخلة الأولى في كل سنة رطلاً واحداً من التمر، والثانية رطلين، والثالثة ثلاثة أرطال، وهكذا إلى النخلة الحادية والثمانين، فهي تعطي واحداً وثمانين رطلاً من التمر في السنة، والمطلوب هو تقسيم النخلات على الأولاد بحيث تكون أنصبتهم متساوية من التمر، وأن يرث كل ولد تسع نخلات»، عرضت المسألة الهندية على ابن حمزة من قبل أحد التجار الهنود أثناء أداء عالمنا فريضة الحج في مكة، وعلى أثر ذلك قرر الإقامة في المدينة لفترة حتى يستطيع حلها.
صمم ابن حمزة أحد الجداول المبتكرة والمعقدة بمعايير ذلك الزمان، يتكون من عشر خانات رأسية وثلاث أفقية يخترقهم خط مائل ليصنع مثلثين في قلب الجدول، وقسم النخيل بالتتابع إلى تسع مجموعات، كل مجموعة تحوي تسع نخلات، بحيث تشمل المجموعة الأولى النخيل من النخلة رقم 1 إلى النخلة رقم 9، والثانية من النخلة رقم 10 إلى 18، وهكذا مع الحفاظ على ترتيب النخلات في كل مجموعة من الأصغر إلى الأكبر، وأعطى لكل واحد من الأخوة نخلة من كل مجموعة، بحيث لا يأخذ أي واحد منهم نخلتين أو أكثر لهما نفس الترتيب، واستطاع أن يعطي كل أخ تسع نخلات، و369 رطلاً من التمر في العام.
نجح ابن حمزة في حل المسألة الهندية، التي أطلق عليها البعض بعد ذلك «المسألة المكية» أو «مسألة ابن حمزة»، عبر فكرة المتواليات التي يتأسس عليها علم اللوغاريتمات. لقد جاء علم الحساب ليسهل على الناس عمليات الجمع والضرب والطرح والقسمة، وظل الانتقال من عملية إلى أخرى يتسم بشيء من الصعوبة، حتى جاء علم الجبر فسهل بدوره الانتقال من الجمع إلى الطرح ومن الضرب إلى القسمة، لكن ظل الانتقال من الضرب إلى الجمع ومن القسمة إلى الطرح صعباً، حتى نشأ اللوغاريتمات، وتتمثل إضافته الأساسية في كونه يحول الضرب إلى الجمع والقسمة إلى طرح. ومن هنا أعتبر الكثيرون ابن حمزة مؤسس علم اللوغاريتمات.
تناول ابن حمزة في كتابه المتواليات الحسابية والهندسية، الأولى تبدأ من الواحد ثم اثنين ثم ثلاثة وهكذا، والثانية تتنقل من الواحد ثم اثنين فأربعة فثمانية..إلخ، وأشار إلى ضرورة فهم هذه العملية في العلوم الطبيعية، والهندسة والحسابات التجارية، والأرباح المركبة، وأهميتها في المسائل الرياضية التي تتكون من أعداد كبيرة، ورصد الصلة بين هذين النوعين من المتواليات.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي